كاظم الساهر...صوته ناي غنى وجرحه الشجن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"صوت كاظم الساهر" في البومه الجديد، كان البطل بلا منازع في استراق الآهات، حين الاستماع لاغنيات
الالبوم، فصال وجال بين كل الاغنيات، فحاور الروح هامسا كما في "اراضي خدودها"، واطرب في "انسى
ومدينة الحب"، وتحدى في "يوميات رجل مهزوم وغالي واتحبني وحب؟"، وعزف على وتر القلوب في "تحكي جد واضحك وبريد بيروت"، وراوغ جماد الآلات الموسيقية وسرق منها الآلق بعذوبة صوته في "ناي".
كاظم في البومه، نوع في ادائه كـ "صوت"، فظهر القرار والجواب في اغانيه، وغنى بكل الطبقات، واتاح في الاغنيات مساحات مختلفة ليلعب "بعُربه" الصوتيه، ليظهر كملحن ذكي في منحه كمطرب، آفاقا لابراز مقدارات صوته، كما في "إنسى" الخليجية الطبع الطربية الموسيقى والاداء، والتي تذكر على الاقل بأغنيتين من روائع الطرب الاولى لام كلثوم "انساك دا كلام"، والاخرى للساهر نفسه "اشكيك لمين".
سمفونية جديدة يقدمها كاظم في جديدة "مدينة الحب" من كلمات كريم العراقي، وهي قصيدة ثقيلة كلاما ولحنا وتوزيعا، وابدع الموسيقي فاضل فالح في تطويع عناد الموسيقى بتوزيع هارموني سلس منحها القا جديدا، يذكرنا بجماليات قصيدة "ليلى" التي ابتدعها موسيقا كاظم من كلام حسن المرواني، وما زالت مطلوبة للآن
لجماليتها المتعددة.
وايضا مازال الساهر يخفي عن العيون "جواهرجي احساس فذ" الشاعر اسعد الغريري، الذي يقطف كاظم من بستانه كل عام وردة يسقيها وينمقها ويروشنها موسيقيا، لتتوائم مع عذوبه كلام الغريري الذي رسم بريشة احساسه "اراضي خدودها" لتكون نشيدا للعاشقين برومانسيتها الطاغية وهدوء أدائها.
تجربة كاظم الجديدة مع اشعار نزار قباني، حملت تباينا واضحا، فهو ان قدم فكرة جديدة في "بريد بيروت"، الا انه لم يخرجنا في هذه الاغنية من اجواء "تحركي والى تلميذة"، واضافة للكلام السابق ففي "يوميات رجل مهزوم" فهذه القصيدة التي تنتهي بحرف ساكن "قاف"، من الصعب تلحينها "وهنا لا نلغي عبقرية كاظم" فظهرت الاغنية وكأن الساهر يلقيها القاء فقط، وهو يشبه اداء نزار قباني في القاء هذه القصيدة، وقد يكون ذلك مقصودا.
ويختلف ما تقدم مع قصيدة "اتحبني؟" الذي صب الساهر فيها عبقريته الموسيقية، وقدم اغنية رسمها موسيقيا كفتاة عاشقة تحاوره ويحاورها، لتظهر الاغنية في ابهى صورة، وبتجديد موسيقي عهدناه من كاظم العاشق لاشعار نزار.
Khateeb175@yahoo..com