جنازة مهيبة رغم انها جاءت مقتضبة
تشييع جثمان الأمير فيليب بحضور الملكة اليزابيث
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ويندسور: ودعت الملكة اليزابيث الثانية زوجها الأمير الراحل فيليب السبت في جنازة مهيبة رغم انها جاءت مقتضبة بسبب القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا، الا انها تعكس حياته الطويلة للأمير الراحل.
واستغرقت الجنازة 50 دقيقة وحضرها 30 شخصا قبل ان يتم وضع نعش دوق إدنبرة الذي توفي في الثامن نيسان/ابريل عن عمر ناهز 99 عاما، في سرداب تحت كنيسة سانت جورج في قلعة ويندسور.
وظهرت الملكة البالغة 94 عاما للمرة الأولى منذ الإعلان عن وفاة زوجها وهي ترتدي الأسود وتضع كمامة واقية على وجهها، كما جلس أفراد العائلة الملكية في كنيسة سانت جورج التي تعود للقرن الخامس عشر متباعدين عن بعضهم بسبب الإجراءات.
وترك موت الأمير فراغا كبيرا في حياة الملكة بعد زواج استمر 73 عاما، وأنهى أحد فصول أشهر عائلة في تاريخ بريطانيا.
وجرت آخر جنازة لأحد أفراد العائلة الملكية عام 2002 عند وفاة والدة الملكة عن عمر مئة وعام.
لكن بعكس جنازة اليوم التي غاب عنها الحضور الشعبي، فان أكثر من مليون شخص حضروا حينذاك الى دير "وستمنسر ابي" في وسط لندن للمشاركة في تشييع الملكة الأم.
وأجبرت اجراءات مكافحة فيروس كورونا القيمين على المراسم الملكية على مراجعة الخطط الموضوعة مسبقا لتشييع الدوق والتي اطلق عليها اسم "عملية فورث بريدج"، حيث تم استبعاد الحضور الشعبي لمنع الناس من الاحتشاد.
وحدت الإجراءات الحكومية من عدد المشاركين، فيما عزفت فرقة من أربعة اشخاص في باحة الكنيسة تراتيل اختارها الدوق بنفسه.
ونقلت قنوات تلفزيونية في بث مباشر وقائع الجنازة من خلف اسوار ويندسور للملايين في جميع أنحاء بريطانيا والعالم.
وأعلنت طلقة نارية بدء الالتزام بدقيقة صمت مع وصول نعش الأمير الملفوف برايته الملكية الخاصة وورود بيضاء من الملكة الى الكنسية محمولا على سيارة لاندروفر صممت خصيصا له.
والتزم البريطانيون في الشوارع والمتاجر ومحطات القطارات بدقيقة الصمت واحنوا رؤوسهم احتراما.
وتم ايقاف الرحلات من والى مطار هيثرو القريب من المكان خلال مدة الجنازة.
ووصف يوان جونز البالغ 37 عاما والذي جاء الى ويندسور من ويلز الأمير فيليب بأنه "رجل قوي وبطل حقيقي قام بالكثير من أجل هذا البلد والعائلة الملكية".
وأضاف لوكالة فرانس برس "من المؤسف حقا انه بسبب هذا الوباء لا يمكننا القيام بتكريم اوسع مدى لهذا الرجل الاستثنائي".
وعلى الرغم من القيود إلا أن مراسم الوداع التي تم تقليصها للضابط السابق في البحرية الملكية لا تزال تجمع بروتوكولا ملكيا مهيبا يعود الى قرون.
واصطف أفراد من القوات المسلحة البريطانية بزيهم العسكري على طريق الموكب خلال مروره وقد احنوا رؤوسهم على صوت قرع الأجراس.
وللمرة الأولى التقى الأمير هاري مع أفراد الأسرة الملكية منذ انسحابه وسط ضجيج إعلامي، في ظل اتهامات بالعنصرية واللامبالاة وجهها مع زوجته للأسرة في مقابلة مع أوبرا وينفري.
أما زوجته ميغان ماركل الحامل بطفلهما الثاني، فقد بقيت في الولايات المتحدة بناء على نصيحة طبيبها.
وكان على هاري ان يلتزم حجرا صحيا عند وصوله الى بريطانيا للمرة الأولى منذ سفره الى الولايات المتحدة مع ميغان العام الماضي.
وفصل بين ويليام وهاري اللذين سارا خلف نعش والدتهما الأميرة ديانا عام 1997 ابن خالتهما بيتر فيليبس نجل الاميرة آن البالغ 43 عاما، وشوهدا لاحقا يتبادلان الحديث خلال مغادرتهما الكنيسة.
أما القداس فكان بسيطا ويعكس رغبات الدوق الراحل الذي كان معروفا بصراحته وبتعليقاته اللاذعة.
وتلبية لرغبته لم تكن هناك خطب، لكن القداس عكس حبه للبحر وعمله الطويل مع البحرية الملكية، وتضمن تراتيل وقراءات من الانجيل.
وأشاد عميد ويندسور ديفيد كونر ب"طيبته وحس الدعابة لديه وانسانيته" وتفانيه للملكة التي ستبلغ 95 عاما الأسبوع المقبل.
وقال "لقد ألهمنا ولاؤه الثابت لملكتنا وخدمته للأمة والكومنولث وشجاعته وثباته وإيمانه".
والملكة التي توجهت الى الكنيسة بسيارة بنتلي ملكية، شاهدت من مكان جوقة الكنيسة نعش زوحها يتم انزاله الى سرداب الكنيسة بواسطة محرك كهربائي.
وعند وفاة الملكة سوف ينقل جثمانه ليدفن الى جانبها في كنيسة نصب الملك جورج السادس والد إليزابيث الثانية.
وتأتي الجنازة بعد ثمانية أيام من الحداد العام على الدوق، شهدت تنكيس العلم البريطاني وتوقفا افتراضيا في النشاط الحكومي الرسمي.
كما أنها أعادت التركيز مجددا على مكانة العائلة المالكة في الحياة والثقافة البريطانيتين، باعتبار ان الملكة المسنة والأمير فيليب كانا يمثلان رمزين لعصر آخر.
وأمام قصر باكينغهام مقر الملكة في وسط لندن وضع الشيف سانتوش سينغ البالغ 57 باقة زنبق وقال "أحب العائلة المالكة، أعتقد أنهم رائعون (...) إنه أمر محزن لأنه بمرور الوقت كل هذا سوف يتغير".
وأفاد استطلاع للرأي أجراه مركز "يوغوف" في آذار/مارس أنه بينما يؤيد 63 بالمئة من البريطانيين النظام الملكي، فإن 37 بالمئة فقط ممن تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما يريدون استمراره.
وقال 42 بالمئة إنهم يفضلون رئيس دولة منتخبا.
ومع ذلك تدفق سيل من التعازي من جميع أنحاء بريطانيا والعالم بوفاة فيليب، بما في ذلك من جزيرة فانواتو النائية في المحيط الهادئ التي تتخذه الها.
لكن إرثه الدائم سيكون من خلال منظمة "جائزة دوق ادنبرة" المخصصة للشباب والتي تأسست عام 1956 وتتواجد الآن في أكثر من 140 دولة حول العالم وشارك في نشاطاتها نحو 6,7 مليون شاب من بريطانيا.