صحة وعلوم

الفيتناميون يغيرون عاداتهم الغذائية بعد سلسلة من حوادث التسمم

سلامة الغذاء مصدر قلق للفيتناميين
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هانوي : جذبت الأطباق التقليدية الفيتنامية محبّين من كل أنحاء العالم، لكن تصاعد فضائح سلامة الغذاء في شوارع البلاد أثار موجة متزايدة من القلق بين جيل الألفية بشأن الطعام الذي يتناولونه.

أمضت تران هوونغ لان، وهي محاسبة تبلغ 32 عاما، ليلتين في المستشفى في المرة الأخيرة التي تناولت فيها طبق "بون تشا" المؤلف من النودلز ولحم الخنزير والذي تناوله الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والطاهي الشهير الراحل أنطوني بوردان في زيارة للبلاد قبل أربع سنوات.

وقالت لوكالة فرانس برس "بعد حوالى ساعتين من تناول الغذاء بدأت أشعر بتوعك. عدت إلى المنزل وبدأت التقيؤ". هرع زوجها بها إلى المستشفى وأخبرها الأطباء بأن هناك تفسيرا واحدا فقط وهو التسمم الغذائي.

تدلي الجفون وسوء في التنفس

لم تتناول لان الطعام في الخارج لمدة شهر بعد تسممها، كما غذت فضائح سلامة الغذاء المتكررة مخاوف آخرين. في يوليو، نقل 14 شخصا إلى المستشفى في حال خطرة بعد تسممهم بفطيرة نباتية. عانى العديد منهم تدلي الجفون وشلل عضلات الجهاز التنفسي.

وبالإضافة إلى القلق بشأن معايير النظافة، ثمة مخاوف متزايدة من الاستخدام المرتفع للمبيدات الحشرية للخضر والأعشاب التي تعتبر من مكوّنات وجبات طعام الشارع النموذجية مثل لفائف الروبيان (القريدس) الطازجة و"بان بو" والنودلز مع اللحم البقري.

وأفاد حوالى 70 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عاما بأن سلامة الغذاء كانت مصدر قلقهم الأكبر، واحتلت المرتبة نفسها مع الأمن الوظيفي، في استطلاع أجرته هيئة "بريتيش كاونسل" في فيتنام هذا العام.

وأوضح مدير جمعية حماية النباتات الفيتنامية تروونغ كوك تونغ أخيرا أن المشكلة تقترب من "أبعاد أزمة". وقال لوسائل إعلام حكومية "المبيدات المحظورة تستخدم والبيئة ملوثة والمنتجات الزراعية يعاد إرسالها بعد شحنها إلى الخارج".

ويشير البنك الدولي إلى أن مشكلات سلامة الغذاء تكلف فيتنام حوالي 740 مليون دولار سنويا في الإنتاجية.

خطر استخدام المبيدات بشكل علمي

لكن في كل أنحاء البلاد، من حقول الريف الخصبة إلى حدائق الأسطح الحضرية الصغيرة، يبذل الفيتناميون ما في وسعهم لضمان تناولهم طعاما آمنا.

اعتاد نغو شوان كوييت (26 عاما) بيع المبيدات الحشرية لكسب لقمة العيش قبل التحول إلى الزراعة "الآمنة".

وبمساعدة "ريكولتو"، وهي منظمة غير حكومية تروج لسياسات الغذاء الآمن، يحاول التأكد من أن الخس والبصل الأخضر والأعشاب، المزروعة بجرعة من المبيدات خاضعة لرقابة صارمة، تصل إلى أكبر عدد ممكن من أطباق "بون تشا".

وأوضح كوييت الذي درس الزراعة في الجامعة "عندما عملت (في شركة المبيدات) تعرفت إلى المواد الكيميائية الموجودة فيها".

وأضاف "تعلمت التأثير المروع (للإفراط في استخدامها)... وأردت البدء في زرع خضر آمنة".

وتابع "في الوقت الحالي، أسعى للوصول إلى المقاصف في أماكن العمل والمطابخ المدرسية ومحال السوبرماركت، لكن هدفي أيضا هو الوصول إلى الحوامل اللواتي يحتجن بشدة إلى تناول طعام نوعيته جيدة".

ويلفت البنك الدولي إلى أن المعادن الثقيلة الموجودة في التربة أو المياه المستخدمة في الزراعة في فيتنام قد تكون مساهما أساسيا في تشكل بعض أشكال السرطان، في حين أن الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية قد يكون له أيضا آثار على المدى الطويل.

وفي المقاطعات الجنوبية، استخدم ما بين 38 و70 في المئة من المزارعين مبيدات حشرية بنسبة أعلى من الموصى بها في العام 2014، وهي أحدث أرقام متاحة، وفقا لوزارة الزراعة التي تفيد بأن مستوى المبيدات المستخدمة في فيتنام بقيت مستقرة نسبيا منذ ذلك الحين.

تباع منتجات كوويت بسعر أعلى بنسبة 10 إلى 20 في المئة من الخضر العادية وهي متوافرة في اثنين من المتاجر الكبرى في هانوي.

وهناك نسبة متزايدة من المستهلكين الحضريين في المقاطعة على استعداد لدفع هذا المبلغ الإضافي وفقا للبنك الدولي، فيما يمتنع البعض إلى حد كبير عن تناول الطعام من الأكشاك التقليدية المنتشرة في الشوارع.

جلست فان ثي ليين وهي عاملة تعيش في سايغون في مطعم صغير لتناول طبق "بون تشا" بدلا من الحصول عليه من أحد الاكشاك على جانب الطريق.

وقالت "غالبا ما أذهب إلى المطاعم حيث يتحقق المسؤولون من هذه الأماكن، لذلك فهي أكثر أمانا من طعام الشارع (الأكشاك)".

ويستثمر عدد متزايد وليس فقط جيل الألفية، في إمداداتهم الغذائية الشخصية أيضا لضمان أمن صحتهم.

تزرع لي ثي ثانه ثوري (69 عاما) عددا من الخضر على سطح منزلها في غرب هانوي.

وقالت "خلال الصيف، تكفي الخضر التي أزرعها على السطح حاجات عائلتي" موضحة أنها تمضي ما يصل إلى ساعتين في اليوم لرعاية محصولها.

وتابعت "في بعض الأحيان، قد تبدو الخضر التي نشتريها من السوق جميلة وطازجة لكننا لا نعرف مصدرها وأي مواد استخدمت لزراعتها".

بالنسبة إلى كوويت، فإن الحلم هو ضمان جودة المنتجات في كل مكان بدءا من السوق المحلية إلى أكشاك الطعام الرخيصة لكنه قال "أعتقد ان الامر سيستغرق وقتا طويلا جدا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف