ألين خلف: كارولين لبكي ضرتني ولم تخدمني

مي الياس من بيروت: نجحت في سن مبكرة في أن تلفت الأنظار إليها عندما غنت "يا صبابين الشاي" وظهرت بمظهر الفتاة المرحة والدلوعة، فأحبها الجمهور.
نجاحها الحقيقي، وإنتشارها عربيًا تحقق من خلال أغنية "لالي ليه" فكانت خبطة فنية رفعتها درجات على سلم النجومية، وأكملت مسيرتها بنجاح متصاعد مع مدير أعمالها السابق جيجي لامارا، ودخلت مضمار المنافسة مع نجمات الصف الأول.
وفجأة ومن دون مقدمات تخلى عنها لامارا ليطلق نانسي عجرم، فعانت الين من خلل في إدارة أعمالها وشؤونها الفنية، وعندما عادت بألبومها الأخير "صدفة" الذي طرحته مع شركة عالم الفن، لم تحقق النجاح الذي كانت تصبو إليه.
فعانت من الإرباك على الصعيدين الشخصي والعملي، وأخذت إجازة قسرية بسبب الحرب والظروف السياسية في لبنان، قامت خلالها بإعادة الحسابات، وتجميع الصفوف، وبناء فريق عمل محترف، إستعدادًا لإنطلاقة جديدة، وهذا ما حصل فعلاً بأغنيتها المنفردة الأخيرة "بعدك ع البال"، التي حققت من خلالها نجاحًا ملموسًا، أعاد إليها الثقة بالنفس، ولفت إليها أنظار شركات الإنتاج من جديد.
عندما أجرينا معها هذا اللقاء كانت تستعد في الوقت نفسهللسفر الى مصر للقاء مسؤولي واحدة من أهم شركات الإنتاج هناك للتفاوض على عقد إنتاج جديد.
عن فترة الغياب، أفول النجومية، النجاح بعد فشل، الإرتباط، والأمومة، وأسباب فشل تعاونها مع كارولين لبكي، وقضايا أخرى كان هذا الحوار:

ما هي أسباب كل هذا الغياب عن الساحة؟
كنت غائبة عن الإعلام والإنتاج، لأنني كنت متعاقدة مع شركة عالم الفن منتجة البوم " صدفة" وبسبب هذا التعاقد حصر العمل المصور على شاشة واحدة، ولم يحقق الألبوم الإنتشار اللازم.

تبدين ممتعضة... هل تشعرين بأن الشركة قصرت في دعم الألبوم؟
لا أعلم إذا كانت قد قصرت، ربما هذه هي إمكانياتهم، وما قاموا به لم يكن بقدر توقعاتي... وبما أن الشركة تتحكم بجميع الأغاني لم يعد من المنطقي أن أصور المزيد من الأغنيات لتنحصر على شاشة واحدة. هذا إضافة الى أنه لم تكن هناك متابعة منهم للعمل.

المسؤولية تقع عليهم بالكامل؟ أم تتحملين جزءًا منها بسبب عدم وجود مدير أعمال يسير أمورك ؟
يمكن كان هذا سبب آخر.. فقد إحتجت إلى بعض الوقت لأجد الشخص المناسب، الذي يمتلك الكفاءة اللازمة، ويمكنني أن أثق به، إضافة الى ظروف الحرب على لبنان، والتي أثرت كذلك على الألبوم، ولعدم وجود متابعة من قبل شركة الإنتاج، كل هذه عوامل أثرت على إنتشار الألبوم السابق بالشكل المطلوب.

هل شعرت بالندم على قرار الإنفصال عن مدير أعمالك السابق جيجي لامارا؟
لااااا ... (تقولها بتشديد) ... بالعكس ... أمر حصل، وقرار إتخذته بإرادتي، وليس غصبًا عني، ولا أندم عليه. والأمر أًصبح طي النسيان، وتخطيته بمراحل. ونجاحاتي لن تتوقف إن كنت مع جيجي لامارا أو غيره، المهم هو أن تجدي الشخص الذي يفهمك، ويفهم طموحاتك، ويعينك على تحقيقها. أن يفهم كيف تودين إكمال مسيرتك بالشكل الصحيح، وفعليًا أنا أكملت طريقي، وأغنيتي الأخيرة "بعدك ع البال" تحصد نجاحًا طيبًا، وكانت بمثابة نقلة الى الأمام.

المتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة الفنية سببت لك إرباكًا؟
فعلاً، إحتجت لبعض الوقت لفهم المتغيرات التي طرأت على الساحة وكيفية التعامل معها، على الرغم من كوني أعتبر نفسي فنانة معاصرة، تواكب التطور باللحن والكلمة والصورة. أغني لكل الأجيال، وأغني بكل الألوان، وأشعر بأن لدي إمكانية للإستمرارية. ولكن في النهاية كل هذه المتغيرات لن تأثر علي إذا كنت أقدم فناً جميلاً، فالجمال يبرز وسط الزحام. والسر يكمن في توقيت طرح العمل، والكيفية التي يطرح بها، ووجود أشخاص مناسبين يتمتعون بالخبرة اللازمة لخدمة العمل بالشكل الصحيح.

شعرت بالفشل في مرحلة ما؟
انا لم أفشل، يمكنك القول بأنني وقفت في مكان معين، وعدت بعد إعادة حساباتي، وأكملت مسيرتي بنجاحات جديدة... اليوم أنا نجحت ... في المرحلة السابقة كان حولي أشخاص لم يكونواعلى قدر المسؤولية، تعرفت إلى مدير أعمالي الجديد إيلي عقيقي بقينا فترة طويلة نغيب، ونرجع حتى قررت أخيرًا بأننا قادرين على العمل معًا...

أغنيتك "بعدك ع البال" نجاحها إستفز بعض الناس وصارت عليها مشكلة ... الملحن سهيل فارس إتهم الملحن ملحم ابو شديد بسرقتها منه... هذا اللغط برأيك خدم الأغنية؟
تضحك وتجيب قائلة: شفتي؟ ... شيء جيد جدًا.. الأغنية جميلة أساسًا ولو لم تكن جميلة لما اصبحت موضوعًا لهذا الصراع، وفي الحقيقة لم أجد الشبه الذي يتحدثون عنه، والأغنية لا تشبه أي أغنية أخرى.

يمكن لأنها نجحت أكثر من أغنية الملحن سهيل فارس؟
لا أود المقارنة، وأساسًا المقارنة غير واردة... ليس من باب الغرور ولكنها فعلاً لا تشبه أي أغنية موجودة على الساحة.

كيف التقى فريق العمل الذي أسهم في صناعة هذه الأغنية؟
في العادة أنا أتعامل مع الموزع هادي شرارة، وعندما سمعتها من الملحن شعرت بأن هادي هو أكثر موزع سينجح في الباسها الثوب الموسيقي المطلوب، إتصلت به وأٍسمعته إياها، وأعجبته، وهادي شخص صريح جدًا، ولا يجامل في عمله وإذا لم يحب اللحن فإنه لا يعمل عليه، لأنه فنان وليس تاجر فن. ويعمل من كل قلبه.

سمعنا بأن تنفيذها تأخر كثيراً؟
فعلاً أعطيتها له قبل أحداث نهر البارد، وكانت عندي منذ عام ونصف، وأخترتها من بين مجموعة أغنيات، وبقيت لديه شهرين ، وإتصلت به استفسر عن مصير الأغنية، فقال لي ليس لدي مزاج للعمل عليها... وانتظرت أن تنتهي الأحداث، ثم عدنا للعمل عليها حتى إنتهينا منها، الجو السياسي أثر كثيراً على الفنانين وطموحاتهم...

الجو السياسي هو الذي دفعك لإصدار أغنية منفردة بدلاً من ألبوم كامل؟
بالتأكيد، فالأغنية المنفردة يتم التركيز عليها بشكل أكبر، وتسويقها أسهل، والناس يشعرون بالملل اليوم.

برأيك الفنان يمكن أن يستغني عن الألبوم في عصرنا هذا؟
الألبوم مادة مهمة جدًا للفنان، وهو يظهر مدى قوته في قدرته على إختيار أغنيات تدفع الناس للإقبال على شراءه، ولكن السنغل من ناحية أخرى مفيد في حال عدم وجود شركة إنتاج...

الى متى أنت قادرة على الإستمرار في الإنتاج الخاص؟
لطالما كان عملي جيد، وأحيي الحفلات، سيكون بمقدوري أن أصرف على إنتاج أعمالي ... لكن هذا لايمنع أن هناك مشاورات مع عدد من شركات الإنتاج في الوقت الذي أعمل فيه على تحضير البومي المقبل، وأنا بصدد تسجيل أغنية ثانية الآن مع الموزع هادي شرارة جميلة جداً، وتعتبر تكملة بعدك ع البال... من الحان يحيى الحسن، وكلمات أحمد ماضي. وهناك إحتمال بأن تصدر منفردة...
أغنية جميلة فيها أحساس وفيها فرح، وحب، وحياة... تشعرين بأنها مناسبة للأعراس.

تجديد الأغنيات القديمة الى أي درجة يمكن أن يخدم الفنان؟
حسب الفنان، إذا كان متمكنًا من صوته، وقادرًا على إيصالها للناس بشكل جيد أم لا.

سمعنا لك أغنية يتم تداولها على الإذاعات حاليًا لياسمين الخيام؟
نعم هي تسجيل من حفلة تداولته الاذاعات، وفوجئت بها حقيقة...

الا تفكرين بتسجيلها في الأستوديو وإطلاقها بشكل رسمي الى الأسواق؟
لا سأكتفي بما تبثه الإذاعات حاليًا.

ماذا أعطاك الفن؟ وما الذي سرقه منك؟
الفن أخذني من كل شيء، من الزواج، من الأمومة....

ما الذي يمنع أو يؤخر الفنانة عن الإرتباط برجل؟
إنعدام الوقت، السفر والترحال الدائم، حلقة المعجبين من حولها، إنعدام ثقة الرجل بنفسه، وذوبان كبريائه أمام شهرة زوجته، الأسباب كثيرة... ناهيك عن أن الفن مغرٍ كثيرًا... ويجعلك في إنتظار الأفضل، فلا يرضيك ما هو موجود أو متاح لك...

ما مدى صعوبة تمييز الفنانة للنوايا الحقيقية للأشخاص المحيطين بها؟
المسألة صعبة جدًا ولكن لا بد من أن نجد شخصًا يحبك لشخصك. وتستدرك ضاحكة: إنشاء الله... نلاقي.

الفنانة تصل أحياناً إلى مرحلة حرجة في حياتها إذا لم تصبح أمًا في هذه الفترة لن تكون أمًا مدى الحياة... هل يطاردك هذا الهاجس أم أنك تشعرين بأنه لا يزال أمامك وقت؟
أعتقد أنه حان الوقت، جميل أن يكون لك طفل يناديك ماما، وليس من المستحب أن يكون هناك فرق كبير بالعمر بين الأهل وأبنائهم، فأمي مثلاً عندما تسير بجانبي لا يعتقد أحد بأنها أمي، الكل يظن بأنها شقيقتي. لكن بالنهاية هذه حياتي، وهذا عملي، ولا أحد يعلم متى يأتي النصيب، كل الأطفال أولادي ... وتهز كتفيها متسائلة "شو بدي أعمل"؟.
خذلك الرجال كثيرًا في حياتك؟
لااااا... وتقول ضاحكة: على العكس يعتبرونني أنا من خذلتهم وليس العكس.. ويرون بأن الأسباب مني وليست منهم... يمكن "لأنن ضعاف" ... هناك رجال لا يتحملون نظرات الإعجاب المحيطة بك، ورجال آخرون يغارون من نجوميتك.

هل تستحق النجومية كل هذه التضحيات الشخصية؟
كل فنان طموح وحقيقي سيقول لك بأنها تستحق... أحيانًا أكون متعبة ومتضايقة ولكن زحمة العمل والأضواء تنتشلني من همومي... أنسى كل شيء عندما أجد الناس والكاميرات، والإعلام يحيطون بي.

سيأتي يوم يختفي فيه كل هؤلاء، ولن تجدينهم من حولك، ماذا سيتبقى لك حينها؟
أكيد سيأتي يوم لن أجدهم حولي، لأنهم سيكونون مجتمعين حول غيري، فلا شيء يدوم في الحياة، الفن لم يدم لغيري فلن يدوم لي، هناك صعود ونزول، وهذا أمر يجب أن أستعد له بذكاء. وصعب جدًا على إنسان تعود على محبة الناس أن لا يجدهم من حوله، وكل أنسان أعطى للفن من قلبه، بالتأكيد سيتألم أن لم يجد هناك من يقدره بالمقابل، لكن ربنا لا ينسى أحدًا وهو من يقدرنا في النهاية.
هل تضعين في حساباتك الزمن؟
أكيد أضع الزمن في حساباتي ... ويمكنك القول إنني "راسمة حياتي"، وأتمنى من الله أن يوفقني لأكمل طريقي كما خططت له.

الغيرة الفنية الى أي مدى تؤدي دورًا في تحديك لذاتك؟
الغيرة الفنية ضرورية جدًا ليستمر الفنان بالعطاء ...

ممن تغارين فنياً؟
من كل شخص ناجح... وأود أن أوضح أنا لا أغار من الأشخاص بالمعنى السلبي للغيرة...

ما الذي دفعك لاختيار رندا علم للتعاون معها في إخراج أغنيتك المصورة الأخيرة بعد تعاونك مع كارولين لبكي؟
هناك فرق شاسع بين رندا وكارولين، لا يمكنك المقارنة بينهما أبدًا.

لم أفهم المقارنة ستكون لصالح من؟ من الأشطر بينهما؟
أنت ما رأيك؟

هل تشعرين بأن كارولين لبكي لم تخدمك؟
لم تخدم نفسها قبل أن تخدمني، لم تضع في حسابها بأنها تعمل مع "الين خلف" وكان عليها ان تعمل إعتبارًا لأسمها.

لم تكوني راضية عن الكليب؟
لم أكن راضية على الإطلاق.

لماذا وافقت على عرضه إذا لم يكن بمستوى توقعاتك؟
لأن شركة الإنتاج إستثمرت فيه، والقرار كان بيدهم في النهاية.

ولكن لا بد وأنك تتحملين جزءًا من المسؤولية، فأنت عندما تجلسين مع المخرج ويشرح لك الفكرة التي ينوي تنفيذها، وتوافقين عليها تتحملين المسؤولية معه اليس كذلك؟
إقتنعت بالفكرة نعم، لكن الصورة لم تكن حلوة... قصت لي شعري ... ورفضت أن أضع الماكياج، و "كنا حنقتل بعض خلال التصوير" .. وفي النهاية إستسلمت للأمر الواقع، وقلت لنتتهي من التصوير ونرى ما سينتج عنه ربما أكون مخطئة. وعندما شاهدت النتيجة " كنت كتير مزعوجة"... لكن إنزعاجي لم يكن كبيرًا لأن الكليب سيعرض فقط على مزيكا... (تضحك).

كيف علاقتك بالمنتج محسن جابر؟
كتير منيحة...

لم تختلفا؟
لا لم أختلف معه... ولم ننفصل على خلاف ... وقبل إندلاع القتال في نهر البارد كنت مجتمعة معه، كنا نستعد لإختيار أغنيات جديدة.. ولكن فيما بعد لم أستمر معه. لم يكن هناك عقد بيننا ... كانت هناك نية لتجديد العقد.
ولم نجدد العقد لأن محسن أشغاله كثيرة، وتركيزه لم يعد ينصب على الإنتاج.

بالعودة الى رندا علم مالذي أعطته لألين وعجز عنه المخرجين الآخرين الذين تعاملت معهم؟
بهذا الوقت قدمتني بشكل إمرأة ناضجة، تعرف مالذي تريد إيصاله أمام الكاميرا، أوصلت الإحساس بطريقة راقية، أوصلتني للناس كفنانة محترمة.

أي عمل لرندا أثار إنتباهك وشعرت بأنك تودين التعامل معها بعد رؤيته؟
عملها الأخير مع الفنانة أروى، أحببت الكيفية التي تركز فيها على الفنان، وتقدمه بطريقة حلوة، وشعرت بأنها ستنجح مع الين أكثر. فهي تقدم الفنانة بصورة جميلة وغير مبتذلة ، حتى لو كانت الصورة لا تخلو من بعض الجرأة.

هناك نية لتعاون جديد معها؟
إرتحنا معًا، كان الشغل حلو، وإنشاء الله تظل هيك، وما تنغر، ويظل الشغل معها حلو.

من يعجبك من المخرجين غير رندا؟
هناك سعيد الماروق صورته حلوة، وهناك أسماء جديدة تظهر على الساحة... رندلا قديح مثلاً...

الخطوة المقبلة؟
أبحث عن أغنيات مصرية وخليجية.

قررت التعامل مع الملحن ملحم أبو شديد بعد نجاح أغنية "حبك عذاب" التي قدمها لوائل؟
لا فأنا أخذت منه أغنية "بعدك ع البال" قبل سنتين تقريبًا، ولم تشأ الظروف أن تصدر في حينها، وعندما كنت أوزعها عند الموزع هادي شرارة لم أكن أعلم بأن ملحم أعطى أغنية جميلة لوائل، وبعد أن أنهينا العمل على أغنيتي أسمعني هادي أغنية وائل التي كان يعمل عليها بدوره، وقال لي هاتين الأغنيتين ستحققان نجاحًا كبيرًا.

انت تنتقين أغنياتك الين أم هناك من يساعدك في الأختيار؟
لا بالتأكيد أنا من تختار ... يأتون لي بالأغاني وأنا "أقعد أسمع وأختار". ولكن دون شك آخذ آراء من حولي.

هل سبق وإستمعت لأغنية لم تعجبك وضربت مع فنان أو فنانة غيرك؟
لا لم يحدث معي ذلك، هناك أكثر من أغنية لم آخذها وذهبت لغيري ولم تنجح، كان إحساسي بمحله.

هل إستمعت يومًا الى أغنية صدرت لأحد من زملائك وتمنيت أن تكون لك؟
نعم هناك أغنية غنتها فنانة، ونجحت كثيرًا، وأنا أحسست بها وأحببتها، وشعرت بأنها بتلبق لشخصيتي وصوتي.

هل لنا بمعرفة إسم الأغنية؟
لا...

لماذا؟
لأ أحب أن أسمي...

ما السر ... كلما سألنا فنانة عن غيرها تجيبنا ذات الإجابة "ما بحب سمي"؟!
إنتبهي في السابق "كنت سمي ... بس ما بيستحقوا"

من أي ناحية؟
من ناحية "التواضع اللي عندن ياه... "

عندما تمتدحين عملاً تمتدحينه لأنك مقتنعة به، أم لأنك تنتظرين من غيرك أن يرد لك المديح؟
إنتبهي أنا عندي قلب طيب، وأنا محبة، ولكنني في الوقت الحالي أفكر بمصلحتي.

لا تودين الإضاءة على أحد؟
"ليش بدي ضوي ع غيري؟ بدي ضوي ع حالي.."

عندما قدمت أغنية لالي ليه وما تلاها إعتمدت الإستعراض في أعمالك المصورة، لكننا لاحظنا في بعدك ع البال إبتعادك عن هذاالنمط.... والسؤال هل كانت مرحلة لها متطلباتها ومرت، أم أنك يمكن أن تعودي لتقديم هذه النوعية من الأغنيات؟
في حينها إعتمدت هذا النمط لأنه لم تكن هناك جرأة بعد على الساحة الفنية، كنت بعدني طالعة طلعتي، وأبحث عن طريقة لأصل بها الى الناس، في حينها كان السائد أن يقف الفنان ليغني ويرقص من حوله راقصين، ولم يكن هناك ميل من الفنان لتعلم الرقص وتقديمه في أعماله المصورة ... فقلت لمدير أعمالي أريد ان أرقص ... (أصلاً أنا كلي حياة.. من أنا وصغيرة برقص وبغني وبقلد، وكل شي).
فقال لي هذه فكرة جريئة... قلت له الإغنية كلها إيقاعات وتتطلب شيئًا كهذا، وأريد أن أوصلها بهذه الطريقة ... وانا سأميز حالي بهذه الطريقة عن كل الموجودين على الساحة.. وفي وقتها إستعنت بسامي خوري (مدرب الرقص) وكان المخرج سليم الترك محب للجرأة... وكلنا (إجا راسنا على بعض) أي إتفقنا ...
بينما الآن بعودتي الى الساحة بعد غياب ، شعرت بالحاجة للتغيير، لأنني بعد أن رقصت أصبح الكل يرقص ويتدلع، لذلك لا بد من التجدد والتغيير لتستمري.

أنت تنتمين إلى جيل نوال ونجوى وباسكال وديانا بدأتن بالفن في عمر صغير، وإمتدت تجربتكن الفنية لأعوام طويلة مما يجعل الجمهور الذي عاصركن من أجيال مختلفة...
تقاطعني، الفنان الذكي فقط هو الذي يمكن أن يستمر ... وإن تعثر لبعض الوقت... كثر ظهروا معنا لكنهم إختفوا ولم يتمكنوا من الإستمرار.

كيف يمكنك أن توازني بين متطلبات مختلف الأجيال العمرية التي عاصرتك وتحبك وترغب بالإستماع لجديدك؟
المسألة ليست سهلة ... عندما قدمت اغنية مني ليك ... ورقصت و "عملت باربي" الناس قالت: " ييي ما بها الين؟" حتى كان هناك أشخاص مقربين مني إنتقدوني وقالوا لي اليوم أنت إمرأة، يجب عليك أن تقدمي أعمالاً تناسب عمرك.. كبرتي "صار عمرك هالقد" الخ ... فقلت لهم:" شو صار عمري؟ شو ختيارة انا؟" الكبير يحاول أن يبدو بمظهر أكثر شباباً فهل تتوقعون مني كشابة أن أحرق عمري ومراحله؟

هناك ميل في مجتمعنا لإحالة الفنان على المعاش بمجرد ان يتجاوز الثلاثين من عمره، وكأنهم يطالبونه بالبقاء في حدود العشرين مدى الحياة، أو الإنتحار فنياً بمجرد أن يتقدم في العمر، وتحل السخرية بدلاً من التقدير ...
هذا صحيح ومؤسف، انا بعدني أشعر بأنني في عز عمري بعدني شابة.

أشعر بأن قمة النضوج الفني والحياتي تكون في الفترة ما بين الثلاثين والأربعين... بينما نجد البعض "يزكزك" الفنانين بأعمارهم وكأن الأربعين هي سن المعاش الفني؟!!
لأنهم معقدون أساسًا... فيفكرون بهذه الطريقة ..

يستفزك هذا الأمر أن يعايرك أحدهم بعمرك؟
لاااا .. بالعكس أنا عادي ما بتفرق معي... على العكس أفرح لأن ربنا أنعم علي بشكل لا يظهر عليه التقدم بالعمر بسرعة... ودائمًا شكلي يبدو أصغر بكثير من عمري...

لو إستضافك نيشان في برنامجه العراب وفضح عمرك هل تنزعجين؟
إطلاقًا لماذا سأنزعج؟ على العكس أفتخر...

ما هي مواليدك إذن؟
1974

فأقول لها: أنا أكبر منك ...
تجيبني: لا يبدو عليك ذلك ...
أجيبها ممازحة: نتشارك في نفس النعمة إذن ... ونضحكمعًا...