دراما شكسبيرية معاصرة تعانق صوت بايارديل الإلهي

ترجمة أشرف أبوجلالة: تعرض على مسرح "ريبرتوري الأميركي" (ART) في مقاطعة كامبريدج البريطانية مسرحية "The Best of Both Worlds "، التي تعتبر اقتباسا ً معاصراً ً لرائعة شكسبير " The Winterrsquo;s Tale " أو "حكاية الشتاء".
وعن تلك المسرحية وما يدور بها من أحداث، تتحدث مخرجة العمل، ديان بولوس، عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الموسيقى الكنسية (Gospel) في استرداد الحب والإيمان، وكذلك إلهام المشاعر العميقة في نفوس الجماهير.
وتقوم المغنية جانيت بايارديل، التي سبق لها الظهور في مسرحية " The Color Purple"، بدور البطلة الأولى في هذه المسرحية، مجسدة شخصية "سيرينا" إبنة جوي في "الأفضل في العالمين".
وتؤكد بايارديل هنا على جزئية هامة، حيث تقول إن الجدار الذي يفصل عادة ً بين الممثلين والجمهور قد تلاشى في هذا العمل.
وأردفت بقولها :" عندما ترى العرض، تشعر وأنك بداخله".
من يحضر العرض ويستمع لغناء بايارديل، لابد وأن يتساءل عما إذا كان غنائها كأنه إستراق للنظر على عالم الملائكة.
فصوتها وكأنه جسر يعبر فوق الإنقسام في العالم الطبيعي، ويوحد الجمهور في حالة وجدانية نادرة، ويستحضر إشادة من الأعماق، تهدد باقتيادنا للركوع خشوعاً.
وبعد الاستماع لأغنية واحدة فقط من تلك المرأة التي يتسم صوتها بالشغف والإحساس، ستخلص إلى نتيجة واحدة؛ هي أن موهبتها ربانية بكل تأكيد.
ولحسن الحظ، أنها اختارت أن تقاسم صوتها العذب هذا مع العالم.
والجدير بالذكر أن بايارديل كانت قد أبدعت أيضاً في دور "سيلي" الذي لعبته في مسرحية " The Color Purple" في أول جولة عرض لها خارج البلاد، وقد تلقت حينها جائزة عن أدائها كأفضل ممثلة دور أول في ذلك العرض المسرحي الموسيقي. ونتيجة أدائها اللافت على خشبة المسرح، شاركت في عدة أعمال أخرى من بينها (Disney's Princess - The Frog - Little Mermaid III )، كما شاركت في العديد من الأعمال الأخرى، ومنها (Rent- Big River - Sister Act - Best of Both Worlds - Elergies - Zinzi ). وقد بدأت بايارديل، التي وُلِدت في حي برونكس بنيويورك، الغناء في الكنيسة وهي في سن الخامسة. وهناك، بدأت في تطوير موهبتها. وبعدها، تخرجت من مدرسة فيوريل لاغارديا العليا للفنون المسرحية في مانهاتن، حيث كانت من أبرز المتخصصين في الأصوات الغنائية.
ثم واصلت تعليمها في كلية هانتر وحصلت على بكالوريوس العلوم في العلوم الصحية. وبدأت تتجه لاحتراف الغناء خلال سنوات دراستها الجامعية. وقبل اشتراكها في مسرحية " The Color Purple"، لعبت دورا ً في مسرحية غنائية بعنوان " Another Chance"، وحينها بدأت تدرك أنهما تمتلك موهبة صوتية ربانية.
وبرغم عشق جانيت للمسرح الموسيقي، إلا أن عاطفتها جعلتها تستخدم صوتها في تمجيد الله. وهنا، تقول جانيت :" هذه هي دعوتي. فقد رزقني الله بتلك الهدية وأنا أريد أن أستخدمها في خدمته والمساعدة في تقريب الناس إليه". وقد وُصِف أول ألبوماتها الغنائية بأنه أشبه بالبوتقة التي تنصهر فيها موجات الثناء. وتميز هذا الألبوم الذي أطلقته جانيت، وهي في السنة الثانية من دراستها، بعنوان "Transferable"، بكونه شديد المعاصرة والانفعال الوجداني. وقد تطرقت موضوعاته إلى أمور متعلقة بالاستقصاء والحقائق والانتماء والوحي. وقد قامت جانيت بكتابة جميع أغنياته وأنتجته موسيقيا ً مع كريغ كراوفورد ودانيل ويذرسبون. وتقول هنا :" هناك العديد من المفاجآت في الألبوم، من ضمنها الديو الذي قدمته مع ميشيل وليامز".
وبعد نجاتها من الموت بسبب إصابتها بانسداد رئوي حاد، اتضح لجانيت أن مهمتها على الأرض لم تكن قد اكتملت بعد. ومن بين كل الأغنيات التي شملها الألبوم، لاقت أغنية "Suddenly" شهرة كبيرة وأثبتت وجودها كنتاج لتلك التجربة. وعاودت هنا جانيت لتقول :" طيلة فترة استشفائي، شعرت وأني لم أعد أرغب في الحياة، ثم فجأة ً، تغيرت وجهة نظري في الحياة. وأصبحت متحمسة ً لها من جديد. فقد أبقاني الله على قيد الحياة لسبب ما، وأنا لن أبقى هنا، من دون أن أفعل شيئا ً. فهذا واجب علي ّ وسوف أنجز مهمتي".