كود سري يحميك من خداع الذكاء الاصطناعي
"التزييف العميق" لم يعد خيالاً علمياً.. وهكذا تحمي نفسك وعائلتك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من سان فرانسيسكو: هل لديك كلمة سر سرية مع عائلتك؟ سؤال قد يبدو غريباً، لكنه أصبح ضرورة ملحة في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد بإمكانك الوثوق حتى بصوت وصورة أقرب الناس إليك.
ففي إحدى الشركات الكبرى مؤخراً، تلقى الموظفون رسالة فيديو عاجلة من مديرهم التنفيذي. كان يتحدث بصوته وصورته المألوفة، محذراً من مخاطر تقنيات "التزييف العميق" (Deepfake). الصدمة كانت أن الفيديو نفسه كان مزيفاً بالكامل، أرسله المدير كجزء من تدريب توعوي ليثبت لموظفيه مدى واقعية هذه التقنيات وقدرتها على الخداع.
هذا التمرين الصادم دفع الموظفين إلى إدراك أن الخطر ليس مجرد تهديد للشركة، بل هو خطر شخصي قد يصل إلى منازلهم. أحدهم، على سبيل المثال، قرر فوراً ابتكار كلمة سر خاصة بينه وبين أفراد عائلته، لاستخدامها في أي مكالمة طارئة أو مشبوهة للتحقق من هوية المتصل الحقيقية.
كلمة السر العائلية: خط دفاعك الأول
لم تعد هذه الفكرة مجرد حذر مبالغ فيه، بل أصبحت توصية أمنية جادة. فوفقاً لموقع StaySafeOnline المتخصص في الأمن الرقمي، يمكن أن يكون استخدام كلمات سر خاصة بين أفراد العائلة أو الزملاء وسيلة فعالة للغاية للتحقق من الهوية في مواجهة محاولات الاحتيال عبر "التزييف العميق". الفكرة بسيطة: كلمة أو جملة لا يعرفها إلا أنتم، تُستخدم للتأكد من أن الشخص الذي يظهر على الشاشة هو بالفعل من يدعي أنه هو.
كيف تحمي نفسك من هجمات التزييف العميق؟
في زمن تتقدم فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، تصبح المعرفة والحذر خط الدفاع الأساسي. وإلى جانب كلمة السر العائلية، يوصي الخبراء بالخطوات التالية:
التوعية والتدريب: يجب على الشركات والمؤسسات تقديم تدريبات دورية للموظفين حول كيفية التعرف على علامات الفيديو أو الصوت المزيف.
التحقق المزدوج: عند تلقي أي طلب غير معتاد أو مريب (مثل طلب تحويل أموال عاجل)، تحقق من صحته عبر قناة اتصال أخرى، كمكالمة هاتفية على رقم معروف.
الحد من مشاركة البيانات: تجنب نشر مقاطع صوتية أو فيديوهات واضحة لوجهك على منصات عامة، حيث يمكن استخدامها كـ"مادة خام" لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على تقليد صوتك وصورتك.
"التزييف العميق" لم يعد تهديداً نظرياً، بل حقيقة رقمية تتطلب وعياً فردياً وجماعياً. وفي مواجهة عالم تختلط فيه المظاهر، قد تكون أبسط الإجراءات، مثل كلمة سر سرية، هي وسيلتنا الأهم لحماية ما تبقى من ثقتنا.