أخبار

شخصيات مرموقة من العالم كلّه ستشارك في مراسم الجنازة

حشود متراصة وتأثر في اسكتلندا ترافق رحلة إليزابيث الثانية الأخيرة

السيارة التي تنقل نعش الملكة أليزابيث الثاتية ملفوفا بالعلم الملكي الاسكتلندي تمر أمام كاتدرائية سان جيل في ادنبره في طريقها إلى قصر هوليرودهاوس في ادنبره في 11 سبتمبر 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ادنبره: وصل الموكب الذي ينقل نعش الملكة إليزابيث الثانية الأحد إلى ادنبره بعدما انطلق صباحاً من قصر بالمورال في اسكتلندا حيث توفيت، فيما تجمع عشرات آلاف الأشخاص بتأثر واضح على طول مسار هذه الرحلة الأخيرة.

وفي تجسيد للتأثر الذي يهيمن على المملكة المتحدة منذ وفاة إليزابيث الثانية التي كان عهدها الأطول بين ملوك بريطانيا، تجمعت حشود متراصة في العاصمة الاسكتلندية لاستقبال الجثمان الذي اجتاز بوابة قصر هوليرودهاوس المقر الملكي في اسكتلندا، قبيل الساعة 16,30 (الساعة 15,30 ت غ) بعدما قطع ببطء مسافة 300 كيلومتر في ست ساعات.

وسيبقى النعش خلال الليل في قاعة العرش قبل مراسم دينية الاثنين يحضرها الملك تشارلز الثالث على بعد كيلومتر واحد من الدارة الملكية هذه، في كاتدرائية سانت جيل إلى حيث سينقل جثمان الملكة.

والثلاثاء ينقل إلى لندن جواً على أن تقام مراسم الجنازة الوطنية في العاصمة البريطانية في 19 أيلول/سبتمبر.

وشمل الموكب الجنائزي الأميرة آن ابنة الملكة الراحلة وزوجها تيم لورانس.

وتجمع عشرات آلاف الأشخاص على طول مسار الموكب بعضهم بلباس الحداد فيما انهمرت الدموع على الوجنات وانحنت رؤوس لدى مرور النعش في تحية أخيرة للملكة التي حكمت مدة 70 عاماً وسبعة أشهر.

وأشادت رئيس الوزراء الاسكتلندية المنادية بالاستقلال نيكولا ستورجن بـ"امرأة استثنائية".

وقال الاستاذ الجامعي مارك ليندلي-هايفيلد البالغ 47 عاماً والمقيم في إنفرنس على بعد حوالى ساعتين من بالمورال "جلالتها كرست حياتها ووقتها من أجلنا. تكريمها من خلال التقليد، تعبير عن شكرنا على كل ما بذلته". وارتدى سترة طويلة رسمية وقبعة عالية.

وقد نثر البعض الورد عند مرور الموكب.

الجنازة الوطنية

وأعلن قصر باكينغهام السبت أن مراسم الجنازة الوطنية ستُقام في 19 أيلول/سبتمبر في كاتدرائية ويستمنستر في لندن، المكان الذي تُقام فيه الأعراس والجنازات الملكية ومراسم تتويج الملوك منذ قرابة ألف عام.

في هذه الكنيسة بالذات تزوّجت إليزابيث الثانية التي كانت لا تزال أميرة تبلغ 21 عامًا، فيليب ماونتباتن في تشرين الثاني/نوفمبر 1947، كما توّجت فيها ملكة في الثاني من حزيران/يونيو 1953 بعدما أصبحت ملكة إثر وفاة والدها الملك جورج السادس في السادس من شباط/فبراير 1952.

ويُتوقع حضور شخصيات مرموقة من العالم كلّه مراسم الجنازة بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إضافة إلى عدد كبير من الملوك.

سيلقي مئات آلاف الأشخاص النظرة الأخيرة على الملكة في قصر ويستمنستر حيث سيُسجّى الجثمان من 14 إلى 19 أيلول/سبتمبر، قبل نقله إلى كاتدرائية ويستمنستر حيث ستُقام مراسم الدفن عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش من صباح 19 أيلول/سبتمبر الذي سيكون يوم عطلة رسمية في المملكة المتحدة.

وأُعلن تشارلز الثالث ملكًا السبت في لندن. وقد أعلن ملكا الأحد في المقاطعات الثلاث الأخرى في المملكة المتحدة خلال مراسم تخللتها تقاليد راسخة في ادنبره وكارديف وبلفاست. وترافق ذلك مع 21 طلقة مدفع في المدن الثلاث.

خلال مراسم إعلانه ملكاً السبت في لندن، قال تشارلز الثالث إن والدته "قدمت مثالاً للحب اللامتناهي والتفاني في الخدمة" واعداً بالاقتداء بها. وأضاف إنه "يدرك جيداً الواجبات والمسؤوليات الكبيرة" المنوطة بالملك. وشدّد على أنه سيبذل كل جهده ليسير على "المثال الملهم" لوالدته.

بيان ويليام المؤثر

وأصدر ابنه الأمير وليام الذي بات الآن وريث العرش وأمير ويلز، بيانًا مؤثرًا السبت تكريمًا للملكة.

وجاء في البيان "كانت إلى جانبي في اللحظات الأكثر سعادةً. وكانت إلى جانبي في أتعس أيام حياتي. كنت أعلم أن هذا النهار سيأتي، لكن سيستغرقني الأمر بعض الوقت لكي أعتاد على الحياة من دون جدتي"، مشيدا بـ"حكمتها" و"لطفها". وتابع الأمير "سأكرّم ذكراها بدعم والدي بكل السبل الممكنة".

وأثار الأمير مفاجأة عندما ذهب السبت برفقة زوجته كايت وشقيقه هاري وزوجة شقيقه ميغن إلى أمام قصر ويندسور حيث تكدّست الورود تكريمًا للملكة.

ولاقى الأربعة استقبالاً حاراً خلال مصافحتهم الحشود المجتمعة.

وثمة خلاف بين الشقيقين إذ إن هاري وميغن انتقلا للعيش في كاليفورنيا. ولم يظهر الشقيقان وزوجتاهما معاً في العلن منذ أكثر من سنتين.

وغادر الأربعة في السيارة نفسها، لكن الوجوه كانت مقطبة والتفاعل كان في حده الأدنى.

وذكرت صحيفة "ذي تايمز" أن الأمر تطلب "مفاوضات موسّعة" في الكواليس بين الجانبين ما تسبب بتأخير ظهورهم 45 دقيقة.

حتى يومها الأخير

وكرّست الملكة التي تدهورت صحّتها في الأشهر الأخيرة، حياتها في خدمة التاج البريطاني. وكانت لا تزال تعمل الثلاثاء حين استقبلت رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون ورئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس التي كلّفتها تشكيل الحكومة.

إلا أن الملكة عقدت لقاءاتها في بالمورال إذ إن وضعها الصحي لم يسمح لها بالسفر.

وتظهر في الصورة الأخيرة الملتقطة لها وهي تستقبل ليز تراس، مبتسمة ومتكئة على عصا.

وأعلنت وفاتها الخميس عند الساعة 18,30 (17,30 ت غ).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف