لايف ستايل

المساعد الذكي يرتدي البزة الرسمية!

Claude AI يدخل مطبخ القرار الأميركي... الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن القومي

مبنى الكابيتول الأميركي في مشهد تعبيري يوحي بتداخل التكنولوجيا والسياسة (رسم تعبيري أُنتِج بالذكاء الاصطناعي © الحقوق محفوظة للمؤلف)
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من سان فرانسيسكو: في خطوة تُظهر تصاعد اعتماد الحكومات على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة "Anthropic" عن إتاحة نماذجها الذكية المعروفة باسم Claude AI لدعم مهام الأمن القومي الأميركي، وذلك من خلال برنامج "Tradewinds Solutions Marketplace" التابع لوزارة الدفاع الأميركية.

الهدف؟ تسريع تبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي في الإدارات والوكالات الحساسة، لتصبح هذه النماذج جزءًا من عمليات تحليل البيانات، واتخاذ القرار، ورصد التهديدات المتطورة.

Claude AI ليس مجرّد مساعد رقمي، بل نموذج لغوي متقدّم يقدّم تحليلات دقيقة، ويستوعب الأوامر المعقدة بلغة طبيعية، مما يجعله أداة مثالية في بيئات تتطلب فهماً سريعاً ومعلومات دقيقة.

اللافت أن Anthropic هي أول شركة ناشئة غير تقليدية يتم اعتمادها في هذا البرنامج، إلى جانب شركات كبرى مثل Google وPalantir، مما يدلّ على ثقة متزايدة في الجيل الجديد من مزودي حلول الذكاء الاصطناعي.

وبينما يُبشر هذا التوجّه بتسريع الأداء وتوفير وقت ثمين في أروقة القرار، يطرح في المقابل تساؤلات كبيرة: هل سيكون الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي بديلاً للبشر في القرارات الحساسة؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيبقى مجرد مساعد خلف الستار؟

نحن أمام بداية جديدة، لا أقل. دخول الذكاء الاصطناعي إلى مطبخ الأمن القومي هو اختبار واقعي لما يمكن أن تقدمه هذه النماذج للبشر، وما قد تسحبه منهم أيضًا: القرار.
ولكن لماذا لا؟
لأن القرار في السياقات الأمنية لا يُبنى فقط على البيانات والمعطيات الرقمية، بل على تقدير الموقف، قراءة النوايا، وتحمل العواقب الأخلاقية والسياسية. هذه مسؤوليات لا يمكن أن تُفوّض بالكامل إلى نظام تقني، مهما بلغت دقته أو قدرته على التحليل.

الذكاء الاصطناعي يضيء الطريق، لكنه لا يسلكه وحده. يبقى الإنسان في قلب المعادلة، يحسم في اللحظات الفارقة، ويُبقي الذكاء الاصطناعي في موقعه الصحيح: أداة تعزز الإدراك… لا بديلًا عنه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف