فنون

جومانا بو عيد تكشف اسرار حلقة الوسوف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رولا نصر من بيروت: هي واحدة من أشهر الإعلاميات في الوطن العربي، اللواتي فرضن وجودهن على شاشة التلفزيون بثقافتهن وحضورهن المحبب في البرامج الحوارية الفنية. غائبة منذ فترة عن اللقاءات الصحفية بقرار منها، وعندما ارادت العودة، تحدثت عن الكثير من الأمور التي تكشف عنها للمرة الأولى في لقاء مشوّق مع "إيلاف". حديثتناول الحوارالكثير من المحطات، وأبرزها هذا العام بحيث انها اول مذيعة تقف على مسرح قرطاج العريق لتقديم فنان، بينما تقول عن هذه الإطلالة في قرطاج انها تكريم لمسيرتها. وعن حلقتها الشهيرة التي تصفها بانها "حلقة العمر" مع سلطان الطرب جورج وسوف التي حملت عنوان "اتاخرت كتير" واحدثت جدلا اعلاميا لا مثيل له، فكثير من النقاط تكشف عنها بهذا الخصوص أيضا للمرة الأولى، فضلا عن ردّها على الإتهامات غير المباشرة التي طالتها وقالت انها سبب استبعاد بعض المذيعات في روتانا....

روتانا لم تلغ اعمدة قرطاج ولا عراقتها


عدت مؤخرا من تونس حيث شاركت في تغطية فعاليات مهرجان قرطاج 2005، وكانت تلك المرة الأولى التي يسمح فيها لمذيع باعتلاء مسرح قرطاج لتقديم الفنانين. كيف تقيمين هذه التجربة؟
صحيح هي المرة الأولى التي تسمح فيها وزارة الإعلام بأن يعتلي المسرح مذيع او اعلامي لتقديم الحفلات، حيث درجت العادة ان يكون التقديم عبر صوت فقطvoice over . دون شك قرطاج مسرح فريد من نوعه ولا يشبه أي مسرح آخر؛ هو ليس مهرجانا تقام فيه الحفلات الغنائية فقط، بل تقدم فيه ايضا عروض عالمية وكل ما يتعلّق بالإبداع على صعيدي الفن والفكر. أن أقف على تلك الخشبة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي، ليس فقط كونه مهرجان يستقطب آلاف المتفرجين، بل لأن قيمته الفنية والثقافية والتاريخية كبيرة جدا ويحسب له ألف حساب. عندما اعتليت المسرح، تذكرت الليلة التي قدمت فيها حفلات سلطان الطرب جورج وسوف ونجوى كرم في جرش 2003، شعرت بالرهبة ذاتها، لكن قرطاج دون شك محتلف تماماً... اولا ان شكل المسرح مخيف حيث تصعب رؤية اوله والتقاط آخره، فيشعر المرء انه امام عالم مفتوح. كما ان جمهور تونس يختلف عن اي جمهور آخر، ففي الخليج مثلا يحبون على المسرح التعابير الشعرية كونها من ثقافتهم وبيئتهم، بينما في تونس يفضلون ان يكون المقدّم قريبا منهم، يتحدث إليهم بشكل مباشر، يتعاطى معهم بلباقة وبساطة في آن. وبما انها كانت المرة الأولى التي تعتلي فيها مذيعة مسرح قرطاج، شعرت بالخوف إذ ممكن الّا يتقبل الجمهور الفكرة ولا الصحافة... وكأن هناك عوامل غامضة بالنسبة لي؛ وقبل ان توافق وزارة الإعلام على ذلك، من الضروري طبعا ان تكون على دراية مسبقة حول الشخص الذي سيعتلي المسرح، إن حصل خطأ بسيط ستراه الملايين عبر شاشة التلفزيون، وهو ما ليس لائقا بقيمة قرطاج. سعدت كثيرا عندما تمّ اختياري لذلك، إذ اعتبرت صعودي على المسرح بمثابة تكريم لي، والحمدلله ردة الفعل كانت إيجابية جدا وجميلة، وقد تحدثت الى الجمهور بحسب تفاعلهم معي، أي قلت ما احسست به فعلا.

يعجز بعض الفنانين عن وصف شعورهم بعد أن يغنوا في قرطاج بحيث انه مهرجان غير عادي. بينما كنا نرى قبل الحفلات التي نقلتها روتانا من قرطاج، لقاءات لكم ضمن "استوديو قرطاج". الا تعتبرين انها كانت تنهك الفنان خصوصا وانه يعيش اصلا حالة توتر قبل الحفل؟
هذا صحيح. كما ان هذه اللقاءات قد تسبب له إحراجا في حال كان حفله خاليا من الحضور... هو شعور غريب لا يمكن أن يحسّ به الفنان الا في مهرجانات كبرى من هذا النوع. لكن من ناحية اخرى، اعتبرها إيجابية وضرورية، فالجمهور الذي يشاهد الحفل عبر التلفزيون، سيحسّ بما يشعر به الفنان في تلك اللحظة قبل ان يواجه جمهور المسرح. وأذكر على سبيل المثال ما حصل مع الفنان مروان خوري في قرطاج، الذي كان ذلك اول حفل جماهيري له بهذه الضخامة، لا يمكن لأي شخص ان يتخيّل كيف كان في تلك اللحظة التي لا تتكرر. لهذا من الجميل ان يرى الجمهور تلك الحالات الفريدة من نوعها، وأن يدرك شعور الفنان والى اي مدى مثلا يعطي قيمة للمكان. في الوقت ذاته، الجمهور الحاضر على المدرجات منذ وقت طويل ينتظر لحظة صعود الفنان، من المميز ايضا متابعة حماس الناس وهم يترقبون اطلالة نجمهم المفضل بفارغ الصبر، فيسمعون صوته من وراء الكواليس (صوت دون صورة...) فعلا هو شعور جميل، نراهم متحمسين، يهيصون ويصفقون، وفي الوقت ذاته يسمع الفنان كل هذا الهتاف، فإن كان خائفا قد يتبدد الخوف، او يزيد لا احد يدري. وهنا دون شك يلعب الإعلامي دورا كبيرا إذ يجب ان يدرك حالة الفنان وفكره وعقله، إن كان متوترا عليه ان يختصر كي لا يزيد من توتره.

يحكى منذ حوالي سنيتن عن تراجع نسبة الحضور في قرطاج، واتهامات كثيرة تطال روتانا وتقول انها جعلت من قرطاج ساحة مستباحة امام فنانين لا يستحقون هذه الإطلالة. كيف تنظرين الى هذا الموضوع، خصوصا وانك تغطين قرطاج من ايام "اي ار تي" الموسيقى؟


وقوفي في قرطاج تكريم ليبالنسبة للشق الأول من السؤال والذي يتحدث عن عدم الإقبال، أستطيع القول ان الإقبال موجود، والموضوع يتعلق بالفنان نفسه. هناك فنانين مثلا ان غنوا في قرطاج يكون المدرج مكتظا، وان غنوا في جرش يكون الحضور غير مكتمل... هذه امور تختلف بحسب شعبية الفنان في كل بلد، وهنا دور الفنان الذكي الذي يعرف اين يجب ان يغني. ولا ننسى ايضا ان عدد الحفلات الغنانية سابقا في قرطاج كان اقل من عددها اليوم حسبما أذكر. كما لا يجب ان نغفل حقيقة الظروف الإجتماعية والإقتصادية حيث المعيشة صارت صعبة في كل مكان. فلنفرض ان رب عائلة يريد ان يحضر احدى الحفلات مع عائلته، هناك اولا اسعار التذاكر وكلفة المواصلات (لأن قرطاج بعيدة)، لهذا هو سيحسب الف حساب قبل ان يتوجه لحضور الحفل، وهذا ينطبق على مختلف المهرجانات وليس فقط قرطاج. بالإضافة الى تزامن المهرجانات مع بعضها البعض وأغلبها منقول على شاشة التلفزيون. اما عن الشق الثاني والمتعلق بنوعية الفنانين التي تعتلي خشبة مسرح قرطاج، فقد يتفاجأ البعض ان قلت ان لجنة المهرجان وهي تابعة للدولة، تطلب اسماء معينة كي يغنوا في قرطاج وذلك استنادا الى شعبيتهم في تونس. وقد تفاجانا بالفعل هذا العام بأسماء حققت نجاحات غير متوقعة وهم جدد على ساحة الغناء. بصراحة هناك اسماء كنت خائفة عليها انا شخصيا وقلت بيني وبين نفسي "الله يستر كيف رح يطلعوا"، لكنهم أذهلوا الكل بعدد الحضور. لا يمكن ان ننكر ان هناك فنانين لمعوا في فترة معينة، وهنا ذكاء لجنة المهرجان التي تدرك ان هذا الوقت مناسب لطلب فنان معين للغناء في قرطاج، وقد لا يحققون النجاح ذاته في العام الذي يليه وتكون "مجرد فرقعة" فقط. الحظ ايضا يلعب دوره بدليل ان هناك اسماء كبيرة قد لا تحقق ايضا النجاح. من الضروري ان نقول ان روتانا لا تفرض اسماء فنانين على ادارة المهرجان ، بل تحصل اجتماعات بين ادارتي المهرجان وروتانا للتوصل الى اللائحة المناسبة.

تحدثت عن اسماء كبيرة في الفن قد لا تحقق النجاح ايضا. لكن في الوقت ذاته هناك اسماء اينما غنت وتحت اي ظرف يكون نجاحها مبهرا وكأن الجمهور يعيش معها في عرس، مثل جورج وسوف وفضل شاكر. هل تعتبرين هؤلاء مطربين استثنائيين؟
هم ليسوا استثنائيين، بل فنانين حقيقيين. هذه هي حالة النجم الذي يلحقه جمهوره أينما حلّ. الفنانون الإستثنائيون هم الآخرون الذين يتفاوت نجاحهم، اي الإستثناء هو الخطأ وليس القاعدة. هؤلاء هم الفنانون الحقيقيون الذين يدرسون خطواتهم جيدا، مواهبهم خارقة واصواتهم رائعة، تعبوا حتى وصلوا الى هذه الحالة من النجومية. ان سمعنا اليوم مثلا اغنية "ترغلي" لجورج وسوف لا زلنا نتأثر بها، الجمهور يبكي عندما يراه. هؤلاء اناس احبهم الجمهور لأنهم وصلوا بصدقهم وفنهم وتعبوا كثيرا، وليس بشكل اعتباطي أو من فراغ. عندما يتوجه شخص ما لحضور مهرجانات من هذا النوع هو فعلا يأتي نتيجة حب كبير، سيدرك انه سيجلس على الأحجار وليس هناك من تقديمات طعام ولا شراب... حرّ ورطوبة وانتظار... فلنتخيل الى اي مدى يحب هذا الفنان.

حكي كثيرا هذا العام عن توزيع اتهامات الى كل من روتانا وادارة قرطاج في حصول اخطاء وقلة تنظيم. أين ترى جومانا هذه الأخطاء؟
بصراحة انا كنت هناك في الحفل الاول لروتانا والذي أحيته الفنانة فلة؛ وعادة ان كانت هناك اخطاء او عدم تنسيق، يظهر ذلك في الحفل الأول. تحدّث البعض عن اخطاء تنظيمية فادحة لكن هذا غير صحيح، بدليل ان الحفلات سارت بشكل طبيعي ودون اي تأخير، كذلك المؤتمرات الصحفية والى ما هنالك. لكن مسألة تغيير الشكل على مسرح قرطاج هو الذي أحدث الضجة الكبرى وهذا طبيعي. فالمهرجان موجود من 40 سنة بالشكل ذاته، فأتت روتانا بيوم واحد لتحدث كل هذا التغيير في الديكور. البعض تقبل الفكرة ونظر الى الموضوع بإيجابية، وآخرون لا، أي بكل الحالات هناك صدمة. انا شخصيا سمعت ملاحظات إيجابية من البعض الذين اعتبروا انه من الرائع دمج التاريخ مع الحداثة وان يكون مسرح قرطاج متطورا صوتا وصورة. روتانا لم تلغي أعمدة قرطاج ولا احجارها ولا تاريخها، على العكس تماما. كان هناك حرص شديد في كل مقدماتنا على عراقة قرطاج، وهذا ليس بمنّة من احد طبعا، لأنه مكان تاريخي وعريق وقيمته موجودة فيه. من جهة ثانية آخرون اعتبروا ان المسرح كان يجب ان يبقى كما هو لانه مدرج تاريخي لا يجوز المسّ به، يعني لكل شخص وجهة نظره. اما عن المشاكل التي حكي عنها في بعض وسائل الإعلام فأنا بصراحة لا اعرف عنها شيئا ولم يحصل اي منها في الفترة التي كنت موجدة فيها، ولو حصلت لكنت سمعت على الأقل، وقد تابعت من بعدي التقديم كل من زميلتي وفاء الكيلاني وحليمة بولند بينما كنت اقدم مهرجان ذوق مكايل في لبنان. لكن غالبا تحصل امور قد تكون صغيرة ومن ثم تضخّم.

اوقفنا برنامج "مع حبي" وبرنامجي الجديد بعد رمضان

بالعودة الى اطلالتك على شاشة روتانا ضمن برنامج "مع حبي"، كان من المقرر ان تكون الفكرة مخصصة لحوالي 12 حلقة فقط، ما الذي حدث كي يستمر البرنامج لسنيتن؟
صحيح، انطلقت محطة روتانا التلفزيونية خلال شهر اوكتوبر وكان مقررا ان يستمر برنامجي حتى رأس السنة ومن ثم اطلّ ببرنامج جديد. سجلنا اول 4 حلقات عرضت خلال الشهر الأول، ولاحظنا ردة فعل ايجابية جدا من قبل الجمهور سواء على الألبومات او على الفنانين انفسهم؛ إذ احبوا فكرة الإحتفال بألبوم ضمن حلقة تلفزيونية، تماما كما يحتفلون بإطلاق الألبومات ضمن مؤتمرات صحفية وغيرها، ولكن هذه المرة على شاشة التلفزيون وضمن حلقة وبرنامج. هي فكرة كان لها المردود المعنوي الجيد والصدى الطيب على أعمالهم. بعد ذلك اكملنا سلسلة اخرى من الحلقات مع الفنانين خصوصا وانه كانت لديهم رغبة في التصوير، كذلك لدى شركة روتانا وايضا الصحافة تحدثت بإيجابية رغم بعض الإنتقادات دون شك التي اعتبرها ايجابية للبرنامج اي انه يحقق نسبة حضور مهمة. وكانت تلك المرة الأولى التي يسلط فيها الضوء بهذا الشكل على كل من عمل في الألبوم من موزع الى شاعر وملحن والخ.. وهو البرنامج الوحيد الذي أعطى هؤلاء الأشخاص العاملين من وراء الكواليس فرصتهم في الظهور وهذا حقهم طبعا. الفكرة كانت لامعة، لذا، وبعد احصاءات أجريت اظهرت ان البرنامج يحقق نسبة مشاهدة عالية، اجتمعنا مع الإدارة على اساس ان نكمل موسما واحدا، ثم شعرنا بضرورة إكماله لأن عددا من الفنانين لم يكن قد ظهر بعد فيه واصدروا البومات جديدة. لا انكر انه حصل تكرار في بعض الأحيان، لكننا بذلنا مجهودا كبيرا كي لا نقع في الروتين، فصرنا نتطرق الى مواضيع مختلفة ومتشعبة في البرنامج ولم يعد الحوار محصورا فقط في الالبوم. البرنامج متوقف حاليا الى حين العودة من المهرجانات الصيفية، وسوف أطل بإذن الله بعد رمضان ببرنامج جديد.

اي توقف برنامج "مع حبي"؟
نعم


هل وضعتهم الأسس والخطوط العريضة للبرنامج الجديد خصوصا وانك تطلين منذ سنوات ضمن سهرة غنائية مع فنان، اي هناك تشابها في المحتوى؟
نعم هذا صحيح. في برامج المنوعات دائما هناك تشابه، فنان وضيوف وفرقة موسيقية... لكن الإختلاف يكمن في التوليفة، وكيفية إظهار الصورة والعمل على تفاصيل وافكار جديدة والخ... لهذا نجد مثلا ان حواراً لفنان معين في برنامج "مع حبي" سيكون مختلفا عن حوار له في "استوديو المشاهدين". اما بالنسبة لبرنامجي الجديد، فهناك اجتماعات مستمرة منذ أكثر من شهر تقريبا مع فريق العمل والمخرج باسم كريستو وفريق ايضا من خارج التلفزيون كي نخرج بأفكار جديدة لبرنامج فني حواري. الفكرة تقريبا جاهزة ولا ينقصها سوى اللمسات الأخيرة.

هل يمكن ان يكون مباشرا على الهواء خصوصا وان هناك نقصا في البرامج الحوارية المباشرة على شاشة روتانا؟
نعم الفكرة واردة، انا اصلا لا احب التسجيل ولا اجد نفسي الا في البرامج المباشرة.

اعتاد الجمهور ان يشاهدك في حوارات مع أشهر نجوم الغناء، لكن مؤخرا تستضيفين فنانين مبتدئين وفي رصيدهم البوم واحد. هل انت مجبرة على ذلك؟
الإعلامي المحترف هو الذي يحاور الفنان النجم والفنان المبتدئ. لكن على صعيد شخصي اشعر احيانا اني محرجة كوني غير قادرة على المحاورة بالطريقة التي اريدها أي "لست انا جومانا". ليس لأن الفنان جديد او مبتدئ، بل لأن خبرة البعض تكون قليلة ويصعب الدخول معهم في مواضيع متشعبة ونقاشات وغيرها مع ان بعض الأسماء الجديدة فاجأتني، منها على سبيل المثال حلقتي مع مروان خوري التي اعتبرها من المع الحوارات في حياتي فهو فنان مثقف يعرف عما يتحدث. هنا أشعر بالفرق ويلاحظ عليّ الجمهور ان كنت مرتاحة مع الضيف ام لا، وهذا خطأ مهني لكن ليس بيدي حيلة. فاحاول قدر المستطاع تبسيط السؤال لأني لا استطيع ان اضحك على الجمهور خصوصا عندما يقدم الفنان جوابا غير مقنع او في غيرمحلّه. لا انكر اني اشعر بالإنزعاج، وهو ليس ذنب الفنان ولا ذنب الجمهور، ولا ذنب روتانا ايضا، اذ يجب ان نعطي الفنان الجديد فرصته في الظهور.

لا اعرف ان كان الساهر يرفض الظهور في برنامجي

تعقيبا على هذا الموضوع، يقال ان الفنان كاظم الساهر يرفض الظهور في برنامج "مع حبي" لأنه صار يستضيف أيا كان، وهو ما لم يعلنه صراحة بل نسب اليه؟
انا شخصيا لم يردني هذا الموضوع، ولا اعرف عنه شيئا.

في حال كان ذلك شائعة ام حقيقة، لماذا لا تقيمون حلقات خاصة على غرار حلقة "اتأخرت كتير" لجورج وسوف، لفنانين امثال كاظم الساهر ونجوى كرم وغيرهم؟
حلقة الفنان جورج وسوف لم تكن ضمن برنامج "مع حبي"، بل هي حلقة تكريمية له كونه فنان كبير وله اكثر من 30 سنة في الفن؛ ففكرنا بتكريم جورج وسوف الذي كرّمه الجمهور اصلا قبل ان نكرّمه نحن خصوصا وان الحلقة حضرها 10 آلاف شخص خلال التصوير وكانه في مهرجان. هذا هو جورج وسوف وما حصل طبيعي بالنسبة لمن يدرك مسيرته الفنية. فهكذا كان، صورنا الحلقة التكريمية التي كانت عبارة عن اليوبيل الفضي. هو لم يطلب ذلك، بل عقدنا معه جلسات ومناقشات طويلة استمرت 3 اشهر قبل ان يوافق كليا، فالجمهور مشتاق لإطلالته، وإطلالاته قليلة ان لم نقل نادرة. الحلقة حققت صدى رهيبا قبل وبعد عرضها، لأنه جورج وسوف الفنان الظاهرة الذي نعرفه. طبعا لا مانع من إقامة حلقات خاصة لفنانين كبار بل هذا واجب، لكن حلقة من هذا النوع لا يمكن ان نصورها أسبوعيا مثلا ولا حتى كل سنة مرة.... هي بحاجة الى تحضير مكثف وفريق اعداد وانتاج ضخمين، وهي حلقة لا يمكن تنفيذها مع اي فنان. محمد عبده طبعا يمكن ان تكون له حلقة خاصة من هذا النوع، كذلك كاظم الساهر دون شك، ونجوى كرم وعبدالله الرويشد وغيرهم، كلها أسماء لامعة من واجبنا تكريمها. صودف ان حلقة "اتاخرت كتير" عرضت بالتزامن مع برنامج "مع حبي" وكان البومه قد صدر في الأسواق فاعتقد الناس انها ضمن برنامج "مع حبي"، لكنها كانت حلقة شاملة عن كل ما يتعلق بجورج وسوف ومسيرته الفنية التي عانى فيها الكثير. وإن أردنا تصوير حلقات مماثلة لفنانين آخرين اكيد المواضيع ستكون مختلفة كليا إذ لكل منهم مسيرة خاصة.

جورج وسوف جلس معنا في مونتاج حلقته وهو من ادار دفة الحوار

كان ملفتا جرأة جورج وسوف في التحدث عن مشاكله مع روتانا وبعض مدرائها، وتصاريحه نشرت في وسائل الإعلام قبل عرض الحلقة ما جعل البعض يعتقد انها لن تعرض. لكن الملفت اكثر هو ان روتانا عرضتها كاملة دون حذف؟
هذه مصداقية شركة روتانا. كان جورج وسوف يجلس معنا في المونتاج الذي كان فقط للصورة وليس للكلام، والكل يعلم ان الحلقة عرضت كاملة كما هي دون حذف أي كلمة بناء على طلب جورج وسوف بالدرجة الأولى، وثانيا رئيس مجلس ادارة روتانا الامير الوليد بن طلال الذي عرف بتفاصيل الحلقة، فقال بالحرف "هذه مصداقية روتانا، من حق فنان مثل جورج وسوف ان يقدم شكواه ويقول انه زعلان"، وإن كان له حق دون شك سياخذه. لو لم تعرض الحلقة، لكان ذلك دليلا ان روتانا تتهرب وتعتمد سياسة الإختباء وراء الإصبع. انا كإعلامية لو حذف اي شيء من حلقة الوسوف لكنت شعرت بالإحباط.
سجلت الحلقة كاملة على سي دي واستمع اليها في السيارة، بكل ما فيها، مع ضحكات الوسوف وتعليقاته وغنائه وانفعالاته وكل شيء... هذا هو الوسوف، لا يمكن ان نقدمه للجمهور بشكل معلّب. حتى انه خلال الحوار لم يعد هناك ارتباط بالإعداد وكأن الحلقة ارتجالية رغم انها اخذت منا فترة تحضير طويلة. مع فنان آخر، لا يمكن ذلك برأيي، كان يجب تركه على سجيته لأن هذه هي شخصية الوسوف الذي كان هو من ادار دفّة الحوار في حلقتي ولولا ذلك لما كنا نفذنا حلقة من 4 ساعات رغم كل تعصيبه خلال الحلقة والذي كان ظاهرا للجمهور.
تحدث عن امور تزعجه وتجرحه، فنسينا الكاميرات والإعداد وسرنا نحن معه في الحلقة وليس "بشطارتنا" أكملناها، ومن هنا اهميتها، اذ شعر الجمهور انها صادقة وواقعية.

تعاطفت مع الوسوف وهذا خطأ مهني

بالحديث عن استرساله في الحوار، انتقادات كثيرة طالتك انت شخصيا ولامتك كونك دافعت عن روتانا خلال هجومه على الشركة؟
ان راجعنا الحوار خلال الحلقة، نجد اني تركته يتحدث على سجيته عن شركة روتانا ولم اعارضه، بل على العكس تماما، خصوصا وان من حقه ذلك فهو يتحدث عن امور عاشها هو شخصيا ولا يمكن ان اناقشه فيها، ولم اتدخل في حديثه عن روتانا الا عندما قال ان لا احد سأل عنه خلال فترة مرضه ولم نستقبله على المطار بعد عودته من اميركا حيث كان يتلقى العلاج، بينما ذلك غير صحيح لأنني انا شخصيا كنت هناك مع فريق العمل، حتى ان الريبورتاج الذي صورناه عن حلقة عودته واستقباله وزعناه على مختلف محطات التلفزة. خلال الحوار كان يتحدث عن جرح اصابه وكان من المستحيل ان اواجهه واقول له مثلا "بلا، نحن كنا هناك وعندي الدليل" بطريقة قاسية ومتعالية... بالعكس لاموني لأني لم اقف بشكل صارم مع روتانا. حقيقة ان راجعنا الحوار نلاحظ اني لم ادافع عن روتانا بل اكتفيت بالقول" ولو، انت ما بدك وردة، انت الورد كله". كان يتحدث عن جرح انساني فما كان ممكنا ان نكسر تلك الحالة. فليحكي ويقول ما يشاء، والجمهور مشتاق لسماعه يحكي. هو لم يشتم احدا ولم يجرّح بأحد بل كان عاتبا. انا اساسا من جمهور جورج وسوف، وكان واضحا خلال الحوار اني متعاطفة معه رغم ان على الإعلامي ان يكون محايدا.

الى جانب "مع حبي" تتولين رئاسة تحرير نشرة الأخبار في روتانا. كيف تقيمين هذه التجربة التي كانت جديدة بالنسبة لك؟
صحيح كانت جديدة كليا عليّ وعلى محطات التلفزيون بشكل عام. استلمت رئاسة تحرير الأخبار بعد حصول لغط مع صحفية كانت تتولى المهمة قبلي، سبق وان رشحتها لتلك المهمة انا وزميلي طوني سمعان. لا ادري ماذا حصل لتنفصل عن العمل مع روتانا، فتمّ استدعائي لتولّي تلك المهمة حيث كنا مرتبطين بموعد محدد على الهواء. فكرت بالموضوع مليا،خصوصا واني لا امتلك الخبرة، لكن عددا من الأصدقاء نصحني بقبول المهمة لأنها هي ككل جديدة على التلفزيون. وهكذا كان، بدأنا العمل وتطورنا شيئا فشيئا وكنا جميعنا نتعلم. هناك صعوبة في ايجاد اخبار فنية جديدة كل يوم خصوصا وان اخبار الفنانين متشابهة من تسجيل اغنيات وسفر وحفلات وتصوير، فماذا سنخترع؟
الحمدلله مرت التجربة بنجاح رغم مرور اخطاء وهفوات وهذا طبيعي في الفترة الأولى، حتى ان هناك انتقادات وردت في بعض المجلات ومن خلالها ادركت بعض الأخطاء التي تجنبناها بعد ذلك، حتى انني اتصلت ببعض الصحفيين وشكرتهم على ملاحظاتهم. وبعد سنتين من نشرة الاخبار، هناك الكثير من التطوير والمواضيع الجديدة سنتطرق اليها، ان فشل فنان ما في حفل معين سنقول انه لم ينجح، سواء كان في روتانا أم لا. نيتنا في نقل الاخبار هي الموضوعية اولا اوخيرا، لهذا نحضّر شكلا جديدا لنشرة الاخبار خلال سبتمبر.

لست سبب استبعاد فرح بل مذيعة اخرى في روتانا

لم انت متهمة بشكل غير مباشر بأنك سبب استبعاد المذيعة فرح من روتانا؟
تقولين في السؤال ان الاتهام غير مباشر، اي مجرد كلام وشائعات وتفسير خاطئ لما تحدثت عنه فرح في احدى لقاءاتها، حيث قالت ان مذيعة لها نفوذ في روتانا هي سبب استبعادها. على العكس تماما، لو كان لي نفوذ في روتانا كما يدعون، لكانت فرح اليوم على شاشة روتانا. انا اعرف من تقصد فرح في حديثها، وهذه المذيعة بالتاكيد ليست انا، لكن ليس من حقي التحدث نيابة عن فرح. يتهمونني ان لي نفوذا في روتانا، لكنني لا احمل مسدسا على الشاشة ولا اصرّخ ولا ادّعي... صحيح اني مقدّرة في روتانا، لكن ذلك نتيحة عملي وتعبي خلال مسيرتي الإعلامية، وهذا لا يعني ان كل ما اريده ينفّذ. هناك مذيعات اجمل مني بكثير و"اهضم مني بكثير"، لكني اقدم عملي بطريقة صحيحة. لست مديرة في روتانا ولطالما قدمت افكارا لم تلق موافقتهم. مسؤولي روتانا ليسوا اولادا ولا اشخاصا اعتباطيين، بل اسماء لمعت على الصعيد العالمي. هم لا يسايرون ولا اعتقد ان هناك محطة تتعاون مع مذيعة فقط لأنها طويلة مثلا او شعرها "ما بعرف شو".. بل هناك عمل يقدّم، إما بالشكل اللائق او لا. كثر تركوا روتانا وكثر بقوا في روتانا. لماذا احارب فرح اصلا؟ خصوصا وان برنامجها مختلف كليا عن برنامجي كذلك شخصيتها والمواضيع التي تقدمها...ما صدر كان مجرد كلام وتلميحات لشخص آخر. ادرك تماما ان فرح لم تكن تقصدني بل مذيعة اخرى في روتانا، وطبعا لا يحق لي اعطاء تفاصيل. اساسا انا لا اؤذي احدا وقطع ارزاق الناس ليس لعبة في يدي كما انه ليس من شيمي.


في محطتنا الأخيرة نسأل، هل يمكن تنفيذ برنامج مشترك بين قناتي السينما والموسيقى خصوصا وان شركة روتانا تنوي دخول الإنتاج السينمائي وفيها مطربون يمثلون او سيمثلون كالفنانة اليسا على سبيل المثال؟
لم تخطر الفكرة في بالي مسبقا، لكنها فكرة جميلة وجديدة ولم لا.... لكن اعتقد اننا بحاجة لفترة اطول كون روتانا لا تملك حاليا انتاجا سينمائيا خاصا بها، فيمكن تنفيذ هذه الفكرة ربما بعد مدة، لم لا.


roula@elaph.com


في استوديو قرطاج مع اصالة نصري

في مهرجان الذوق في لبنان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف