لايف ستايل

لتغيير مفهوم المجتمع عن المرأة

بوليفيات من السكان الأصليين يتسلقن الجبال

(من اليسار إلى اليمين) أديلا يوسكو، وسينوبيا يوسكو، وسيسيليا يوسكو، وكاميلا تاركوي يوسكو، من نساء أيمارا من السكان الأصليين يقمن بتسلق تشوليتاس في بوليفيا وارميس، في قمة جبل هواينا بوتوسي الذي يبلغ ارتفاعه 6.088 مترًا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هواينا بوتاسي (بوليفيا): في إحدى الليالي الجليدية، يغيب صدى الخطى المتعاقبة على الجليد مع هبوب الريح فجأة لتعصف بالأثواب التقليدية الفضفاضة لعشر نساء من شعب أيمارا أثناء تسلقهن جبلاً في بوليفيا يصل ارتفاعه إلى 6088 متراً، لإثبات قدرة النساء على مواجهة الصعاب.

حلمت سيسيليا يوسكو، وهي ابنة مرشد جبلي، منذ طفولتها بالوصول إلى قمة جبل هواينا بوتوسي المكسوة بالثلوج. إلا ان مهامها اقتصرت مدى سنوات على طهو الطعام لمتسلقي الجبال وحمل حقائبهم.

وقررت مع مجموعة نساء يتشاركن الحلم نفسه، وبينهنّ أخوات لها، أن يغيرن هذا الواقع. وتساءلت "لماذا لا يمكننا أن نتسلق الجبال بأنفسنا؟"، متجاهلة شكوك بعض الرجال في ذلك.

وباتت سيسيليا مع ثلاث عشرة امرأة تراوح أعمارهن بين 18 عاماً و42، جزءاً من جمعية "تشوليتاس إسكالادوريس دي بوليفيا وارميس" التي تدافع عن حقوق نساء السكان الأصليين من خلال تسلق الجبال.

وهي تستذكر كيف تساءل جمع من الرجال عندما رأوهن يتسلقن الجبل لأول مرة "ما الذي تفعله هؤلاء النساء هنا في الجبال؟ لن يتساقط الثلج ولا المطر بعد الآن".

وتقول المرأة البالغة 36 عاماً "أردنا أن نُظهر أننا نحن النساء قويات وشجاعات، وأننا نستطيع (تسلق الجبال) ونحن نرتدي أزياءنا الخاصة".

وتضيف "هناك قدر كبير من التمييز ضد المرأة"، متوقفة عند معدلات جرائم قتل النساء في بوليفيا، وهي الأعلى في أميركا الجنوبية بحسب المنظمات الدولية.

جبل هواينا بوتوسي

بعد سبع سنوات من الرحلة الاستكشافية الأولى، وبعد تسلق ما يقرب من اثني عشر قمة في بوليفيا وبيرو والأرجنتين، تحاول متسلقات "تشوليتاس"، وهي تسمية مستقاة من اسم نساء بوليفيات أصليات يُسمَّين "تشولاس" أو "تشوليتاس"، مجدداً تسلق جبل هواينا بوتوسي في هذه الليلة خلال فصل الشتاء الجنوبي.

بعد رحلة بالحافلة من إل التو، وهي مدينة قريبة من لاباز، ثم بعد رحلة طويلة مشياً، تصل عشر نساء منهن، من ربات بيوت أو طاهيات أو مرشدات سياحيات، إلى معسكر عند سفح النهر الجليدي، حيث يبدأن الاستعدادات لتسلق الجبل.

كانت الساعة الحادية عشرة ليلاً عندما بدأن في ارتداء تنانيرهن الصوفية الملونة الواسعة التي تسمى "بوليرا" على ضوء المصابيح. ثم جهزن أنفسن بخوذة، وفؤوس جليدية، وأحذية، وأطواق. وقد استبدلن حقيبة الظهر العادية بأخرى تقليدية من القماش المخطط تُعرف باسم "أغوايو".

وبعد ساعات طويلة من المشي في الليل المظلم، يظهر فجأة جدار من الجليد. وتقف النسوة واحدة خلف الأخرى، وتمسك كل منهن بحزام للحماية من السقوط، قبل مواصلة التسلق، رغم نقص الأكسجين الذي يسبب الصداع وآلاماً في المعدة، ينجحن بالكاد في التخلص منها بتناول بضع قطع من الشوكولا أو أوراق الكوكا. لكنّ امرأتين تستسلمان في منتصف الطريق.

مع بزوغ الشمس

أما متسلقات "تشوليتاس" اللواتي يواصلن التسلق فيصلن إلى القمة مع بزوغ الشمس. ويحتفلن لهذه المناسبة عبر الضحك والرقص والعناق.

وأوضحت سيسيليا قبيل بدء الرحلة "عندما نصل إلى القمة، يبدو الأمر أشبه بالطيران فوق السحاب".

أما ابنتها كاميلا تاركي التي انضمت أخيرا إلى المجموعة في سن الثامنة عشرة، فتقول "نكاد ننجح في لمس النجوم عندما نصل ليلاً".

وبعد غزو قمة أكونكاغوا، أعلى قمة في أميركا الجنوبية، عام 2019، تحلم نساء "تشوليتاس إسكالادوراس" بتسلق قمة إيفرست البالغ علوها 8848 متراً. وتقول سيسيليا "لقد كسرنا نحن النساء العديد من الحواجز ... ونريد أن نذهب إلى أبعد من ذلك. نريد دائماً أن نرتقي بثقافة شعب أيمارا إلى مستوى أعلى".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف