همام ورسالة الى المطربين العراقيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد فوزك بلقب نجم برنامج "ستار كلوب" الذي بثّته شاشة "نيو. تي. في." اللبنانيّة، وحتّى اليوم، ماذا حقّق المشترك العراقي النجم همام؟
ـ مرحلة "ستار كلوب" كانت مهمّة جدّاً في حياتي، والحمد لله، لقد وضعني الناس وكذلك لجنة الحكم في مرتبة أدعو ربّي أن أكون على قدر مسؤوليتها، وخلال هذه الفترة عملت على تحضير ألبوم مؤلّف من ثماني أغنيات وموّال، وأحببت أن أكون منوّعاً في إختياراتي، ومختلف بين الأغنية والأخرى، وتقصّدت أن أخلق صدمة إيجابية عند المستمع، وأحببت أن أخلق لدى الناس تساؤلاً:" هذا همام في هذه الأغنية، غير ذلك الهمام في الأغنية الثانية"، ليصبّ كلّ ذلك في خانة واحدة، وهي أنّ همام يستطيع آداء الألوان المختلفة، والألبوم الجديد من إنتاج "نيو. تي. في."، والمنتج المنفّذ هو حسن عبد الله، والألبوم من توزيع شركة روتانا، ويحمل عنوان "همام"، وفيه سجّلت أغنيتين باللجهة المصريّة، الأولى بعنوان "يا حبيبي متغيّر ليه" من ألحان رياض الهمشري، وكلمات أمير طعيمة، والثانية شعبيّة بعنوان "آهو آهو" من كلمات وألحان الملحّن والمطرب اللبنانيّ باسم يحيى، وأغنيتين باللهجة اللبنانية: "لا تغيب" من كلمات وألحان باسم يحيى، و"بدّي قلّك شو إشتقتلك" من كلمات نور الحسن، وألحان نور السعد، إضافة إلى أربعة أعمال عراقية بأسلوب غنائي عراقي جديد: فهناك الراقص، والطربيّ، والدبكة، وقد تعمّدت إيجاد خلطة مميّزة في اللون العراقي بالذات، بحيث هناك أغنية عراقية من كلمات الشاعر العراقي فحص جواد، وألحان رياض الهمشري من مصر، وتوزيع اللبناني طوني أبي خليل، وأجرى عليها عملية الريميكس اللبناني سعيد مراد، وهي بعنوان "أتحدّاك"، وهناك عمل عراقي من كلمات الشاعر اللبناني أحمد الدرويش، وهو بالكلام البدوي القريب من العراقي، ولحنّها العراقي أحمد الصغير، إضافةً إلى موّال "دونك ما أحبّ الليل" من كلمات حازم جابر، وألحان مظفّر الأمير، وأغنية "قلبك وقلبي" وهي أيضاً من كلمات حازم جابر، وألحان مظفّر الأمير، وأعتبر هذه الأغنية هي "الهيت" في الألبوم الجديد، وقرّرت أن أصوّرها على طريقة الفيديو كليب، ونحن نسعى للتعاون في تصويرها مع المخرج حسين دعيبس.
نلاحظ بأنّك تعاملت مع العديد من الأسماء البارزة والمحترفة في عالم الغناء، وتحديداً الشعراء والملحنين، ما كان الإنطباع الأوّلي لدى هؤلاء عندما أبلغتهم بنيّة التعامل معهم، ومن ثمّ سمعوا صوتك، خصوصاً وأنّ برنامج "ستار كلوب" لم يكن منتشراً بقوّة في مصر مثلاً؟
من الملاحظ بأنّ جميع المطربين العراقيين الموجودين اليوم على ساحة الغناء من كاظم الساهر، إلى رضا العبد لله، إلى ماجد المهندس، قدّموا أنفسهم في بداياتهم إلى الجمهور العربيّ من خلال الغناء العراقيّ، في الحين الذي يصرّ همام اليوم على تقديم نفسه إلى الجمهور من خلال عدّة ألوان غنائية ولهجات عربيّة مختلفة (يقاطعني)
ـ أحببت أن أنفي ما هو متعارف عليه في الصحافة والإعلام، بأنّ المطرب العراقي لا يؤدّي سوى اللون العراقي، وأنّ المطرب اللبنانيّ مثلاً قادر على آداء ألوان غنائية مختلفة كالمصريّ، والخليجيّ، وغيرها من الألوان، وأحببت أن أثبت بأنّ المطرب العراقي قادر أيضاً على آداء اللون المصريّ وكذلك اللون اللبنانيّ.
من المعروف بأنّ اللهجة المصريّة سهلة ومفهومة بالنسبة إلى جميع الشعوب العربيّة، نظراً للتأثير الكبير للسينما المصريّة في تلك المجتمعات، في حين أنّ اللهجة اللبنانيّة ما زالت صعبة بعض الشيء في فهم بعض مفرداتها، طبعاً إذا ما إستثنيا الإنتشار الكبير للفضائيات اللبنانيّة في الآونة الأخيرة في جميع البلاد العربيّة، هل وجدت صعوبة في آداء الغناء باللهجة اللبنانيّة؟
ـ نعم وجدت صعوبة، ولكن الحمد لله، لقد رافقني الشعراء طيلة فترة التسجيل في الأستوديو، ووجّهوا لي الملاحظات بفتح أو كسر بعض الأحرف بما يتلاءم مع طريقة الكلام باللهجة اللبنانيّة، وأتمنّى أن أكون قد أدّيتها بالشكل الصحيح، والحكم في ذلك للجمهور طبعاً.
هناك العديد من المطربين والمطربات يؤمنون بالمثل القائل:"إعطِ خبزك للخبّاز ولو أكل نصفه"، وهو حال المطربة اللبنانيّة نجوى كرم، وكذلك الإماراتية أحلام، في إصرارهما على إعتماد الغناء بلهجة بلديهما الأمّ!
ـ بشكل عام يجب أن يكون المطرب شاملاً، ويجب أن تكون ألوانه متعدّدة، لأنّ هناك العديد من المستمعين والمتذوّقين لفنّه، واليوم أصبحنا في عصر الأغنية العربيّة، وليس اللبنانيّة أو المصريّة، أو الخليجيّة، نحن في عصر الفضائيات التي جعلت من الكرة الأرضية قريةً صغيرة.
نعم الكثيرون نصحوني بذلك، كوني فنّان عراقيّ، ويجب أن أطلّ على الناس بأغنية عراقية، وللصراحة كلمات الأغنية جميلة جداً، وأعتقد بأنّ هذا سبب أكيد في نجاح الأغنية بإذن الله، وتقول كلمات الأغنية:
"ما قلت للناس أحبك
حبّك مبيّن عليّ
تريد أغمّضهم عيوني
حتّى ما يشوفوك بيّ
ما كلّ شي فينا صار واضح
وحبّنا بيّن بالملامح
وقلبك وقلبي حبيبي
صاروا يدقّون سويّة"
قلت سابقاً بأنّك نوّعت في إختياراتك ما بين الطربي، والراقص، وهو الإختيار الذي يعتمده حتّى المطربون الكبار الموجودون على الساحة اليوم كسميرة سعيد، وأصالة، وصابر الرباعي،و غيرهم... ولكن اليوم هناك موضة رائجة في الغناء، وهي غناء "الهشّك بشّك"، ما هو موقفك من هذه الموجة؟
ـ بالنسبة لي ليس "هشّك بشّك" هذا الغناء كان موجوداً في كلّ مرحلة، وفي كلّ زمن(أقاطعه)
إسمح لي هذا الغناء لم يكن موجوداً بتاتاً قبل ذلك، هناك من يدّعون الغناء كماريا، ومروى، ودانة، والفرفورة دومينيك، وجاد شويري والحبل على الجرّار يقدّمون كلمات جريئة وغاية في الوقاحة نسمعها للمرّة الأولى في أغنياتنا العربيّة، وهي للأسف تصل إلى كلّ بيت، ويحفظها الصغار قبل الكبار، وأصحابها يحقّقون شهرةً كبيرة، حتّى ولو كانت هذه الشهرة زائفة لا محالة، ولكنّهم يسهمون بقوّة في تشويه صورة الغناء العربيّ الذي حمل رايته العظماء من قبل، كيف تستطيع أنت كمطرب شاب أن تثبت نفسك بغنائك الرصين وسط هذه الموجة؟
ـ بصراحة أنا لا أستطيع أن أحكم على هؤلاء، فهم فنّانون موجودون، وزملاء على الساحة الفنيّة، وكلّ إنسان يقدّم ما عنده!!
إذا ما حقّق ألبومك الجديد نجاحاً كبيراً، وأنت حقّقت شهرةً كبيرة، وأصبحت محبوباً بقوّة من قبل الناس، علماً أنّك نجحت بفضل تصويت شريحة كبيرة من المشاهدين الذين أحبّوا صوتك وحضورك عبر التلفزيون، هل ترضى عند ذلك بأن تصعد فنّانة من أمثال ماريا، ودانة، والفرفورة، وغيرهنّ، فتستعمل عبارة "زميلي همام"، أو "زميلي كاظم الساهر"، أو "زميلتي أصالة"، وإذا ما قلبنا الآية هل ترضى بأن تقول بأنّك زميل ماريا، أو زميل الفرفورة في الفنّ؟؟
ـ (يضحك مطوّلاً) أنا لا أعرف أحداً من اللاتي ذكرتهنّ...
هذه إجابة ديبلوماسيّة...
بعد إنتقالك اليوم من مرحلة الهواية إلى مرحلة الإحتراف، هل نفعتك الدراسة الموسيقيّة التي تلقّيتها في الجزء الإحترافي من مسيرتك الفنيّة؟
ـ أنا ما زلت هاوياً حتّى اليوم، ولكن إنعكاس الدراسة الموسيقيّة التي تلقّيتها أفادتني في مرحلة التسجيل في الأستوديو، علماً أنّي عملت في العراق، ومارست الغناء، ولذلك أصبحت أكثر إحتكاكاً بهذه المواضيع، وأكثر ما أفادتني به الدراسة، هو أنّي أصبح بإمكاني نقل فكرتي للموّزع، وكذلك إعطاء ملاحظة للملحّن على جملة موسيقيّة، وكذلك يمكن أن أتدخّل بجملة شعريّة، كما وأنّ هناك قفلة في الكاسيت وضعتها بنفسي، وهي موجودة تحديداً في الدبكة العراقية، وقد أعجب الموزّع بفكرتي وإعتمدناها في التسجيل، ثمّ إنّ الدراسة الموسيقيّة تجعلك تمشي مع الشاعر، والملحّن، والموزّع على الخطّ نفسه، وتجنّب الفنّان التفاوت الفكري بينه وبينهم.
ولكن هذا الأمر له نواحٍ سلبيّة أيضاً، كأن يخلق بينك وبين الشعراء والملحنين نوعاً من سوء الفهم بسبب تدخّلك في عملهم، خصوصاً وأنّك ما زلت في بداية الطريق، وفي ألبومك الأوّل، هل صادفت مثل هذا الأمر؟
ـ الفنّان في النهاية مسؤول عمّا يقدّمه، وبالعكس، فالأستاذ رياض الهمشري عملاق، وقد أحبّ ملاحظاتي، وقد لفتت نظره، وقد قال لي:"أحببت إهتمامك الشغوف بعملك"، وليس شرطاً بأنّ كلّ ما أعلّق عليه أن يكون صحيحاً، هناك العديد من الملاحظات التي أبديتها للملحّنين والشعراء، لم يوافقوني عليها، وقالوا لي بأنّها غير صحيحة وغير مناسبة للأغنية، وإقتنعت بوجهة نظرهم، فالعمل الفنّي هو عمل جماعيّ، ويجب أن يشارك فيه كلّ الأطراف، حتّى يقدّم إلى الجمهور بأبهى حلّة.
ـ أنا أصلاً من منطقة الرمادي، في غرب العراق، ولكنّي من سكّان بغداد، حاصل على ديبلوم من المعهد الموسيقى العالي في بغداد بعد أن درست فيه لمدّة ستّ سنوات، وأثناء الدراسة شاركت في مهرجانات عديدة، ومثّلت العراق في مهرجان أمستردام للغناء، ونلت جائزة على هذه المشاركة، وكنت لا أزال طالباً، كما شاركت في مهرجان العقبة، وفي مؤتمرات ثقافية في مؤسّسة شومان، وفي المركز الثقافي الملكيّ في الأردن، إضافةً إلى مهرجانات بابل، ومهرجان المربد الشعري في العراق، إضافة إلى حفلات المعهد الثانوية، وأثناء هذه المسيرة إنضممت إلى فرقة "ألف ليلة وليلة" الغنائية من تأسيس الأستاذ سالم حسين، وهو عازف شهير على آلة القانون، ومثّلنا العراق في أكثر من بلد، ولاقينا إستحسان الناس، وتتلمذت على يد أساتذة كبار منهم فتح الله أحمد، والأستاذ الأعظمي، وغيرهم.
وهل كان ذلك خلال فترة الحصار والحرب في العراق؟
ـ أنا دخلت إلى معهد الموسيقى سنة 95، وتخرّجت سنة 2001، وخلال هذه الفترة كان العراق في حصار، وفي أوجّ الأزمات، وعانينا من صعوبة التنقّل بين البلدان، ومن صعوبة الحصول على التأشيرات، وبالتالي واجهنا صعوبات كثيرة في المشاركة في العديد من المهرجانات، ووضعنا ضمن نطاق معيّن بسبب هذه الظروف، ولكن أدعو الله أن يعود العراق إلى السلام والأمان.
ألم تفكّر بتقديم أغنية للعراق؟
ـ طبعاً، هذا حلم من أحلامي، وقد إتصلت بالعديد من الشعراء، وبينهم قسم كبير من الشعراء الغير العراقيين، من أجل التعاون معهم بهذا الصدد، وأعطيتهم فكرة العمل، أريد أن أنقل صورة العراق اليوم، أردت أن أنقل من خلال الغناء المأساة التي يعيشها العراقيون اليوم، أردت أن أدعو من خلال الغناء إلى عودة بغداد دار السلام، دار الثقافة والفنون على مدّ العصور.
ألا تحنّ إلى العودة لرؤية أهلك، وأصدقائك، وأحبّائك في العراق اليوم؟
ـ إشتقت لهم كثيراً، إشتقت لبغداد، وإشتقت للمكان الذي ربيت فيه، ولكن الظروف غير مناسبة، بسبب التفجيرات، والوضع الأمنيّ المتأزّم، عدا عن الإحتلال الأمريكيّ للعراق، وأنا ضدّ هذا المبدأ، أودّ العودة إلى العراق لأجده بين أيدٍ عراقيّة أمينة.
هل إلتقيت بغيرك من الفنّانين العراقيين؟
ـ إلتقيت بكاظم، ورضا، وماجد...
ما كان تعليقهم على موهبتك، وماذا قالوا لك؟
ـ صراحةً كلّهم وجّهوا لي نصائح كثيرة، وكانت أهمّها نصيحة الأستاذ الكبير كاظم الساهر الذي أرسل لي باقة ورد بعد فوزي بالبرنامج، وعندما إلتقيته منذ فترة قصيرة قال لي:" يجب أن تتابع فنّك، وتحافظ عليه، ويجب أن تكون دقيقاً في ملاحظتك، وعليك أن تتعب لتحصد، ونحن كلّنا تعبنا في بدايتنا قبل أن نصل إلى ما نحن عليه الآن، وأنت لو لم تكن فنّاناً لما وصلت إلى هذه المرحلة..."
يقال بأنّ أيّ فنّان جديد يظهر على الساحة، يبدأ الآخرون بمحاربته في الكواليس، هل إلتمست أنت شخصيّاً هذا الأمر؟
ـ صراحةً هناك العديد من المشاكل التي تصادف الفنّان في مسيرته، ومن هذه المشاكل مشكلة صادفتها اليوم بالذات، فقد سجّلت عملاً لبنانياً بعنوان "لا تغيب" من كلمات وألحان باسم يحيى، وقد فوجئت عندما أخبرني أصدقاء بأنّ هناك من يدعى الفنّان وسام سعادة قد سجّل هذه الأغنية، وينوي بثّها عبر الإذاعات، علماً بأنّي حاصل على تنازل عن الأغنية من باسم يحيى، وقد سلّمتها ضمن الألبوم الذي سلّمته لشركة روتانا التي تتولّى مهمّة توزيع الألبوم، وأنا بصراحة لا أعرف الفنّان وسام سعادة، ولم يسبق لي أن إلتقيته، وقد إتصل به المنتج المنفّذ حسن عبد الله يخبره بأنّنا أصحاب التنازل عن الأغنية ولكنّه أصرّ على موقفه بأنّه يملك هذه الأغنية، وعندما إتصلنا بالأستاذ باسم يحيى صاحب كلمات وألحان الأغنية، إكتشفنا بأنّه صادق معنا، ولكنّه سبق له وأن سلّم الأغنية لموزّع موسيقي يدعى وسام غزّاوي ثم إختلف معه فسحبها منه، وعندها تسربّت الأغنية من خلال الموزّع، وعندما تكلّمنا معه، للأسف لم يتكلّم معنا بلياقة ، وقد إتصلنا حالياً بأصحاب الشأن وعمّمنا بيان على جميع وسائل الإعلام بأنّنا نملك تلك الأغنية، ويحظّر بثّها بصوت المدعو وسام سعادة.
ما هي الأغنية التي سمعتها مؤخّراً، وتمنّيت أن تكون لك؟
ـ هناك العديد من الأغاني التي أعجبتني مؤخّراً، ومنها "مأثّر فيّي" لفضل شاكر، صاحب الصوت الرائع، وأيضاً العديد من أغاني صابر الرباعي، وكاظم الساهر، وكذلك شيرين عبد الوهاب، إنّها صاحبة موهبة فذّة، وصوت رائع، أعجبتني أيضاً أغنية "غلاك" لربيع الأسمر، وكذلك أغاني الفنّانة نانسي عجرم.
من المعروف بأنّ التراث العراقيّ غنيّ بالأغاني التي حقّقت شهرةً ما تزال حيّة حتّى يومنا هذا، ألم تفكّر بأن تؤدّي بعض هذه الأغنيات لكي تصل من خلالها إلى الجمهور؟
ـ بالفعل، أنا بصدد تحضير ألبوم كامل يحتوي على أغانٍ خالدة من التراث العراقيّ أسجّلها بصوتي.
(أمازحه) هل ستنافس بذلك الفنّانة سحر طه المشهورة بآداء الأغاني التراثية العراقية؟
ـ لا، لا، بالطبع الفنّانة سحر طه، أستاذة كبيرة، وكلّنا نتعلّم منها، وهي قمّة في الفنّ والأخلاق.
ألم تطمح للتعاون مع الشاعر العراقي الشهير كريم العراقي؟
ـ بلى بالطبع، وقد إتصلت به أثناء تحضير الكاسيت، ولكن لم يكن بحوزته عملاً جاهزاً. علماً أنّه سيزور لبنان قريباً، وسيجمعني به لقاء عمّا قريب، والأستاذ كريم العراقي متميّز جدّاً، كما أطمح للتعاون مع الشعراء كاظم وغازي السعدي، وهناك تعامل سيجمعني في عمل وطنيّ عن العراق مع الفنّان الملحّن كوكب حمزة، ويتمحور موضوع هذه الأغنية حول الغربة، وتحمل الأغنية عنوان "غبت دواي" وهناك تعاونات مع الفنّان مهنّد محسن، ومنير عبد الحسين.
هل تحبّ فكرة الدويتو، ومع من تتمنّى أن تنفّذها؟
ـ طبعاً، وأحبّ أن أشارك الفنّانة شيرين عبد الوهّاب، التي تتمتّع بصوت رائع في دويتو، وكذلك الفنّانة نانسي عجرم، كما أتمنّى أن يجتمع كلّ الفنّانين العراقيين في عمل مشترك عن العراق، وهذه أمنية من أمنياتي، وعبر "إيلاف" أوجّه نداء لكلّ الفنّانين العراقيين كي يجتمعوا في هذا العمل الوطنيّ، حتّى ولو لم أكن أنا من بين الأسماء اللائحة، فأنا ما زلت أصغر مطرب عراقي، ولكن "يا ليت" يجتمع الفنّانون العراقيون مع بعض في عمل من أجل العراق، ومن أجل هويّة العراق.
العراق يعدّ من بلدان الخليج العربيّ، ألم تفكّر بآداء اللهجة الخليجيّة في أغنياتك، طبعاً غير اللهجة العراقيّة؟
ـ "يا ليت"، ليس لديّ أيّ مشكلة في هذا الموضوع، إذا وجد عمل يناسب صوتي، فلم لا، هذا شرف عظيم لي بأنّ أغنيّ بلهجات الخليج المختلفة، وبكلّ لهجات الوطن العربيّ.
هل لديك مواهب فنيّة أخرى غير الغناء؟
ـ أعزف على العود، وألحّن، ولكنّي لم أغنّي من ألحاني.
لماذا ألم تكن لديك الجرأة في الإقدام على هذه الخطوة؟
ـ لا ليس الأمر كذلك، ولكنّي أحببت أن أرى همام من وجهة نظر الملحنين أنفسهم، فتجربتي ما زالت صغيرة وفي بداياتها. أحببت أن يعطوني الأساتذة نصائحهم ومشورتهم.
وماذا عن الدبكة العراقية في ألبومك؟
ـ سوف تسمعون الدبكة العراقية في ألبومي بشكل جديد ومختلف، وقد تعاونت في هذا الصدد مع الملحّن جواد السعدي، ومن المعروف بأنّ الدبكة العراقية هي من نغمة البيّات ولكنّي قدّمتها من نغمة النهوند، ووزّعناها بطريقة جديدة، ولكنّ روحها مشابهة لروح "الشوبي" (أي الدبكة العراقية).
هل تذوّقت طعم الشهرة بعد فوزك في "ستار كلوب"؟ وهل أرضيت بذلك طموحاً ذاتياً؟
ـ الشهرة ليست الغاية، المهمّ أنّي شعرت بتحقيق هدف من أهدافي، وهو الغناء.
ولكن كلّ إنسان يجمح إلى تحقيق الشهرة، إنّه طبع في الإنسان؟
ـ طبعاً، ولكن كما يقال لكلّ شيء مقابل، وأنا أجد بأنّ المقابل الذي لقيته هو حبّ الناس لي، ولصوتي، وهو أهمّ ما يمكن يحقّقه أي إنسان، وهو حبّ الناس له.
هناك أمر سلبيّ في الموضوع، وهو ما يسمّى بجنون الشهرة، وعظمة الأنا؟
ـ صراحةً هذا الموضوع يأخذ الفنّان من ذاته، ولكن هذا يعود إلى نفسية الفنّان، وإلى خلفية تربيته، والحمد لله أنّي ربيت في وسط فنيّ منذ نعومة أظفاري، فوالدي فنّان تشكيليّ معروف في العراق، وكذلك والدتي مخرجة تلفزيونية معروفة، وكذلك أختي فنّانة تشكيلية، وتبقى البساطة سرّ نجاح أيّ إنسان.
هل تطمح إلى تحقيق ثروة من خلال الفنّ، فمن المعروف أنّ أبواب كثيرة تفتح أمام الفنّان المشهور؟
ـ كما قلت لك سابقاً، هذا يعود إلى تربية الفنّان، ونفسيته، وبناء عليه، يمكن لأيّ فنّان أن يعرف كيف يضبط مثل هذه الأمور، وكيف يوظّف علاقاته في مكانها الصحيح، وإلاّ سيصاب بالغرور كما هو حال العديد من الفنّانين الذين وصلوا إلى مرحلة الطيش والإنحراف.
هل أنت راضٍ عن تعاملك مع تلفزيون "النيو. تي. في" كشركة إنتاج تدعمك فنيّا؟
ـ بصراحة "النيو. تي. في" أوفوا بكلّ إلتزاماتهم معي، ولم يقصّروا معي في شيء، وتعاملوا معي بكلّ إلتزام، وأعطوني أكثر ممّا تعطيه أيّ شركة إنتاج لفنّان، فإذا طلبت مثلاً ألف دولار من أجل شراء أغنية أعطوني ألف ومئة دولار...
وهل تعاملك مع الـ "نيو. تي. في" سيحصر ظهورك عبر شاشتها فقط؟
ـ ليس هناك أيّ مشكلة من هذا النوع مع الـ "نيو. تي. في"، وهذا أمر يسعدني كثيراً في التعامل مع هذه الشركة، فكما عرفت، الألبوم ستتولّى شركة روتانا توزيعه، وسيبثّ الكليب عبر شاشة تلفزيون روتانا، وليس هناك أيّ مشكلة في أن أكون ضيف البرامج الفنّية في كلّ التلفزيونات. فهمّ الـ "نيو. تي. في" هو إطلاق فنّان ساهمت في إكتشافه، ودعمه بغضّ النظر عن الكسب الماديّ.
وكم هي مدّة عقدك مع الـ "نيو. تي. في"؟
ـ خمس سنوات.
هي فترة طويلة أليس كذلك؟
ـ تمنيّت أن تكون أطول من ذلك لأنّي مرتاح معهم كثيراً.
أنت تقول ذلك اليوم، لنرى ماذا ستكون إجابتك السنة القادمة؟
ـ أحياناً الخلافات التي تحصل، تكون من نوع الخلاف في سبيل الإتفاق، فمثلاً التأخير في طرح العمل يسبب ضرراً على الفنّان، كأن يسبقه غيره على تنفيذ فكرة ينوي تقديمها إلى الجمهور...
ومتى من المتوقّع أن تطرح ألبومك؟
ـ من المتوقّع أن نطرحه بعد عيد الفطر إنشاء الله.
ماذا عن الحبّ في حياة همام؟
ـ أنا أركّز حالياً على تثبيت أقدامي في الفنّ، والحبّ موضوع مؤجّل حالياً، ثمّ إنّي ما زلت صغيراً، وعمري 25 سنة.
وهل يعقل أن تغنّي كل هذه المعاني التي تعبّر عن الحبّ، وقلبك لا يدقّ، فإذاً لمن تغنّي كل تلك الأشعار؟
ـ لإمرأة ما زالت في خيالي، لملهمة رقيقة سألتقيها يوماً ما، أغنيّ لكل شخص يحبّ، ويدقّ قلبه تجاه محبوبته.
من المؤكّد أنّك مررت بتجربة حبّ؟
ـ طبعاً، تعرّفت على بنات كثيرات، ودقّ قلبي في فترة المراهقة، هذا أمر طبيعي، ولكن الظروف التي مررنا بها لم تكن مناسبة للحبّ، فقد مررت بظروف كلّ شخص منّا كان يحمل قضيّة شعبه، ووطنه، ولكن يكن هناك وقت للحبّ.
ما هي الأغنية العراقية التي تدندنها دائماً؟
ـ هناك أغنية رائعة للكبير ناظم الغزالي أدندنها دائماً، تقول كلماتها:
"يا أمّ العيون السود
مجوزن أنا
وخدّك القيمر أنا أتروّق منه
ولو تحبّ خادم
خادمها أنا
لأترك الدولة وأعوف السلطنة".