فنون

كاظم الساهر...صوته ناي غنى وجرحه الشجن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمود الخطيب من عمان: آلف الفنان العراقي كاظم الساهر في البومه الغنائي الجديد "يوميات رجل مهزوم"، بين ذكائه الفني وموسيقاه وصوته الشجي، في تقديم احدى عشر عملا غنائيا، تشكل عودة له الى الساحة الفنية بعد عام ونصف من آخر البوماته "انتهى المشوار".
"صوت كاظم الساهر" في البومه الجديد، كان البطل بلا منازع في استراق الآهات، حين الاستماع لاغنيات
الالبوم، فصال وجال بين كل الاغنيات، فحاور الروح هامسا كما في "اراضي خدودها"، واطرب في "انسى
ومدينة الحب"، وتحدى في "يوميات رجل مهزوم وغالي واتحبني وحب؟"، وعزف على وتر القلوب في "تحكي جد واضحك وبريد بيروت"، وراوغ جماد الآلات الموسيقية وسرق منها الآلق بعذوبة صوته في "ناي".
كاظم في البومه، نوع في ادائه كـ "صوت"، فظهر القرار والجواب في اغانيه، وغنى بكل الطبقات، واتاح في الاغنيات مساحات مختلفة ليلعب "بعُربه" الصوتيه، ليظهر كملحن ذكي في منحه كمطرب، آفاقا لابراز مقدارات صوته، كما في "إنسى" الخليجية الطبع الطربية الموسيقى والاداء، والتي تذكر على الاقل بأغنيتين من روائع الطرب الاولى لام كلثوم "انساك دا كلام"، والاخرى للساهر نفسه "اشكيك لمين".
ذكاء كاظم، بدا جليا حين استجاب لمطالبات "بعض: النقاد والاصدقاء والجمهور"، حين قدم ثلاثة اغنيات دفعة واحدة من اصل احدى عشرة، لملحنين آخرين، ليكسب بذلك شريحة جديدة من الجمهور والنقاد، فقدم من الحان الموسيقار السعودي محمد شفيق اغنيتين: "تحكي جد من كلمات ابراهيم غازي" و"ناي من كلمات الامير بدر بن عبد المحسن"، كما قدم من الفلكلور العراقي وبالتحديد اغنية الموصل اغنية "اضحك من كلمات كاظم نفسه"، وبذلك نوّع حتى من اسلوب تعاطيه مع موسيقى اغنياته، وبالنسبة لـ"ناي" فهي الاغنية التي تم استبعادها، قبل ان يُبت بطرحها ضمن النسخة الجديدة من الالبوم، وهي اغنية ستكون من اجمل اغنيات العام 2007، ان لم تكن اجملها على الاطلاق بشرط خدمتها اعلاميا بالاسلوب الصحيح.
سمفونية جديدة يقدمها كاظم في جديدة "مدينة الحب" من كلمات كريم العراقي، وهي قصيدة ثقيلة كلاما ولحنا وتوزيعا، وابدع الموسيقي فاضل فالح في تطويع عناد الموسيقى بتوزيع هارموني سلس منحها القا جديدا، يذكرنا بجماليات قصيدة "ليلى" التي ابتدعها موسيقا كاظم من كلام حسن المرواني، وما زالت مطلوبة للآن
لجماليتها المتعددة.
المغري في "مدينة الحب" التشابك الحميم بين حب المدينة "بغداد" والحبيبة المفتقدة، والتي تعود بالرمز ايضا الى بغداد، والتي ابدع الشاعر في تهذيب المفردات الصعبة وتحويلها الى كلام سلس عذب مقفى، واكثر ما يحفز في الاغنية ذلك التقاطع بين عزف صولو العود للموسيقار عمار الشريعي في الاغنية، وعزف كاظم نفسه لصولو العود في موال الاغنية ذاتها.
وايضا مازال الساهر يخفي عن العيون "جواهرجي احساس فذ" الشاعر اسعد الغريري، الذي يقطف كاظم من بستانه كل عام وردة يسقيها وينمقها ويروشنها موسيقيا، لتتوائم مع عذوبه كلام الغريري الذي رسم بريشة احساسه "اراضي خدودها" لتكون نشيدا للعاشقين برومانسيتها الطاغية وهدوء أدائها.
يظهر جليا في جديد الساهر، ذلك الاقتراب من الغناء الخليجي، فقدم اضافة الى "ناي وتحكي جد"، "غالي" و"إنسى" لاسير الشوق، فقدم في الاغنيات الاربعة الوانا مختلفة من الغناء الخليجي، الذي يبدو انه مطلوب من قبل الجمهور حاليا، لانتشاره في ارجاء الوطن العربي، ولاعتبارات اخرى، لكن ما يؤسف ان الساهر اكتفى بتقديم اغنية واحدة شعبية عراقية، رغم ان الحان الالبوم بها من العبق العراقي الموسيقي الكثير.وبالتأكيد لم يخلو الالبوم الجديد، من قصائد الشاعر الراحل نزار قباني، فقدم الساهر ثلاثة اغنيات، الاولى حملت عنوان الالبوم "يوميات رجل مهزوم" والثانية "اتحبني؟" والاخيرة "بريد بيروت".
تجربة كاظم الجديدة مع اشعار نزار قباني، حملت تباينا واضحا، فهو ان قدم فكرة جديدة في "بريد بيروت"، الا انه لم يخرجنا في هذه الاغنية من اجواء "تحركي والى تلميذة"، واضافة للكلام السابق ففي "يوميات رجل مهزوم" فهذه القصيدة التي تنتهي بحرف ساكن "قاف"، من الصعب تلحينها "وهنا لا نلغي عبقرية كاظم" فظهرت الاغنية وكأن الساهر يلقيها القاء فقط، وهو يشبه اداء نزار قباني في القاء هذه القصيدة، وقد يكون ذلك مقصودا.
ويختلف ما تقدم مع قصيدة "اتحبني؟" الذي صب الساهر فيها عبقريته الموسيقية، وقدم اغنية رسمها موسيقيا كفتاة عاشقة تحاوره ويحاورها، لتظهر الاغنية في ابهى صورة، وبتجديد موسيقي عهدناه من كاظم العاشق لاشعار نزار.
Khateeb175@yahoo..com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف