مذاقات

مطعم "إل بويي" الإسباني الشهير يتحول متحفاً للفن المطبخي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

روزس (إسبانيا): يعيد مطعم "إل بويي" (elBulli) الإسباني الشهير الذي كان يُعتبر أحد الأفضل في العالم أبوابه مجدداً بعد 12 عاماً على إغلاقه، ولكن ليقدّم أطباقاً تلتهمها العيون لا الأفواه، إذ سيتحول متحفاً عن الثورة المطبخية التي أحدثها طاهيه الشيف فيرّان أدريا.

وأُطلق على المتحف الذي يُفتتح في 15 حزيران/يونيو ويقع عند خليج صغير في كوستا برافا، على مقربة من الحدود مع فرنسا، اسم "إل بويي 846"، وهو رقم يشير إلى عدد الأطباق التي ابتكرها هذا المطعم المتخصص في المطبخ الراقي والحائز ثلاث نجوم من دليل ميشلان عام 1997.

ويشرح فيرّان أدريا (61 عاماً) الذي كان جالساً بالقرب مما كان مطبخه طوال أكثر من 25 عاماً "المجيء إلى هنا لن يكون لتناول الطعام بل لفهم ما حدث" في هذا المختبر المطبخي.

في داخل المطعم، يسود انطباع بأن الزمن توقف.

فالزائر يطّلع خلال جولة تستمر زهاء ساعتين في المتحف على مئات الصور والمخططات المرسومة والنماذج والدفاتر والكتب والجوائز. ومن أبرز ما يحويه المتحف، نسخ اصطناعية من البلاستيك أو الراتنجات بتقنية "شوكوهين سامبورو" اليابانية من الأطباق التي صنعت شهرة "إل بويي" كمطعم طليعي.

ويقول الشيف "لقد ذهبنا إلى أبعد حدود تجربة الفن المطبخي (...)، وسعيُنا هذا فتح الطريق للآخرين".

واستثمرت المؤسسة التي استُحدثت للحفاظ على إرثه 11 مليون يورو لإقامة هذا المتحف الذي أثار مشروع توسيعه الأولي معارضة جماعات بيئية.

لا يزال فيرّان أدريا يتذكر اليوم الذي سلك فيه للمرة الأولى عام 1983 الطريق الترابية المتعرجة التي كانت تربط فيما وقتها قرية روزس بالمطعم الذي سميّ عمد "إل بويي" تعبيراً عن شغف صاحبه بكلاب البلدوغ الفرنسية.

وانضم أدريا إلى المطعم بتوصية من أحد رفاقه من الخدمة العسكرية، ولم يكن يعتزم البقاء فيه طويلاً، بل الاكتفاء بفترة تدريبية قصيرة.

لكنه أصبح بعد أربع سنوات كبير الطهاة في هذا المطعم الحائز وقتها على نجمة واحدة من ميشلان، وما لبث أن اشتراه عام 1990 مع شريكه خولي سولير الذي توفي عام 2015.

ويروي الشيف الذي كان في صغره يحلم بالسير على خطى مثله الأعلى مهاجم فريق برشلونة النجم الهولندي يوهان كرويف: "أهم ما حصل لي في +إل بويي+ هو أنني تعرّفت فيه للمرة الأولى على شغف الطهو. فعندما كنا نحن أعضاء فريق العمل نتناول الطعام معاً، لم نكن نتحدث عن كرة القدم، ولا عن عطلات نهاية الأسبوع، بل عن الطبخ".

وسبق لمئات الطهاة، ومن بينهم من أصبحوا نجوماً كرينيه ريدثيبي وخوسيه أندريس وأندوني أدوريث، أن اكتسبوا الخبرة في فريق "إل بويي" المكوّن من 70 فرداً يعدون يومياً طوال ستة أشهر في السنة نحو خمسين طبقاً، لا يسعون من خلالها إلى أن يُرضوا بأي ثمن الزبائن الآتين من كل أنحاء العالم.

ويوضح فيرّان أدريا الذي كان يحرص على أن تثير ابتكاراته "الصدمة تلو الصدمة" و"التفكير" في المذاق "إن مفهوم جعل الناس يحبون (الأطباق) عند إعداد المأكولات الرائدة أمر شديد التعقيد".

ويُعتبر أدريا من رواد ما يسمى "المطبخ الجزيئي" الذي يجمع الفن المطبخي والعلم، ولم يكن توجهه يحظى بمؤيدين فقط، إذ لم يكن "أصوليو الطهو" يستسيغون ابتكاراته. إلا أن ذلك لم يثنه عن الاستمرار والذهاب إلى أبعد، حتى توصل عام 2011 إلى رسم حدود تجربته.

ويقول "كنت واثقاً بأن خيار الإقفال صائب. فقد كنا وصلنا إلى ما اعتبرناه تجربة الرضى النهائية. وبمجرد تحقيق هذا الهدف، قلنا لأنفسنا + لماذا نستمر إذا كانت مهمتنا هي السعي وراء الحدود؟+".

ومذّاك، استعاض عن المئزر الأبيض بقميص أسود، وقرر ترك قبعة الطاهي في الخزانة، مشيراً إلى استحالة أن يكرر إنجازاته.

لكنه يقول إنه يدعم أولئك الذين يواصلون السعي إلى حدود جديدة لفن الطهو، ففي نظره أم "كل شيء سيتوقف إذا لم يوجد ثلاثة أو أربعة أو خمسة أشخاص في العالم" يسعون إلى تجاوز هذه الحدود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف