سحر طه عانقت نخيل العراق بأعمدة جرش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ورافق سحر في وصلتها الرائعة عازفات من تخت نسائي شرقي أسّسته في بيروت، وهنّ: سناء شباني على الناي، وماغي مخّول على القانون، وسلمى هلال على العود، ورنا سلامة على الطبلة، إلى جانب مشاركة من قبل موسيقيين أردنيين.
بدأت سحر الأمسية بقصيدة رائعة للشاعر العراقي عبد الوهّاب البيّاتي، ومن ألحان سحر نفسها، وتتضمّن مناجاةً للّه عزّ وجل، ورجاءً منه بأن يعيد الفنّانة الشفافة إلى وطنها الذي إشتاقت إليه، كما تعبّر القصيدة عن مدى الشوق واللهفة للعودة إلى الوطن، العودة إلى العراق الجريح، ويقول مطلع القصيدة:
"إلهي أعدني إلى وطني
عندليب
على جنح غيمة
على ضوء نجمة
إلهي أعدني إلى وطني
آه آه آه..."
وأبدعت سحر في آداء أغنية "لولا للغرام حاكم" لزهور حسين، وهي أيضاً الأغنية التي جدّدتها الفنّانة اللبنانية سهام رفقي في الخمسينات، ويقول مطلع الأغنية:
" لولا للغرام حاكم
كنت أشتكي أمري
وأقول الحبيب ظالم
بكّاني طول عمري"
وأجادت، وسلطنت، وأطربت الحاضرين، عندمّا غنّت لفاضل عوّاد "أشقر بشامة":
"أشقر بشامة / يا بو إبتسامة
ليلي ما نامه / بعيوني سهر
عيونك شجر / وجهك بدر
دوم أنتظر
على الفرقة ..الفرقة أنا ما قدر"
"تكرم عين الشعب الزين في عمّان وفي فلسطين
تكرم عين الشعب الزين في لبنان وفي فلسطين..."
وكرّمت طه الملحن العراقي والمطرب القدير رضا علي الذي رحل منذ أشهر، وذلك من خلال أغنيتي "سلّم يا ولفي"، و"خي لا تسد الباب بوجه الأحباب" التي لحّنها في الخمسينات، وغنّتها اللبنانية الراحلة فايزة أحمد، ويقول مطلع "سلّم يا ولفي":
"سلّم يا ولفي سلّم
كلّ ما تمرّ عليّا
مهما تروح مهما تيجي
تاري مرجوعك ليّا"
" يا طير الرايح لبلادي
أخذ عيوني تشوف بلادي
مشتاق لكلّ الأحباب
ولكل شارع ولكل باب
ومشتاق لأرضي وأطفالي
وترابك يا وطني الغالي..."
هذا وتسعى الفنّانة سحر طه المتمسكة بأغاني التراث العراقي إلى تقديم أغاني التراث العربي مثل اللبناني، والمصري، والسوري، والأردني، واليمني، كما تبرز إهتمامها بالتركيز على العنصر الموسيقي االنسائي لتدعيم موقعها بتشجيع الطاقات الإبداعية النسائية، وبخاصة في مهنة العزف الموسيقي، وترى طه أن دولاً عربية مثل مصر، والعراق، وتونس، والجزائر، والمغرب، سبّاقة في مجال تأسيس فرق موسيقية نسائية فيما لا تزال المسألة في سوريا، والأردن، ولبنان، تجربتها بسيطة رغم وجود طاقات كثيرة، وبدأت المعاهد الموسيقية تنشئ فرقا نسائية عربية (تخت شرقي)، وما تزال الخطوة في بداياتها متمنية لها النجاح والإستمرار.
ويذكر أنّ فكرة التخت النسائي الشرقي راودت الفنّانة سحر طه منذ أواسط التسعينات، وسعت جاهدة للعمل على تأسيس فرقة بالتعاون مع آخرين، وكانت المشاركة الأولى لها مع الفنّان محمّد قصّاص بفرقة شيخات الطرب لفترة قصيرة عام 1996، ثمّ تابعت مع المنتج مروان حدّاد تأسيس فرقة الهوانم عام 1997، التي كان عمادها فتيات تخرّجن من برنامج
"نجوم المستقبل"، لكن الخطوات كانت بحاجة إلى منتجين ومموّلين لضمان إستمرارها.
كما لفتت طه إلى تجربة الأستاذ فادي يعقوب في المعهد الموسيقي في بيروت، في تأسيس فرقة نسائية للموسيقى الشرقية حيث أدّت العديد من الحفلات الناجحة.
وبالعودة إلى مهرجان جرش تأتي مشاركة الفنّانة طه للمرّة الثانية بعد أن سبق لها وشاركت عام 2003 بحفلتين الولى في مسرح "أرتيمس" في جرش، والثانية في المركز الثقافي الملكي في عمّان، وإستقبلها الجمهور الأردني والعراقي حينها بحفاوة بالغة، بعد أن تعاطف معها إبّان الحرب الأمريكيّة على العراق من خلال الأغنية الرائعة "يا طير الرايح لبلادي" التي عرضت على الشاشات العربية بكثافة يومذاك.
saidhariri@elaph.com