الدور الراقية تلجأ إلى النمط الرقمي
كورونا يجمد عصر عروض الأزياء التقليدية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف" من بيروت: لم يقتصر تأثير أزمة فيروس كورونا المستجد على القطاعات الحيوية، بل امتد ليطال عالم الموضة. الآثار كانت واضحة في كل أسابيع الموضة العالمية التي انطلقت في نيويورك وتنتهي في باريس.
سلطت مجلة "فوغ بيزنس" المختصة بعالم الأزياء الضوء على التحولات التي ستشهدها صناعة الأزياء بعد كورونا، وكسر التقاليد القديمة لتبني تقنيات جديدة في العروض.
تغييرات جذرية
يشرح ألكسندر دو بيتاك، أحد أهم مخرجي عروض الأزياء في فرنسا ومنسّقيها، ومؤسس وكالة "بيرو بيتاك" التي تدعم عروض أزياء العلامات الشهيرة، بما في ذلك "كريستيان ديور" و"سان لوران" و"كينزو"، ما يجري حاليًا من تغييرات، قائلًا: "أعتقد أن هذه بداية حقبة جديدة ولن نعود أبدًا إلى ما كنا عليه من قبل".
قبل انطلاق عرض أزياء دار ألكسندر ماكوين، تساءل فرنسوا هنري بينو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "كيرينغ" مالكة "غوتشي" و"سان لوران" و"بالنسياغا"، إذا كان ينبغي التفكير جديًا في رقمنة عروض الأزياء وإقرار نظام كامل جديد. فمع توسع رقعة الإصابة بـفيروس كورونا، تبدو صناعة الموضة غير واثقة من قدرتها على المضي قدمًا بالنهج الحالي ذاته.
في أواخر مارس المنصرم، اضطر منظمون إلى إلغاء أسبوع الموضة للرجال وأسابيع أخرى للموضة في باريس بسبب جائحة كورونا. وبحسب المجلة، المزج البشري الفخم الذي يُعد عرضًا تقليديًا للأزياء وجلوس المتفرجين من جميع أنحاء العالم لمشاهدة آخر صيحات الموضة، ستختفي مؤقتًا، وستتحول بسرعة إلى أشكال جديدة يغذيها الشغف لابتكار العروض.
نحو عروض رقمية
أثر فرض الحجر المنزلي الذي فرضته الحكومات في محاولة للحد من انتشار الفيروس بشكلٍ كبير في قطاعات الأعمال المختلفة، فتوقف نشاط الشراء لبعض الوقت، ما دفع العديد من العلامات إلى تغيير خططها ما بين غلق وتأجيل وتغيير في مواعيد وجداول عروض قد حُددت من قبل لمواكبة هذا الحدث الصحي الكبير.
في ضوء هذه التغييرات، أجبر الوباء بعض العلامات التجارية أن تعلن عن عرضها مجموعات الأزياء في لندن وباريس وميلانو رقميًا في يونيو ويوليو المقبلين. وعلّق المصمم العالمي دريس فان نوتين، في مكالمة هاتفية مع المجلة، على هذه النقطة بقوله إنه لا يخطط لإقامة عرض للرجال في يونيو أو عرض نسائي في سبتمبر.
يواجه فان نوتين خيارات صعبة تحولت إلى مناقشة مفتوحة في عالم الموضة؛ إذ إنه غارقٌ في البحث عن حلول: هل عليه عرض الملابس في الموسم قبل أن تصل إلى المتاجر، أم يستمر في عرض ملابس الخريف في فبراير؟
ولادة جديدة
يقول دي بيتاك، الذي يقر بأن عمله سيتغير من الآن فصاعدًا: "لا أريد أن أطلق النار على قدمي، لكن نظام أسبوع الموضة التقليدي انتهى. حان الوقت لتغيير ما نقوم به، وهذا فعلًا ما أثار حماستي. كانت أسابيع الموضة آلة قديمة جدًا وهذا ينتهي الآن. إنها لا تموت، لكنها تولد من جديد".
يضيف أنه يبني رؤيته للمستقبل جزئيًا على عروض العام الماضي لرودارتي في باسادينا، وجاكيموس في بروفانس. اعتمدت هذه العروض على قوائم الضيوف الصغيرة نسبيًا، لكنها خلقت صورًا أحدثت ضجة عالمية. استضاف معرض جاكيموس ما يقرب من 500 ضيف، معظمهم استقل القطار، وعُقد بعد أسبوع الموضة في يونيو الماضي بحيث كان 20 في المئة فحسب من ضيوفه من المتخصصين في الأزياء.
من جهتها، انسحبت الدار الفرنسية للأزياء الراقية "سان لوران" كليًا من أسابيع الموضة وأية فاعليات مرتبطة بها سبق التعاقد عليها خلال هذا العام. وأصدرت بيانًا جاء فيه: "إدراكًا للظروف الحالية وموجات التغيير الجذري المرتبطة بها، قررت سانت لوران السيطرة على وتيرة العمل وإعادة تشكيل وتعديل جدولها الزمني".
أضاف البيان: "الآن أكثر من أي وقت مضى، تحتاج العلامة التجارية إلى فرض إيقاعها ورؤيتها الخاصة، إيمانًا منها وتقديرًا لقيمة الوقت والتواصل مع الناس على مستوى العالم من خلال الاقتراب منهم في مكانهم وحياتهم".
معايير جديدة
تستخدم العلامات التجارية أساليب جديدة للحصول على صور لمجموعات الأزياء التي ستطرحها في السوق. وشهدنا أن عرض "سافاج إكس فينتي" الأخير كان عبارة عن عرض خاص من أمازون برايم، جُربت فيه جلسات التصوير التي أجراها سفراء العلامات التجارية الأنموذجية في منازلهم، والتي تم تصميمها وتوجيهها عن بُعد، معززة بالأعمال الفنية لفنان الوسائط المختلطة رافائيل بيريز، المعروف أيضًا باسم رافتون.
لم تستخدم مصممة الأزياء الشهيرة ماري أليس هاني السجادات الحمراء لعرض مجموعتها، بل لجأت إلى العرض مع عملائها عبر تطبيق "زووم"، وهو تطبيق مخصص لعقد اجتماعات العمل واللقاءات والتعليم عن بعد بالصوت والصورة. وقالت في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "أتصور أنني سأفعل الشيء نفسه في سبتمبر".
أما المصور باري دوكوفيتش فهو يقوم بتصوير الأزياء والمشاهير من شقته في نيويورك. وهو يعلق على طبيعة عمله الجديدة بالقول: "إذا كان لديهم جهاز كمبيوتر محمول وجهاز آيفون، فيمكنني القيام بالتصوير. أنا حقًا لا أرى أن هذا الحل يجب أن يرتبط بكورونا، بل سيكون أحد حلولنا للمستقبل".
لا عودة قبل اللقاح
من شقته المطلة على نهر السين في باريس، سيكون دي بيتاك مسؤولًا عن أي تنسيق ستختاره العديد من العلامات التجارية للكشف عن مجموعات الأزياء بدءًا من الشهر المقبل. وهو يقول إن لديه شعور بأن المناسبات الدولية الكاملة لن تعود إلى أن يتوصل الطب إلى لقاح لفيروس كورونا.
خلال أسابيع الموضة الرقمية لهذا الصيف، يقدم دي بيتاك ما يصل إلى ستة سيناريوهات لكل مجموعة أزياء يريد إنتاجها؛ إذ لم يتضح بعد إذا كان بإمكان العارضات والمصممين السفر من أجل التجمع حتى للتصوير. وهو يعبر عن استعداده للتصوير في مدن متعددة إذا لزم الأمر، وتجميع الصور في مقاطع الفيديو.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "فوغ بيزنس". النص الأصلي