مسؤول أميركي وصفه بـ(الجبان)
واشنطن تنأى بنفسها عن الإنتقادات القاسية الموجهة إلى نتانياهو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شهدت العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة المضطربة اساسًا مزيدًا من التأزم مع انتقادات قاسية وجهها مسؤول لم يذكر اسمه الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واصفا اياه بـ"الجبان" لكن واشنطن سرعان ما نأت بنفسها عن ذلك.
واشنطن: رغم اقرارهم بوجود خلافات مع نتانياهو، هاجم مسؤولون في الادارة الاميركية تعليقات مجهولة صادرة من صفوفهم تصف رئيس وزراء اسرائيل بأنه "جبان".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي ان هناك مسائل "نبدي قلقنا حيالها وخلافات ايضا" لكنها شدّدت على ان العلاقات بين البلدين "لا تزال قوية". واضافت ان "روابطنا الامنية لم تكن يوما اقوى مما هي عليه الآن كما ان العلاقات بين بلدينا راسخة تماما".
فقد نقل موقع "ذي اتلانتيك" الاخباري على الانترنت عن مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن اسمه وصفه نتانياهو "بالجبان". وتابع ان الامر"الوحيد الجيد في نتانياهو هو خوفه من شن حروب".
وقال& ان "الامر السيئ هو انه لن يقوم بأي شيء للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين او الدول العربية السنية. وهو مهتم فقط بحماية نفسه من الهزيمة السياسية.. انه لا يتمتع بالشجاعة".
وفي حين دعا كبار السياسيين الى تقديم اعتذار لنتانياهو والتحقيق& للكشف عن هوية الذي ادلى بهذه التعليقات، شدد المسؤولون في الادارة على انها لا تعكس افكار الرئيس باراك اوباما او العاملين في مكتبه.
وقال اليستر باسكي المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاربعاء ان هذه التصريحات "لا تعكس بالتأكيد موقف الادارة" الاميركية، معتبرا انها "في غير مكانها وغير بناءة". واضاف ان "رئيس الحكومة نتانياهو والرئيس اقاما شراكة فاعلة وهما على اتصال وثيق ومنتظم".
وتابع باسكي "من البديهي القول انه رغم العلاقات الوثيقة جدا بين الولايات المتحدة واسرائيل فنحن لا نتفق على كل المواضيع".
كما قلل المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست من اهمية الكلام المنسوب لمسؤول اميركي معتبرا انه لا يعكس "الآراء الشخصية لرئيس الولايات المتحدة".
وامام الحاح الصحافيين حول طبيعة العلاقة بين اوباما ونتانياهو قال المتحدث ايرنست ان الرئيس الاميركي "تحادث مع رئيس الحكومة نتانياهو اكثر مما تحدث مع اي قائد آخر" مشيدا بـ"العلاقات العميقة" بين البلدين.
والتعليقات كانت آخر حلقة في حرب الكلمات التي تضمنت تصريحات مهينة لمسؤولين اسرائيليين بحق الادارة الاميركية وخصوصا وزير الخارجية جون كيري.
وقد اضطر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الى الاعتذار في كانون الثاني/يناير الماضي بعد ان صرح ان كيري يبدو لديه "هوس غير مفهوم" بالتوصل الى اتفاق سلام.
وقد انهارت جهود كيري للتوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين في نيسان/ابريل الماضي بعد ان كشف الاسرائيليون عن مخططات لبناء المزيد من المستوطنات في ختام لقاء بين نتانياهو وكيري.
وفي حين تشدد واشنطن على انها مستمرة في تركيز جهودها للتوصل الى اتفاق سلام، يقول مراقبون ان الطرفين يفتقدان الى الحماسة اللازمة للعودة الى المسار بسبب التصريحات الحادة وغيرها من الانفعالات.
وسارع نتانياهو الى الرد على هذا الكلام امام البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) قائلا الاربعاء "لن اقدم تنازلات ستعرض دولتنا للخطر"، مؤكدا ان "مصالحنا العليا وعلى رأسها الامن ووحدة القدس لا تقف على رأس اولويات المصادر المجهولة التي تهاجمنا وتهاجمني شخصيا".
واعتبر نتانياهو ان "الهجوم علي جاء فقط لأنني أقوم بحماية دولة اسرائيل".
بدورها، قالت سوزان رايس مستشارة الامن القومي سعيا لتخفيف حدة التوتر مع اهم حلفاء واشنطن ان اوباما "ورئيس الحكومة نتانياهو يقيمان علاقة بناءة وفاعلة"، مضيفة ان "العلاقة بين البلدين اليوم اقوى مما كانت عليه في اي وقت مضى".
كما اعتبر السناتور جون ماكين وزميله لندسي غراهام انه اذا كانت العلاقات متوترة بين البلدين "فليس هناك اعذار لادارة اوباما كي تهين رئيس وزراء اسرائيل". واضافا "هذا لن يؤدي سوى الى الحاق الأذى بمصالح الأمن القومي الاميركي ويتعين على الرئيس اوباما وضع حد لذلك على الفور".
لكن بساكي قالت انه لن يكون هناك اعتذار عما ذكرته ذي اتلانتيك موضحة ان كيري سيتحدث الى نتانياهو.
وقد انتقد مسؤولون اميركيون اسرائيل الاسبوع الحالي بسب خطط بناء الف منزل جديد في القدس الشرقية معتبرين ذلك "لا يتوافق" مع هدف اسرائيل متابعة مفاوضات السلام.
واشارت ذي اتلانتيك الى تراكم خيبة الأمل الاميركية التي قد تكون بلغت درجة "سحب الغطاء الدبلوماسي" عن اسرائيل في الامم المتحدة.
الا ان بساكي رفضت التعليق على ما قد يحدث في مناقشات الامم المتحدة مستقبلا لكنها شددت على ان اسرائيل كررت مرارا رغبتها "في رؤية حل الدولتين".
وتابعت "يجب ان اقول بكل وضوح ان بعض الافعال (...) مثل الاعلان عن مستوطنات جديدة سيأتي بنتيجة معاكسة او مناقضة لذلك".