لقاء خاص تكشف فيه خفايا عالمها
ريما شرفان: مصممة أزياء تُقدِّم الإثارة بفساتين عصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: "تبدأ حياة القماش حين يتحول إلى فستان" هكذا تُعبّر مصممة الأزياء اللبنانية ريما شرفان عن شغفها بمهنة عرض الأزياء، هذه المهنة التي تقول في حديث خاص أجرته معها مجلة How To Spend It Arabic إنها أعطتها من ذاتها مسحة إبداع، لتلفّ تصاميمها بأنوثة راقية وتكلل جسد المرأة بأنماطٍ دقيقة تترجمها على قماشٍ تختاره وتُتقن استخدامه بعنايتها الخاصة.
الملاذ الآمن
تكشف شرفان في التقرير، الذي نشر في عدد شهر شباط/فبراير من المجلة، أن ما يربط بينها وبين الموضة حكاية استجابة مبكرة، بدأت منذ نعومة أظفارها كطفلة وجدت في عالم الأزياء ملاذاً هربت إليه من سوداوية المشاهد التي رسمتها الحرب الأهلية الدامية، والتي استمرت على مدار 15 سنة في مسقط رأسها لبنان. لكن الشابة لم تستلم لضبابية الأوضاع ولم تُحبطها قسوة الظروف في محيطها الجغرافي، فانطلقت بحوافزٍ شخصية مدفوعةً بالحاجة إلى التعافي وتطوير الذات والابتكار.
تأثر وتأثير
نشأت شرفان بتوقٍ للإبداع، متأثرة بسيرة حياة مصممين رياديين شقّوا طريقهم بأنفسهم، على ما تكشف لمجلة How To Spend It Arabic. فآمنت بنفسها واتخذت من كارل لاغرفيلد قدوةً كمبدعٍ نجح بإدارة العديد من العلامات التجارية وأبرزها Chanel وMiu Miu، مع احتفاظه بالهوية الخاصة لهذه الدور العريقة دون تشابه أو استنساخ. فاتبعت خطاه وطبقت الأمر على نفسها حين انطلقت بتصاميمها الخاصة في تركيزٍ على الابتكار والفرادة أثناء عملها لاحقاً لحساب هذه الشركات.
فرادة
رسمت شرفان خطها الخاص في عالم الموضة بأسلوبٍ راقٍ يوازن بين النزوة والإثارة والبريق. وتميزدت بفرادة الأسماء العميقة الملهمة التي أطلقتها على مجموعاتها المميزة، وبينها The Great Escape (الهروب الكبير)، وThe Great Party (الحفل الكبير)، و'The Great 'I Do (الإعلان الكبير بقبول الزواج). وهي الأسماء التي تحمل دلالات خاصة لأحداثٍ رائعة ومناسبات قد لا تعيشها المرأة إلا مرةٍ واحدة.
ولم يتوقف شغفها عند دلالة التسميات العميقة، بل غاصت بالبعد التاريخي لحضور النساء اللامعات، لتُطلق على فساتينها أسماء نساء من التاريخ، أو نساء نموذجيات، مثل Persephone وAthena، فيما تحدّرت تسميات أخرى من ثقافات معينة، مثل Dorothy وFreya.
تخصص
يكشف التقرير أن شرفان لم تتوقف عند حدود الموهبة، بل تفوقت على الفطرة، بتعزيز قدراتها العلمية وتوجهت شغفها وخبرتها في مجال الموضة بدراسة الشؤون المالية والأعمال والتسويق، لتتخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت عام 2005.
حينذاك، كانت تعمل لدى LOOK IN، فقررت افتتاح محترفها الخاص Rimacher Design Studio للتصميم لشركات محلية تستهدف بصورة أساسية سيدات الطبقة المخملية في لبنان والسعودية.
المولود الخاص
في العام 2017، وقفت شرفان، على ما يقول التقرير، أمام المرآة تعاتب نفسها. وتساءلت كيف نسيت طموحها وهدفها الرئيسي بإطلاق علامتها التجارية؟ فقررت الاحتفال بمولودها الخاص. وهكذا، أبصرت Couture Republic النور، حيث ازدهرت العلامة التجارية باسم Rima Cherfane. وانطلقت بخطها الإبداعي الخاص بين الفساتين والعباءات والابتكارات الأخرى المختلفة التي تميّزت ببصمتها الأنثوية.
أما أول معرض لعلامة Rima Cherfane التجارية الجديدة فأقيمَ في إطار أسبوع الموضة بباريس في عام 2019، حيث حققت نجاحاً باهراً. وعن هذا المعرض تقول لمجلة How To Spend It Arabic : لم أسعَ لبيع تصاميمي، فحدّدت أسعاراً أعلى لمجموعتي، لأنني أردت أن أحقق ذاتي بصورةٍ أساسية. ولم يكن هدفي اجتذاب العملاء بسرعة. فأنا شخصية ثابتة ولا أحبّ أضواء الشهرة، بل أكرّس وقتي للاهتمام بالمحترَف، وبصناعة الثوب، وتحسّسه، والاستمتاع به. ولا أصبّ تركيزي على الجانب التجاري وحده، بل أتشدّد في المحافظة على الأصالة في تصاميمي.
صمود
على صعيد جديدها في مجال الاستثمار، تؤكد شرفان على إيمانها بوطنها رغم ظروفه الاقتصادية القاسية، بحسب التقرير. وها هي تُقبل على افتتاح متجرها الصغير في حي مار مخايل بالعاصمة بيروت، الذي يحمل في زواياه بصمات الانفجار المروّع الذي هزّ لبنان في 4 آب (أغسطس) 2020.
فهي مصرة على عرض مجموعة من التصاميم التي أُنتِجت بإصدارٍ محدود. لكن الحصول عليها سيكون ممكناً بناءً على طلبٍ مسبق، كي تحظى بالوقت الكافي للتجهيزات. ذلك لانها ستعمل في ظل الظروف اللبنانية القاهرة وسط التقلبات والتغييرات، ولن تكون على يقين متى سيكون متجرها مغلقاً أو مفتوحاً وسط التظاهرات ومعضلة الانقطاع المستمر في تيار الكهرباء.
عناد
وفي هذا السياق تضحك، وتُخبِر مجلة How To Spend It Arabic أن البعض يستغرب فيسألها، لماذا تفتتحين متجراً في لبنان؟ وتضيف: أنا عنيدة، لا أريد مغادرة بلدي. ربما تكون الأوضاع مريعة ومسبِّبة للتوتر، لكنه وطني. لا يمكن التخلي عن هذه الأرض وهذه الجبال التي أشتاق إليها، كما أشتاق إلى السجال السياسي، والتشويق المستمر في لبنان الذي خلق لدينا إدماناً على الكفاح للبقاء والصمود. فنحن قد نشعر بالملل في حال عشنا في بلد ينعم بالاستقرار! وتستدرك قائلة: "الفوضى تُحفّز الإبداع، وأنا سأنقل فوضاي اللبنانية إلى جواز سفري المصري". في إشارةٍ لتوسعة رؤيتها باتجاه مصر التي ستنطلق فيها بمشروعٍ جديد في آذار (مارس) 2022. وتقول: إنه تحدٍ جديد في مسقط رأس زوجي والبلد الثاني الذي أحمل جنسيته باعتزاز.
تطورت شرفان عبر السنوات ونجحت في إدارة أعمالها ورسمت خطها الخاص في عالم الموضة، لكنها لا تزال المصممة المتفانية جداً في النهوض بدورها المباشر في حِرفة التصميم، تماماً كما في بداياتها. فريما شرفان ليست فقط مصممة أزياء، بل هي سيدة مصممة على الابداع بابتكاراتٍ تُعطيها من ذاتها.
لقراءة المزيد عن ريما شرفان وتصاميمها الآسرة بأناقة الروح والجسد، يمكن قراءة التقرير كاملاً على الموقع الإلكتروني الخاص بمجلة How To Spend It Arabic.