اوكرانيا تختتم الحملة الانتخابية على خلفية نزاع مسلح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف: اختتمت اوكرانيا الجمعة الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة الاحد، والتي يتوقع ان يعزز خلالها الموالون للغرب، الذين انبثقوا من حركة الاحتجاج في وسط كييف، سلطتهم في اوج ازمة مع روسيا في الشرق الانفصالي.
وقال الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو في اخر جولة انتخابية "سنتمكن اخيرا من انتخاب برلمان موال لاوكرانيا، وليس مواليا لروسيا، مصمم على مكافحة الفساد ، بدلا من ان تنخره الرشاوي، ومؤيد لاوروبا". واضاف "علينا اصلاح البلاد (..) واصلاح الجيش، لانه مدمّر".
وتجري الانتخابات في فترة صعبة جدا لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الطامحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، والتي خسرت القرم في اذار/مارس، بعدما انضمت الى روسيا، وتواجه حركة تمرد مسلحة موالية للروس في حوض دونباس، في نزاع اوقع اكثر من 3700 قتيل منذ منتصف نيسان/ابريل. وفي جنيف، اعلنت مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين الجمعة ان اكثر من 824 الف شخص اضطروا لترك منازلهم في اوكرانيا بسبب النزاع منذ مطلع السنة.
وقالت المفوضية ان 430 الف شخص نزحوا داخل البلاد، فيما فر 387 الفا الى روسيا، وطلب 6600 اللجوء الى الاتحاد الاوروبي، و581 الى بيلاروسيا. واكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، الذي تعتبر حركته الاوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية، مساء الخميس في اوديسا، "لن يكون هناك نزاع معلق، لان دونباس لا يمكن ان تستمر بدون اوكرانيا".
وعملية السلام التي اطلقها الرئيس لم تكن كافية لوقف المعارك بشكل كامل، فيما يستعد الانفصاليون، الذين يسيطرون على قسم من منطقتي دونيتسك ولوغانسك، لتنظيم انتخاباتهم في 2 تشرين الثاني/نوفمبر. وتم التوصل الى وقف لاطلاق النار في مطلع ايلول/سبتمبر بين كييف والمتمردين بمشاركة روسيا، لكن معارك قوية تتواصل في بعض جيوب المقاومة، وتتسبب بمقتل مدنيين بشكل يومي تقريبًا.
وفي دونيتسك سمع دوي مدفعية الجمعة في منطقة المطار، احدى النقاط التي كانت محور المعارك في الاسابيع الماضية. وبحسب البلدية فان مصنعًا كيميائيًا متخصص في تدوير الذخائر كانت تشتعل فيه النار مساء اليوم. ويتوقع الانفصاليون والسلطات في كييف استئناف المعارك قريبًا حسبما قالوا لفرانس برس.
واعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تتهم كييف والغرب بلاده بدعم الانفصاليين في شرق اواكرنيا، عن خيبة امله الجمعة بسبب عدم رغبة السلطات الاوكرانية في "حل النزاع بوساطة الوسائل السلمية". من جهته قال الامين العام للحلف الاطلسي يانس ستولتنبرغ ان جنود وقوات نظامية روسية لا تزال موجودة في الاراضي الاوكرانية، داعيا موسكو الى سحبهم.
ودعا الرئيس بوروشنكو على حسابه على تويتر الاوكرانيين الى التصويت بكثافة "لانجاز تشكيل السلطة الجديدة، الذي بدأ في حزيران/يونيو" مع توليه مهامه خلفا للرئيس السابق فيكتور يانوكوفتيش، الذي فر الى روسيا منذ شباط/فبراير. وتتقدم كتلة الرئيس بترو بوروشنكو، الذي انتخب في ايار/مايو بوعد بارساء السلام في الشرق، في استطلاعات الرأي بنسبة اكثر من 30% من نوايا الاصوات، وبعده تنظيمات اخرى موالية للغرب.
ويامل الرئيس في تشكيل "غالبية دستورية" في ختام هذه الانتخابات، تتيح له القيام بالاصلاحات الضرورية في هذا البلد، الذي يشهد فسادا وانكماشا عميقا بسبب النزاع المسلح.
وللمرة الاولى في تاريخ اوكرانيا ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، يتوقع ان تهيمن على البرلمان كتلة موالية للغرب بسبب تصاعد المشاعر المناهضة لروسيا، فيما لن يتمكن حوالى 5 ملايين من اصل 36,5 مليون ناخب من التصويت، وهم المقيمون في القرم والمناطق المتمردة في دونباس، الذي يعتبر تقليديا مواليا للروس.
وعند اعلانه عن حل البرلمان، قال بوروشنكو ان ليس بامكانه ان يحكم مع مجلس نواب يدعم سلفه الرئيس المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفتيش، الذي تخلى عن اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي من اجل التقارب مع روسيا وقمع حركة الاحتجاج التي ادت في نهاية المطاف الى اسقاطه. وهو ينتقد ايضا قسما من النواب الـ450 الذي انتخبوا في 2012 لدعمهم الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا بحسب ما تقول كييف والغرب.
ويمكن ان يتجاوز تنظيمان من ورثة حزب المناطق، الذي كان يرئسه الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، "اوكرانيا قوية" و"كتلة المعارضة" عتبة الـ5% اللازمة لدخول البرلمان، لكن لا يتوقع ان يحظى الشيوعيون بتمثيل. والبرلمان الجديد يمكن ان يضم في المقابل صحافيين شبان وناشطين عدة برز دورهم خلال حركة الاحتجاج الهادفة الى التقارب مع اوروبا في ساحة الميدان في كييف، واصبحوا حاليا على لوائح ابرز التنظيمات، وكذلك متطوعين قاتلوا في الشرق، ويريدون اسماع "صوت الجبهة" في البرلمان.
وبعد الانتخابات التشريعية، ستكون المهمة الاولى لرئيس الدولة تشكيل تحالف متين قادر على اعتماد اجراءات التقشف الصعبة، التي يطالب بها المانحون الدوليون، وفي مقدمهم صندوق النقد الدولي والمفوضية الاوروبية. وحذر رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك الخميس من ان اوكرانيا يجب ان تسعى عند انتهاء الانتخابات التشريعية الى الحصول على مساعدة اضافية من صندوق النقد الدولي. وقال "يجب ان نشكل في اسرع وقت ممكن حكومة جديدة، وان ندعو بعثة من صندوق النقد الدولي". واضاف "نحن بحاجة الى المزيد من المساعدة".
ومع اقتراب فصل الشتاء، على كييف المحرومة من الغاز الروسي منذ حزيران/يونيو ان تحل ايضا بشكل طارئ الخلاف حول الغاز مع موسكو، الذي يمكن ان يعطل الامدادات الى اوروبا. في هذا السياق، دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الرئيس الروسي اثناء مكالمة هاتفية الجمعة الى التدخل للتوصل الى حل سريع للخلاف بين بلاده واوكرانيا بشان الغاز مع اقتراب فصل الشتاء.& واكدت ميركل كذلك ان الانتخابات المقبلة في شرق اوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا يجب ان تحترم قانون البلاد.
وبشان المحادثات التي تجري بوساطة الاتحاد الاوروبي لحل الخلاف المرير بين روسيا واوكرانيا حول سعر الغاز، دعت ميركل بوتين الى "تقديم الدعم الحاسم للبحث عن حل سريع قبل الشتاء". ومن المقرر ان يعقد اجتماع جديد في الاسبوع المقبل وسط مخاوف من ان توقف موسكو خلال الاشهر المقبلة امدادات الطاقة لاوروبا التي تحصل على ثلث امداداتها من الغاز الروسي يمر نصفها تقريبا عبر اوكرانيا.
&