ملتقى الكمان في جرش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وقدّمت مساء أمس أمسية رائعة من العزف على آلة الكمان، شارك فيها الفنّان الأردني أنطوان شمعون، والفنّان التونسي أنيس القليبي، وعازف الكمان اللبنانيّ الشهير الفنّان جهاد عقل.
إفتتح الأمسية الفنّان الأردني أنطوان شمعون الذي قدّم معزوفة من مؤلّفات الفنّان الأردني عامرة ماضي، وبعدها أمتع الجمهور بعزف لحن أغنية "كان أجمل يوم" للفنّان محمّد عبد الوهاب، ثم جذب الآذان بتقاسيم المقام الرصد، تلاها عزف للحن أغنية "ليليّة بترجع يا ليل" للسيّدة فيروز، حاملاً السامعين على بساط من الشوق والحبّ.
وختم وصلته بعزف رائع لمقطوعة "قلبي دليلي"، وطبعاً الأغنية للراحلة ليلى مراد.
أسلوب آخر من العزف على آلة الكمان قدّمه الفنّان التونسي أنيس القليبي، وتألّف برنامج وصلته من مقطوعات موسيقيّة تونسيّة فقط.
وأهدى القليبي في إفتتاح وصلته الجمهور الأردني معزوفة لحّنها بنفسه حملت عنوان "سلام من الخضراء إلى البتراء"، ميّزها عزف مستوحى من الموسيقى التونسيّة التراثية، تلاها مقطوعة "فرحة" التي ألّفها الموسيقار التونسي عازف الكمان قدّور صرافة، ثمّ عزف بروعة بالغة معزوفة من مقام القرطبة وهو مقام معروف في بلاد المغرب العربي بهذا الإسم، وهو يشبه مقام الحجاز المعروف في بلاد المشرق العربي.
وإختار القليبي أن يكرّم عازف الكمان التونسي رضا القعلي، بثلاث معزوفات من تأليف الأخير، علماً أن مهرجان قرطاج في دورته الحالية سيكرّم القلعي في ختام المهرجان.
وأبى القليبي أن يفوّت الفرصة ليتذكّر أستاذه في المعهد العالي للموسيقى، الموسيقار الراحل محمّد سعادة، وقدّم من أعماله، معزوفة "لونغا" من مقام النهود، حاملاً بين ثنايا عزفه المميّز مشاعر الوفاء للموسيقار المعلّم، وختم القليبي وصلته مع معزوفة من المقام الرصد للموسيقار الأردني عامرة ماضي.
إفتتح عقل وصلته بعزف رائع للحن أغنية "مشغول"، وتلاها لحن "ليالي الأنس" الذي غنّته الراحلة أسمهان، إضافةً إلى عدد من الألحان الخالدة ومنها:" يا حبيبي تعالى إلحقني"، و"قلبي ومفتاحو"، و"يا مسافر وحدك"، ومع إنتهاء كلّ لحن كان تصفيق الجمهور يعلو أكثر فأكثر، ويزداد حماس جهاد تدريجياً، وترجم ذلك بإلقائه عصا الكمان في الهواء، أكثر من مرّة، كتحيّة للجمهور المعجب بالعزف الجميل.
"ودارت الأيّام" لكوكب الشرق أمّ كلثوم، وعزف "عقليّ" مميّز على الكمان، إنتزع الآهات من صدور الجمهور "السمّيع"، الذي سطلن على مقطع الفالز في الأغنية "وصفولي الصبر..."، وإشتعل جمهور المسرح، وهو يردّد بصوتٍ مسموع:" ويلي يا ويلي ع العاشقين... حيارى مظلومين..."، ثمّ صفّق لجهاد طويلاً.
وإختتم جهاد الأمسية بتقاسيم شرقية لافتة على الكمان، أظهرت قدراته الكبيرة في إستخراج الأنغام الجميلة من هذا الآلة التي تتمتّع بقدرات لحنية هائلة، ويلاحظ المراقب لجهاد وهو يعزف على المسرح، بأنّه يفعل ذلك بحبّ شديد لآلة الكمان التي باتت مصدر وحيه وإبداعه في وقت واحد، فهي كالمرأة بالنسبة إليه كلّما عاملها برفق وحنان، كلّما أعطته الأروع والأجمل، كما يلفت جهاد الإنتباه بطريقة حمله لآلة الكمان أثناء العزف بطريقة مختلفة عن التقليدي.
وتستمر فعاليات ملتقى الكمان العالمي كما ذكرنا سابقاً لغاية 5/8، ويشارك في هذا الملتقى نخبة من أهمّ عازفي آلة الكمان في العالم، بالإضافة إلى باحثين، ونقّاد، وصنّاع آلات مهرة، وتتضمّن فعاليات الملتقى:
1ـ ثلاث أمسيات من العزف على آلة الكمان يقدّم خلالها كلّ مشارك عزفاً فردياً لمدّة 40 دقيقة.
2ـ جلسات فكرية: حوار ونقاش لأوراق عمل مقدّمة من علماء وباحثين موسيقيين حول أهميّة آلة الكمان ودورها في الموسيقى العربية. مدارس العزف على الكمان وصناعة الآلة.
3ـ معرض موسيقي يضم:
ـ معرض صور لأهمّ الموسيقيين الراحلين والمعاصرين الذين عزفوا على آلة الكمان.
ـ معرض مقتنيات هامة تعود ملكيتها لعازفين أو مهتّمين وتخصّ آلة الكمان.
ـ معرض آلات الكمان.
ـ معرض كتب ومدوّنات ومخطوطات موسيقيّّة.
ـ معرض تسجيلات سمعية قديمة ونادرة.
4ـ صالون الإستماع: حيث يستمع الزوّار في رواق المركز لتسجيلات قديمة وحديثة لأهم عازفي الكمان.
ويشارك في الملتقى عدد من الضيوف، من مختلف البلدان، وهم: من الأردن العازفون جورج أسعد، وحسن الفقير، وفراس حتر، وأنطوان شمعون ( أردني مغترب)، والباحث الدكتور عبد الحميد حمام، والباحث الدكتور صبحي الشرقاوي، ومن لبنان العازف الشهير جهاد عقل، والباحث الدكتور إيلي كسرواني، ومن مصر: العازف عبده داغر، ومن تونس العازف أنيس القليبي، ومن العراق العازف خالد محمد علي، ومن تركيا العازف كمال ديمير، ومن اليونان العازف كيرياكوس بيتورس.
saidhariri@elaph.com