تيري جورج: ما فعله جاكسون كان خطأ... لكنني أغفر له

مي الياس - إيلاف: قفز تيري جورج بلهفة ليرفع سماعة الهاتف. كانت الساعة 9 مساءً وكان يعلم جيدًا من سيكون على الطرف الآخر... إنه آخر شخص يمكن أن يخطر على البال ليكون صديقًا لطفل في الثالثة عشر من عمره - أسطورة البوب مايكل جاكسون- الذي كان يتصل بمنزله في ليدز بشكل دقيق ومنتظم خلال الأشهر الخمس الماضية. لكن هذه المرة كانت ليست ككل المرات، وتحولت لهفة المراهق الصغير الى صدمة، وحرج.
ويستذكر تيري مجريات تلك المكالمة قائلاً: "كان يتصل في تمام الساعة 9 مساءً ثلاث مرات في الأسبوع، وأصبحنا صديقين حميمين، ولكن صوته هذه الليلة كان يبدو مختلفًا، كان صامتًا وسألته إذا كان لا يزال على الخط".
"وفجأة ودون أي مقدمات سألني فيما إذا كنت أمارس الإحتلام، وإذا كنت أفعل ذلك هل أستخدم الكريم؟". شعرت بالحيرة، وأجبته بـ "لا وبأنني لا أعرف ما الذي يتحدث عنه".
وعندما صمت قال لي: هل تصدق بأنني أحتلم الآن؟ وكنت أسمع عبر الهاتف بأنه يصدر أصواتًا غريبة، فشعرت بالحيرة وعدم الراحة.
تيري الآن في الرابعة والعشرين من عمره، وهو مليونير ورجل أعمال، ويرى بأن "مايكل كان أسطورة موسيقية وعبقري. ولكن ما فعله معي عندما كنت مراهقاً كان خطأ".
تيري كان أول ضحايا النجم المهووس بحب الأطفال، هذا الهوس الذي أثر بشكل كبير على مسيرته الفنية، بعد تعرضه لأكثر من إتهام ودعوى قضائية، لكنه نجا من أي حكم عليه، عبر تسويات مالية ضخمة تقدر بملايين الدولارات.
في العام 1993 قام الطفل جوردان تشاندلر بإتهام جاكسون في إفادة قدمها للشرطة، بأنه تعرض للتحرش من قبل جاكسون في مزرعته المعروفة " بنيديرلاند".
ولكن يعتقد بأن أول محاولاته كانت مع تيري عام 1979. حيث التقيا عندما ذهب المراهق الصغير الى فندقه طالباً لقاء نجمه المفضل، كان مايكل في ال 21 من عمره آنذاك.
ويستذكر تيري:"دعاني الى جناحه في الفندق وأنسجمنا بشكل كبير، وعندما هممت بالمغادرة دعاني للقائه في اليوم التالي".
ويكمل: "كنا نجلس لساعات نضحك ونمرح. كان من الواضح أنه يشعر بالسعادة أكثر عندما يكون برفقة الأطفال، أكثر من البالغين".
وقبل أن يغادر طلب من تيري رقم هاتفه ليتمكنا من البقاء على تواصل. ويقول تيري:" طلبه أشعرني بأنني مميز. شعرت بالفخر بأنني سأكون على تواصل مباشر مع نجم معروف مثله، فوافقت ووعدني بأنه سيتصل بي".
ويضيف:" بعد أسبوع جاءت أول مكالمة منه من أميركا. وكان يسألني دوماً فيما إذا كان أهلي متواجدين بالقرب مني، وعندما كنت أخبره بأنهم خرجوا للعب البينغو كان يرتاح".
"كنا نتحدث لساعات حول أمور سخيفة. وكان يغني لي عبر الهاتف، وأصبحنا بمثابة أفضل الأصدقاء".
وبعد مرور بضعة أشهر جاكسون خان ثقة تيري عندما شجعه على إمتاع نفسه، يستذكر تيري:"كان يعلم بأنني لم أكن راضياً عما فعله، وبأنني شعرت بعدم الإرتياح تجاهه".
لكن ذلك لم يمنعهما من البقاء على تواصل، يتناوبان الإتصال ببعضهما، إلا أن ذلك إنتهى عندما وصلت فاتورة تلفون ضخمة لأهله، وتم فصل هاتفهم عن الخدمة.
في عام 1981 التقيا وجهاً لوجه مرة أخرى في بريطانيا - ولكن جاكسون كان بارداً تجاهه، ويقول تيري:"لم أفهم سبب تغير سلوكه تجاهي".
وفقدا الإتصال حتى عام 1993، عندما تلقى تيري مكالمة هاتفية من تحر في لوس انجلوس كانت يحقق في ادعاءات تشاندلر.
ويقول تيري بأن الشرطة أخبرته بأنهم يشكون بأن سلوك مايكل بدأ عبر صداقته معي.
ويعلق:" على الرغم من أنني أعلم بأن سلوكه معي كان خاطئاً الا أنني أعتقد بأنه كان شخصاً حائراً ومضطرباً، أكثر من "متحرش بالأطفال" (بيدوفيل).
ولكن التحقيق أظهر صورة مختلفة فهناك عشرات الأطفال وعمال سابقون من ضمنهم الناجي من مرض السرطان غافن ارفيزو تقدموا بإدعاءات بأنه تحرش بهم.
كان متهماً بأنه كان يجبر الأطفال على شرب"عصير المسيح" - النبيذ في علب الكولا - ومشاهدة مجلات خلاعية في غرفة مخفية في حجرة نومه.
ضحاياه إدعوا بأن ملك البوب كان يمتع نفسه بحضورهم - وبأنه أًصر على تعليمهم كيف يفعلون ذلك بدورهم.
خلال محاكمة تلت هذه المرحلة وجدت المحكمة ان جاكسون لم يكن مذنباً في جميع الإتهاماتالتي وجهت له، لكن أصدقائه يروون بأن هذه التجربة دفعته للعيش في عزلة تامة.
ولدهشة تيري فإنه تلقى من جاكسون مكالمة في بداية هذا العام، شكى له خلالها بؤسه: "إتصل بي فجأة وقمنا بتصفية الأمور بيننا حول ما حصل في الماضي، وغفرت له ما حدث".
"قال لي بأنه يرزح تحت ضغط كبير مؤخرًا. وأعتقد بأنه كان ضائعًا، وبأنه رجل لم ينضج، وبقي حبيس حياة معذبة".
وقال لي بأن الناس كانوا يُجبرون على قول أشياء كانوا يندمون عليها لاحقاً. ولكنه أصر على أن حبه للأطفال كان بريئاً بشكل تام.
تيري قال أيضاً بأن جاكسون أبدى إهتماماً كبيراً بموقع كان قد أنشأه Gonetoosoon.org حيث يقوم الناس بكتابة نعي لأشخاص ماتوا مبكراً.
كان جاسكون قد زار الموقع وقال لتيري بأنه تأثر ببعض الرسائل التي قرأها هناك. وبأنها سببت له الحزن وهزت مشاعره.
ويكمل تيري:" لا أصدق بأنه توفى بعد ثلاثة أشهر من هذه المكالمة. بعد كل ماعاناه في حياته كنت أتخيل بأنه سيعيش الى الأبد. وانا حزين لرحيله".