أخبار

البابا فرنسيس افتتح مجمع اساقفة تاريخيا حول العائلة والزواج

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الفاتيكان: افتتح البابا فرنسيس الاحد في الفاتيكان في اجواء متوترة مجمع اساقفة (سينودس) حول الزواج والعائلة، وطالب الاساقفة بايجاد حلول مفتوحة ومرنة تتيح ضم اشخاص الى الكنيسة يعتبرون انفسهم مستبعدين مثل المطلقين& او المتزوجين اكثر من مرة او الذين يرتبطون بدون زواج.

وهذا السينودس الاول في حبرية البابا فرنسيس والذي يضم حوالى 200 اسقف ويستمر حتى 19 تشرين الاول/اكتوبر يعقد في جلسات مغلقة. وما يدل على صعوبة النقاشات، ان مداخلات المشاركين لن تنقل الى وسائل الاعلام.

ومن المرتقب ان يركز هذا السينودس على الهوة الكبيرة الفاصلة بين ما تقوله الكنيسة عن العائلة وما يفعله عشرات ملايين الكاثوليك.

وفي كاتدرائية القديس بطرس وجه البابا تحذيرا من استمرار الوضع القائم وذلك خلال القداس الافتتاحي لهذا السينودس "الاستثنائي".

وصلى عشرات الآلاف من الكاثوليك بينهم عائلات مع اطفالها مساء السبت في ساحة القديس بطرس مع البابا الارجنتيني من اجل نجاح هذا السينودس، وهم يمسكون آلاف الشموع التي اضيئت.

وقال البابا ان "الزواج هو ايقونة حب الله" وكذلك "عمل يدوي تصنعونه بايديكم"، مشيدا بمفهوم العائلة التقليدية التي قال انها "مدرسة لا مثيل لها في البشرية". وطلب من الاساقفة والكرادلة ان يتقنوا "الاصغاء" ويتفهموا الوقائع الجديدة اليوم.

وقال ان ثلاثة امور مطلوبة من المشاركين من اجل تحقيق نتائج ايجابية في السينودس الذي يمكن ان يفتح الطريق "لتجديد على طريقة القديس فرنسيس، للكنيسة والمجتمع". والامور الثلاثة هي "نعمة الاصغاء، والاستعداد لمواجهة جدية ومنفتحة واخوية" والرغبة في "التفكير دائما بيسوع المسيح".

ويشكل هذا "السينودس الاستثنائي" الذي سيستمر حتى 19 تشرين الاول/اكتوبر، الاختبار الدقيق الاول للبابا فرنسيس الذي يصر على عقد هذا اللقاء.

ومنذ انتخابه في آذار/مارس 2013، تحدث البابا فرنسيس عن "الجروح" التي تسببها انقسامات العائلات. وشبه وضع الكنيسة بمستشفى ميداني.

وقال ان "الجروح يجب ان تعالج برأفة، فالكنيسة ام" وليست "مكتبا للجمارك" يتحقق في مدى تطبيق القواعد، ملمحا بذلك الى العديد من المطلقين او الذين يعيشون معا خارج اطار الزواج والامهات العازبات.

لكن هذه المسائل لا تلقى اجماعا بين الاساقفة. وتثير مسألة المطلقين الذين يتزوجون من جديد اكبر الانقسامات.

وكان البابا فرنسيس احتفل في 14 ايلول/سبتمبر بزواج عشرين شابا وشابة كان عدد كبير منهم يعيشون مع بعضهم البعض الاخر من دون زواج. وقد بعث بذلك رسالة واضحة تؤكد حرصه على "الترحيب الودي" بهم ايا يكن الطريق الذي سلكوه.

وتطرق البابا ايضا الى الامهات العازبات والمتروكات وصعوبة الشعور الذي يواجهه اطفال هؤلاء النساء والعائلات المعاد تكوينها، بأن الكنيسة تحتضنهم. وستحتل هذه المسائل صدارة المواضيع المطروحة.

لكن الموضوع المركزي هو مكانة اعداد كبيرة من المطلقين الذين تزوجوا من جديد، في اطار الكنيسة. هل يمكن ان يسمح لهم بالمناولة؟ وكيف يسمح لهم بها، مع العلم انهم بزواجهم الجديد المدني ينتهكون احد الاسرار الالهية؟.

وقد بدأ التوتر خلال الشتاء باستمارة بعثت بها روما الى جميع الابرشيات.

واراد البابا الا تكون اي "من الحقائق الجديدة" (المساكنة خارج الزواج والثنائي المثلي مع اطفال، الخ.) محرمة. وكان هذا الموقف جديدا جدا، لكن من دون ان يعني ان الابرشيات توافق عليه. وكشفت الاجوبة الهوة الكبيرة بين توصيات الكنيسة وتصرفات المؤمنين.

&وازدادت حدة التوتر في مجمع الكرادلة الذي عقد في شباط/فبراير، عندما كلف البابا الكاردينال اللاهوتي الالماني فالتر كاسبر المعروف بانفتاحه على المطلقين الذين تزوجوا من جديد، عرض القضايا التي سيناقشها المجمع.

وشكل كتاب اصدره خمسة كرادلة محافظين يطالبون بألا يتغير شيء حول المطلقين الذين تزوجوا من جديد، نموذجا للنقاش الجاري. ويقال ان البابا لم يكن مسرورا.

ولا يرضي شكل المجمع الجميع ايضا، لأن المداخلات فيه ستتسم بالانضباط الشديد، ولأن المتزوجين والنساء والعلمانيين هم اقلية فيه.

ورغم ان زواج مثليي الجنس لا يشكل احد الجوانب التي تفكر فيها الكنيسة بتليين مواقفها، الا ان هذا الموضوع سيكون حاضرا في السينودس حيث يدعو اساقفة من دول متطورة على الاقل الى تقبل افضل لمثليي الجنس.

ويعقد مثليو جنس كاثوليك من الرجال والنساء اجتماعا في بورتيماو في البرتغال اعتبارا من الاثنين للمطالبة بان يسمع صوتهم واخذه بالاعتبار خلال السينودس.

وسيتحدث مئات الاساقفة وعشرات العلمانيين منهم اقلية من النساء في السينودس الذي سيليه بعد سنة مجمع آخر "عادي" يستطيع البابا ان يستخلص فيه على الارجح الاصلاحات او التحولات، لكن ليس قبل 2016.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس-تي في، قال ياكوفو سكاراموتسي الخبير في شؤون الفاتيكان في تي ام نيوز "ثمة اولئك الذين يتخوفون من ان يؤدي الانفتاح الى انهيار بنية العقيدة الكاثوليكية من جهة، ومن جهة اخرى الذين ينتظرون عمليات تجديد كبيرة والذين يمكن ان يصابوا بخيبة الامل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف