الشتائم خبز السياسيين اليومي في لبنان!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في جلسة التمديد الأخيرة لمجلس النواب أطلق كل من النائب خالد الضاهر ورياض رحال العنان لألفاظ غير لائقة تنم عن مستوى غير مقبول للسياسيين في لبنان حيث باتت الشتائم خبزهم اليومي.
بيروت: تقدم المحامي خالد مرعب بصفته أحد المشاركين في الحراك المدني للمحاسبة بدعوى جزائية لدى النيابة العامة في الشمال ضد النائب المدّد لنفسه رياض رحال بجرم ذم و قدح، وذلك على خلفية استخدامه كلمات نابية لوصف المشاركين في الحراك المدني ضد التمديد.
وذكر مرعب عبر حسابه على فايسبوك أن رحال اتصل به محاولاً ثنيه عن التقدم بالشكوى كون ما قاله هو ردة فعل على رشق موكبه بالبندورة، مشيرًا إلى أنه شخصيًا ضد التمديد و لكنه كان مرغمًا عليه. وأكد مرعب أن الحصانة النيابية لا تطبق بحالة المدعى عليه رحال عملاً بالمادة&40 من الدستور اللبناني كون الجرم مشهود و عملاً بالمادة&39 لا تشمل الحصانة الجرم الذي ارتكبه.
وكان رحال قد سُئل خلال جلسة التمديد للمجلس النيابي عن رأيه بالحراك الاحتجاجي الدائر خارج مجلس النواب رفضًا للتمديد، فرد بكلامات نابية.
من جهة أخرى وخلال دردشة مع الصحافيين في مجلس النواب صرح النائب خالد الضاهر على هامش الجلسة بالقول :"يللي ما بحب يحكي معي لأجري"، وذلك عقب سؤاله عما اذا كان نواب كتلة "المستقبل" قد تحدثوا إليه أثناء الجلسة، وسأل أحد الصحافيين النائب خالد الضاهر "لماذا لا تحضر جلسات كتلة المستقبل؟"، فأجاب الضاهر: أمس كنت في الاجتماع.
وتوجهت صحافية أخرى للضاهر بالقول إن نواب المستقبل لم يقتربوا منك أثناء الجلسة وكانوا يتحدثون مع بعضهم وأنت جالس لوحدك، فردّ الضاهر: "النواب حضروا قبلي وانا وصلت متأخرا"، وأضاف:"تكلموا معي جميعهم وحياتك وأنا كنت في اجتماع الكتلة طمنوا بالكم"، وتابع: "بعدين يللي ما بحب يحكي معي لأجري".
أمر غير مقبول
بين لـ"إجري" للنائب الضاهر و"شي بخري" للنائب رحال تقول المحللة الاجتماعية رندة فاخوري لـ"إيلاف" إن المستوى البذيء الذي توصل إليه النواب هو أمر غير مقبول، خصوصًا أن هؤلاء أي النواب يمثلون الأمة، وليست المرة الأولى التي يتلفظ بها نواب لبنان بكلمات بذيئة فسابقًا سمعناهم يصفون بعضهم بالكلاب خصوصًا مع تنامي موجة الردح والسباب إلى السجال النيابي اللبناني، وهذا ينبىء بانتهاء الحياة السياسية بمعناها السامي في لبنان، فالسياسة أصلاً تعني الخدمة العامة، وتسيير أعمال المواطنين الذين انتخبوا النواب ليمثلوهم وليس لكي يتحملوا السباب والشتائم منهم.
ظروف الحرب
ومن المعروف تضيف فاخوري "أن ظروف الحرب المتلاحقة في لبنان منذ 1975 أدت إلى الابتعاد عن القيم الأساسية في الأخلاق كلغة التخاطب والتوجّه إلى الآخر بحيث باتت لغة الشتائم والعنف من القاموس اليومي& لدى بعض السياسيين.
وبات طبيعيًا سماع لغة تخوين "الآخر" الذي لا يوافق غيره الرأي، بينما هذا "الآخر" هو الشريك في الوطن، مع ما يستتبع ذلك من نتائج في التحليل تؤدي إلى تبني العنف والسعي إلى إلغاء الآخر كنتيجة منطقية، لا بل ضرورية، لحل المشاكل السياسية، وهذا التقليد العنفي في لغة السياسيين في لبنان ليس بجديد.
خطاب يعبّر عن مأزق
وتتابع: "الخطاب السياسي السائد في لبنان اليوم يعبّر عن مأزق أصحابه ورؤاهم، كما يعبّر عن جزء من المأزق الوطني العام، فمن يريد البناء السياسي لا يلجأ إطلاقًا إلى لغة السباب والشتائم التي يلجأ إليها البعض، فتسيء إلى المواطن وصاحبها، بالإضافة إلى ضررها الأكيد في إشعال الشارع البسيط وتفجير عصبياته، ولهذا كله تحصل "اشتباكات" لا يستفيد منها سوى الخارج ومصالحه.
وقد حفلت لغة السياسيين بتعابير "القرد"، "الطلاق"، "من تحت زنّاري"، "وسرمايتي سوا"، "الأفعى"، "كشتبنجي" و"أنصاف الرجال"، كلمات كثيرة صارت جزءًا من لغة شريحة واسعة من السياسيين اللبنانيين، وهي لغة تلعب بعض وسائل الإعلام دورًا في ترويجها سواء أرادت ذلك أم لم ترد، من دون الأخذ في الاعتبار مصلحة الوطن والمواطنين، والقواعد الأخلاقية الصحيحة والصحيّة للتخاطب، ومدى إنعكاس ذلك على "شوارع" تئن تحت وطأة الأزمات المعيشية وفقدان الوطنية والأمل.
نواب لا يمثلون الشعب
ماذا يقول المواطن العادي عن موجة السباب والشتائم التي يتلفظ بها السياسي؟ لا يستغرب ماجد صليبا أن يتلفظ السياسيون بتلك الألفاظ لأن من مدد لنفسه قادر أن يقوم بشتى الأمور النابية والمنافية للأخلاق، ويوافقه عادل أبو خليل الأمر ويضيف: "هم نواب بالأصل لا يمثلوننا فكيف اليوم وهم يطلقون السباب والشتائم؟ هم بالأصل يمثلون أنفسهم ويعبرون عن أنفسهم، ويا ليت الشعب اللبناني يكون واعيًا في المستقبل ولا ينتخبهم مجددًا، بل يأتي بطبقة أخرى مختلفة عنهم، طبقة من الأكاديميين والتكنوقراط المثقفين.
رنا ديراني تقول إن لغة الشتائم خبز السياسي اليومي فنحن نراهم على شاشات التلفزيون كيف يفقدون أعصابهم وينهالون بالشتائم على كل من يختلف معهم بالرأي، ولا تستغرب أبدًا ما تفوه به النائب رحال وكذلك النائب ضاهر وغيرهما من النواب اللبنانيين.
&
التعليقات
نائب يستخدم عبارات رديئة
عجيبة هذه اللغة -خلال دردشة مع الصحفيين في مجلس النواب صرح النائب خالد الضاهر على هامش الجلسة التي انعقدت اليوم، بالقول :”يللي ما بحب يحكي معي لأجري”، وذلك عقب سؤاله عما اذا كان نواب كتلة “المستقبل” قد تحدثوا اليه أثناء الجلسة. وسأل احد الصحافيين النائب خالد الضاهر “لماذا تحضر لا جلسات كتلة المستقبل؟”، فأجاب الضاهر: أمس كنت في الاجتماع. وتوجهت صحافية أخرى للضاهر بالقول ان نواب المستقبل لم يقتربوا منك اثناء الجلسة وكانوا يتحدثون مع بعضهم وانت جالس لوحدك، فردّ الضاهر: “النواب حضروا قبلي وانا وصلت متأخراً”. وقال: “تكلموا معي جميعهم وحياتك وانا كنت في اجتماع الكتلة طمنوا بالكم”، واضاف: “بعدين يللي ما بحب يحكي معي لأجري.
بالهوا سوا ..!
علي -بالطبع " اصحاب السعادة " ليسوا " بضاعة " مستوردة من السويد أو الدنمارك .. إنهم من هنا وال" هنا " أختارهم ممثلين عنه .. ولو كان " هنا " إنتخابات لأنتخب ال " هنا " نفس الأسماء والوجوه ولا تنسوا " المذاهب " أيضاً .. أعتقد أن التمديد يعود ببعض الخسائر على ال" هنا " من حيث البخشيش الذي توفره عادة فترة الحملات الأنتخابية ، وغير ذلك لا أعتقد بأن التمديد له مضار أو فوائد .. على أي حال هذا آخر مجلس لهذه الجمهورية .. وكما سبق وقلنا أن مشروع الشرق الأوسط الجديد ( دويلات دينية وطائفية وأثنية متصارعة من لبنان حتى باكستان ) هو في طريقه للتحقق وبنجاح منقطع النظير .. وهذه الجمهورية ستصبح بضع " إمارات " متصارعة .. على أن اللغة نفسها ستبقى سائدة في الأمارات العتيدة ..لأن ال " هنا " لا يمكن أن يصبح " هناك" ..