أصالة خرجت من القفص الذهبي وعادت إليه

أصالة كتبت ميساء قرعانـ الفنانة أصالة نصري تخرج من القفص الذهبي، والفنانة أصالة تعود إلى القفص، الفنانة أصالة أعلنت انفصالها عن أيمن الذهبي، والزوجان يحتفلان بعودتهما من جديد، هذه بعض العناوين التي تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام فيما يتعلق بحياة الفنانة أصالة الشخصية وعلاقتها بزوجها ومدير أعمالها أيمن الذهبي.
لا شك أن التدخل في شؤون الآخرين والتطفل لمعرفة حياتهم الخاصة هي إحدى مواصفاتنا الاجتماعية، غير أن هذا التدخل قد يتجاوز حدوده المعقولة ويتطور من حالة التطفل إلى حالة الاقتحام التام في التعامل مع أهل الفن، بحيث يصبح هنالك تنافس محموم من قبل العاملين في الصحافة لتحقيق سبق صحفي ويزداد هذا التنافس كلما كان الفنان أو الفنانة المعنية أكثر ميلا للتكتم وهذا ما عانت منه الفنانة أصالة مؤخرا وما أضاف إلى مجموع معاناتها في حياتها الزوجية رصيدا آخر، لكن ما أود قوله في العلاقة الخاصة هذه ليس خبرا جديدا وليس اقتحاما لحياة الفنانة أصالة الشخصية، بل هي محاولة لقراءة هذه العلاقة بافتراض أنها حالة تعاني منه كثيرات من النساء في الوسط الفني وخارجه.

أيمن الذهبي يحاول إستعادة
الشعور بنزعة التفوّق الذكوري

إن المتتبع لطبيعة علاقة الفنانة أصالة مع زوجها أيمن يلاحظ بأن ما تعانيه وما عانته معه لا يختلف بالمطلق عما تعانيه أي زوجة استطاعت أن تحقق نجاحا في مجالها، كما أن ما تعرضت له من قبل الزوج هو إحدى صور العنف التي يرتكبها الأزواج بحق الزوجات المحققات لذواتهن، هو يحبها ولا يتقبل فكرة الانفصال التي لن تفسر من قبل الآخرين لصالحه، بمعنى أنه لن يجد من يقول بأن أيمن الذهبي قام بتطليق أصالة بل سيجد الألاف من معجبيها ومحبي فنها ممن يقولون بأنها هي التي تركته، وهذا وحده كفيل بجعله ينتفض غضباً بعد كل انفصال ويحاول استخدام شتى وسائل الضغط لاستعادتها أو استعادة كرامته والشعور بنزعة التفوق الذكوري.
بصدق لست منحازة للفنانة أصالة كوني مؤمنة بموهبتها وكونها من الفنانات القلائل اللواتي استطعن أن يزحزحن أنفسهن عن مغريات ومتطلبات الفن الرديء، ولست منحازة لها كونها امرأة، لكن لكونها إنسان بالدرجة الأولى ولأنها امرأة من مجموع نساء لم تزل الثقافة الذكورية عائقا أمام تحقيق توازنهن النفسي، ولم تزل السوط الذي يتم استخدامه لانتزاعهن حتى من الشعور بنشوة النجاح.
أصالة نصري أم في الدرجة الأولى وأمومتها غير منقوصة، ولذا كان سؤال نيشان لها في برنامج مايسترو حول ابنها خالد وامتحانه لردة فعلها إذا طلب منها العيش مع والده بعد الانفصال من أكثر الأسئلة التي جرحتها ولذا طلبت من مقدم البرنامج أن لا يكرر السؤال، كانت في لقائها ذاك متألقة كعادتها، وقوية وهشة في الوقت ذاته، موهبتها والتزامها هما مصدر قوتها أما أمومتها ولا أقول الخلل الذي يعتري حياتها الزوجية فهي مصدر ضعفها وهذه ميزة وليست نقطة ضعف حتى وإن تكالبت عليها مع بقية الضغوطات التي مارسها الزوج وكانت من ضمن أسباب عودتها للقفص من جديد.
قصة أصالة مع أيمن الذهبي هي قصة كثيرات ممن هن تحت الأضواء أو وراء الكواليس، امرأة متفوقة تعيش مع زوج غيور ومحب وعاطفي وعنيف في الوقت ذاته، قصة وحياة زوجية أشبه بالبركان غير النشط الذي يثور بين حين وآخر ويمكن التعايش مع ما يخلفه من آثار.
عادت أصالة إلى أيمن الذهبي بعد آخر انفصال ولذا كانت أغنية "آسفة شوفلك غيري" من النبوئات غير المحققة لذاتها لكن لعل في الزمن القادم ما هو أجمل.

maisa_rose@yahoo.com