موضة الكتب المنشورة لتسوية حسابات مع الرئيس
هولاند العادي والمتقلب أفقد الرئاسة الفرنسية هيبتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
باريس: خطر ما يمكن أن تواجهه مؤسسة رئاسية في أي دولة هو فقدان هيبتها. وهذا ما يهدد المؤسسة الرئاسية الفرنسية ورئيسها فرانسوا هولاند، الذي يواجه تسوية حسابات شخصية وسياسية معه من قبل رفيقته السابقة، ووزيرتين سابقتين، ومستشار سابق.
صورة سلبية
أول التحديات كان كتاب فاليري تريرفيلر، رفيقة هولاند السابقة، الصادر في ايلول (سبتمبر) بعنوان "شكرًا على تلك اللحظة". فقد وقع هذا الكتاب وقوع الصدمة على الفرنسيين، إذ عرض صورة سلبية لهولاند في كواليس قصر الاليزيه، في تسوية لحسابات لم تشهد لها فرنسا مثيلًا من قبل.
وبعدها، كرت سبحة الكتب، بكتابين للوزيرتين السابقتين دلفين باتو، التي اقيلت في العام 2013، وسيسيل دوفلو التي استقالت في الربيع الماضي، وصل الامر بهما في الكتابين إلى حد مخاطبه هولاند مع رفع الكلفة، والكشف عن احاديث خاصة جرت معه.
حمل كتاب دوفلو العنوان "من الداخل... رحلة في بلاد الخيبة"، وحمل كتاب باتو العنوان "المتمردة"، وعبرتا فيهما عن خيبتهما من هولاند الذي خان مثله العليا اليسارية وقاعدته الشعبية والداعمين له.
كتاب مؤلم
تدنت شعبية هولاند إلى مستويات قياسية، مع بداية النصف الثاني من ولايته الرئاسية. وشعبيته مرشحة للمزيد من التقهقر مع نية اكيلينو موريل، احد اقرب مستشاريه السابقين، إصدار كتاب عن عمله مع الرئيس الفرنسي، وصفه بأنه سيكون "مؤلمًا". وقد طرد موريل في نيسان (ابريل) الماضي للاشتباه بقضية تضارب في المصالح.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير السياسي ستيفان روزيس قوله: "تندرج هذه الكتب تحت ظاهرة اجتماعية مرتبطة بفقدان الاحترام للمنصب الرئاسي، وفقدان الاهتمام العام، ويخلط الناس اليوم ما بين الشخص والمنصب من باب النرجسية، بدون رؤية الاضرار التي تلحق بالمنصب".
وندد الوزير السابق فيليب مارتين بما سماه "النزعة الفردية خلف هذا المنحى الادبي" الذي يسلكه زملاؤه السابقون. وقال: "كل من كان شخصية معروفة يريد أن يبقي ذكراه في الاذهان، حتى لو كلف ذلك انهيار البناء الجماعي، وإذا أردنا الحفاظ على مقام الجمهورية، علينا الا نسيء اليها".
زالت الهيبة
وصف العالم الاجتماعي آلان مرجييه هذه المؤلفات بأنها وجوه متعددة لظاهرة واحدة، هي نهاية نوع محدد من تجسيد السيادة، "حيث يتبدد الجسم الدستوري للرئيس ولا يبقى هناك سوى الجسم المادي، مفسحًا الطريق لعلاقات شخصية مع الرئيس تهيمن عليها السلبية والفضائحية".
وبحسب مرجييه، يشعر المقربون من هولاند انه من حقهم أن يثأروا من هولاند بمثل هذه الكتب، يتيحها زوال هيبة الرئاسة، "فسلطة رئيس الدولة باتت مطعونًا فيها على ضوء مكانة اوروبا المهيمنة في القرارات، وبفعل الوعي الذي تبلور مع الازمة المالية في العام 2008، بأن السلطة الفعلية هي بأيدي قوى مالية عالمية".
سلطة المنصب
ولا يبرئ روزيس الرئيس هولاند من المسؤولية عن فقدان هيبة الرئاسة، "باعتماده موقفًا اراده مناقضًا لسلوك سلفه اليميني الذي وصف بأنه نزق ومتغطرس، فبعد نيكولا ساركوزي الذي حط من مقام المنصب بشتمه مواطنًا فرنسيًا بادره بالقول 'اغرب من هنا ايها الاحمق الحقير'، اخطأ هولاند من جهته بتسخيفه المنصب من خلال مفهومه لرئاسة عادية، فالطابع العادي لا يليق بهيبة المنصب".
وعلق مرجييه على هذا الرأي قائلًا: "هولاند عاجز عن تجسيد سلطة المنصب التي ضعفت في الاساس، بسبب شخصيته المتقلبة، وبسبب أنه لم تعد هناك عقيدة اشتراكية".
&