أخبار

تنامي قوة "داعش" بدأ يثير القلق في باكستان وافغانستان

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اسلام اباد: هل ستكون باكستان وافغانستان الهدف المقبل لتنظيم الدولة الاسلامية؟ في هذين البلدين اللذين يعتبران مهد طالبان والقاعدة بدأ التنظيم باغواء بعض الاسلاميين المتطرفين ما يثير المخاوف من احتمال انتشاره.

&فبعيدا عن "خلافته" في العراق وسوريا برز اسم تنظيم داعش مرات عدة في الاسابيع الاخيرة في هذين البلدين، مع توزيع منشورات تدعو الى الانضمام الى التنظيم في شمال غرب باكستان واعلان خمسة من قادة حركة طالبان الباكستانية وثلاثة قادة افغان من الصف المتوسط او المتواضع في هذه الحركة دعمهم للدولة الاسلامية المتطرف.&كذلك ظهرت شعارات مؤيدة للتنظيم على الجدران في مدن عدة خاصة في جامعة كابول حيث تم توقيف طلاب لهذا السبب.&وتشير المصادر التي توجهت وكالة فرانس برس اليها بالسؤال في الاسابيع الاخيرة الى انها ليست سوى مبادرات محلية ومحدودة، وتنظيم داعش ليس منتشرا في هذه المرحلة كشبكة في المنطقة.&لكن نجاحاته جعلت منه "القوة الرئيسية التي تستوحي منها جماعات اسلامية في المنطقة أكانت عنيفة ام غير عنيفة" على ما لفت امير رانا الاخصائي الباكستاني في المسائل الامنية.&وعبرت الحكومة الباكستانية في منتصف تشرين الاول/اكتوبر عن قلقها في مذكرة موجهة الى اجهزتها الامنية الداخلية جاء فيها "ان نجاحات تنظيم الدولة الاسلامية تشكل مصدر الهام خطر على باكستان حيث تنشط اكثر من مئتي مجموعة دينية".&وتأتي هذه المخاوف في وقت يبدو فيه ان الجيش نجح بعد هجماته الاخيرة في اضعاف عدوه الاول الداخلي بشكل كبير، اي المتمردين في حركة طالبان الباكستانية وحلفائهم في تنظيم القاعدة.&وقد انقسمت حركة طالبان الباكستانية منذ ذلك الحين الى فصائل متنازعة ما يغذي شائعة تشير الى سيطرة تنظيم داعش قريبا عليها.&وتقول حركة طالبان الباكستانية المتضامنة مع القاعدة وتنظيم داعش انها ارسلت اليهما في السنوات الاخيرة الف مقاتل لدعمهما في سوريا، وهو تقدير اكده مصدر حكومي باكستاني.&فان اراد يوما التوسع الى افغانستان وباكستان، البلد المسلم الوحيد الذي يمتلك السلاح النووي، سيتعين على التنظيم المتطرف تحدي طالبان والقاعدة او التفاهم معهما لكونهما الجبهة المتطرفة المهيمنة التي لا تعترف سوى بمرجع ديني واحد هو الملا عمر زعيم طالبان الافغان.&ولفت مسؤول طالباني افغاني كبير الى انه "لا يمكن ان يكون هناك سوى امير مؤمنين واحد وقد اختير فعلا"، رافضا سلطة زعيم داعش، ابوبكر البغدادي الذي اعلن نفسه "خليفة".&اما بالنسبة لقادة طالبان الباكستانيين الخمسة الذين انضموا الى تنظيم داعش، فقد فعلوا ذلك "لانهم يحتاجون للمال ويأملون الحصول على دعم مالي" على ما قال قائد اخر من طالبان. وهم ما زالوا ينتظرون ردا من داعش، لكنهم في الانتظار "يبقون موالين للملا عمر لانهم لا يستطيعون العيش بدون طالبان على الارض".&وفي الوقت الحاضر يحرص طالبان والقاعدة وتنظيم "داعش"على توخي الحذر وعدم انتقاد احدهما الاخر. اما تنظيم القاعدة الذي يشعر بتنامي المنافسة له في شبه القارة الهندية فقد اعلن مطلع ايلول/سبتمبر انشاء فرع جديد.&وكي يتوسع سيتعين على التنظيم ايضا القضم من سلطة الدول. وهي مهمة تعتبر مستحيلة اليوم في باكستان التي تمتلك جيشا قويا وناشطا في الوقت الحاضر في مواجهة الجهاديين.&لكن افغانستان تثير مزيدا من القلق. خاصة وان عددا من المراقبين يصفونها بانها حلقة ضعيفة لاسيما وان ولايتي كونار ونورستان الجبليتين في شمال شرق البلاد على الحدود مع باكستان تعتبران منذ زمن طويل ملجأ &للمتطرفين السلفيين، المتطرفين الاسلاميين الذين ينتمي اليهم تنظيما القاعدة وداعش.&ولفت امير رانا الى "مخاوف السلطات في رؤية تنظيم الدولة يعيد تجميع قواه مع حركة طالبان الباكستانية وحركات جهادية متطرفة اخرى مثل الحركة الاسلامية في اوزبكستان، ومنها يعبر جانبي الحدود". وتفيد مصادر متطابقة ان كونار تضم معسكرا للتدريب على الاقل مع مئات المقاتلين المقربين من تنظيم الدولة الاسلامية بينهم مقاتلون من الحركة الاسلامية في اوزبكستان، والقاعدة.&وقد يتمكن تنظيم داعش ايضا من اغواء شبان افغان وباكستانيين حتى بين الاكثر تعليما، من خلال دعايته الفعالة على شبكات التواصل الاجتماعي.&وفي هذا السياق اوضح طاهر اشرفي رئيس مجلس العلماء (شخصيات دينية) في باكستان المقرب من الحكومة لوكالة فرانس برس "ان الناس هنا يشكون من نقص العدالة ومن الفساد وعدم فعالية الولايات ويريدون الاستماع الى خطاب بديل. وتنظيم الدولة الاسلامية يحمل لهم ذلك ... ويغوي الشبان اكثر فاكثر".&لكن داعش يثير في نهاية المطاف تخوفا مباشرا حقيقيا في افغانستان وباكستان، لان اجندته المذهبية المعادية للشيعة التي تزيد في تفاقمها حروبه ضد الحكومتين العراقية والسورية، والاكثر تشددا من تنظيم القاعدة، لا تغذي اعمال العنف الطائفية في باكستان حيث سجلت ارقاما قياسية في السنوات الاخيرة.&وشهر محرم المقدس لدى الشيعة الذي انطلق الاسبوع الماضي مع مواكبه وسط تدابير امنية مشددة سيكون بمثابة الاختبار الاول.&ومساء الثلاثاء وقع اول هجوم في كراتشي بجنوب باكستان حيث تم القاء قنابل على مجموعة من الشيعة المتجمعين قرب مسجد مما ادى الى اصابة تسعة اشخاص بجروح. وقد توفي احدهم متأثرا باصابته وهو طفل لا يتجاوز عمره السنة ونصف السنة.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف