أين قرطاج من وجع لبنان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليلة الخميس الماضي، حين كانت الطائرات الاسرائيلية تقصف الأحياء الآمنة في ضاحية بيروت الجنوبيّة، وتمعن حرقاًً وتدميراً في مطارها، كانت قناة "الديرة" تبثّ مسرحيّة لعادل إمام، إنها ليلة إجازة والعرب يريدون أن يضحكوا، أن ينسوا مآسيهم. ويواصل الطيران حرب الإبادة، وتواصل قناة "دريم" عرض برامجها الكوميديّة، وتعرض قناة "الأسرة العربيّة" MBC حلقةً معادة من برنامج "دندنة"، حلقة مع الفنانة اللبنانيّة إليسا. قبل ثلاث سنوات ونصف، جنّدت المحطّات اللبنانيّة كل طاقاتها لمواكبة حرب العراق، ألغيت الحفلات الفنيّة، أوقف تلفزيون "المستقبل" عرض برنامج "سوبر ستار" الذي انطلق قبل أيّام على العدوان ، أقفلت المؤسسة اللبنانيّة للإرسال المنزل الذي كانت تتبارى فيه على عرش الجمال ، فالزمن لم يعد زمن رقص وفرح وجمال، إنّها بغداد تحترق.
وحين اندلعت الانتفاضة قبل ستّ سنوات، الكوفيّة الفلسطينيّة أصبحت شعار تلفزيون "المستقبل" و"المنار"، وغنّى فنّانو لبنان للانتفاضة بأحاسيس صادقة. إنّها بيروت تحترق، ومهرجان قرطاج يحتفل بافتتاح فعاليّاته، ولعلّ إدارته تراجع حساباتها، ففنّانو لبنان لن يتمكّنوا من السفر إلى تونس لإحياء حفلاتهم المتّفق عليها، طريق بيروت الشام مقطوعة، المرافىء محاصرة، والمطار مدمّر، ولعلّ مدير المهرجان يغبط نفسه لأنّه لم يرضخ لمطالب السيّدة ماجدة الرّومي واعتذر منها.