العنف في القدس يثير قلق الإسرائيليين ويعيد ذكريات الانتفاضة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: تثير معاودة الهجمات قلق الاسرائيليين في القدس، وتوقظ ذكرى الانتفاضة الاخيرة، ما يدفع بعضهم الى الحد من تنقلاتهم، في حين يؤكد آخرون انهم مصممون على مواجهة هذا التحدي.
وتقول راحلي الحامل في شهرها الثامن انها تخلت عن استخدام "قطار الخوف"، مشيرة بذلك الى ترامواي القدس، الذي قام فلسطينيان بدهس مشاة بالقرب منه، مما ادى الى مقتل اربعة اشخاص. واضافت وهي تواصل سيرها في شارع يافا: "آخر مرة ركبت فيها الترامواي بقيت مسمرة في ابعد مكان ممكن عن الطرق، وفي رأسي صور سيارة قد تصدمنا او حتى انفجار. انه ضغط نفسي كبير. افضل المشي".
هذا الشارع التجاري في وسط القدس مخصص للمشاة منذ بدء تشغيل الترامواي قبل ثلاث سنوات. وحاليا تقوم وحدة من القوات الخاصة في الشرطة الاسرائيلية (ياسام) بدوريات ذهابا وايابا فيه، واحيانا مرات عدة في الدقيقة الواحدة.
يعوّل هؤلاء العناصر الذين يرتدون السترات الواقية من الرصاص، ويركبون دراجات نارية على وجودهم لردع اي عملية ممكنة. والامر الآخر الجديد في المكان هو كتل الاسمنت، التي يبلغ طولها مترا وعرضها مترا، حول كل محطة للترامواي لمنع وقوع هجمات جديدة بسيارات. ورأى قادة اسرائيليون ان هذه الكتل تشكل "اعترافا بالخوف". وقد قام بعض الاشخاص بتلوينها مثل مكعب "روبيك"، ربما رغبة منهم في الاشارة الى هذه المعضلة الامنية، التي يفترض ان يركز القادة الامنيون عليها لاسابيع، ان لم يكن لاشهر.
وبعدما يعبر وسط المدينة، يسير الترامواي بمحاذاة الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية العربية، التي احتلتها اسرائيل وضمتها في 1967. وعندها تفرغ العربات فجأة. فالركاب الاسرائيليون ينزلون منه، ويستقلون حافلات خوفا من تعرّضها للشرق بالحجارة، كما يحدث كل يوم في المقطع الاكثر سخونة. وفجأة يدرك يوني بينما كان متوجها الى الجامعة العبرية، ويقرأ في كتاب، انه اصبح شبه وحيد في العربة. وقال "هذا ما يريده الفلسطينيون ان نعيش في حالة خوف". لكن حتى الآن، ما زالت المقاهي والمطاعم والمراكز التجارية ممتلئة.
وفي مطعم للبيتزا في شارع بن يهودا، الذي شهد سلسلة هجمات انتحارية خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، اختارت الشابة الفلسطينية عهد طاولة منعزلة لتناول الغداء. وقالت "نشعر بالعدوانية.. نلمسها من النظرات الى عمليات التفتيش العدوانية جدا في المراكز التجارية".
وتكشف عودة حراس خاصين عرفوا باسم "السترات الصفراء" ومكلفين تفتيش الحقائب عند مداخل بعض المراكز، عن تغيير في الاجراءات الروتينية. وفي مواجهة هذه التغييرات التي لا اسم لها، وان كان البعض يتحدث عن "انتفاضة ثالثة"، قرر بعض سكان القدس ان يتسلحوا.
فيوناتان البائع في محل تجاري متخصص بالفائض العسكري وادوات الدفاع عن النفس، يواجه طلبا هائلا. ويقول "نفذت في الايام الماضي كل مخزوناتنا من بخاخات الفلفل السلعة الاكثر شعبية التي تسمح بالتسبب في عمى معتد في شعاع يتراوح بين متر وثلاثة امتار". ويضيف "نبيع ايضا هراوات، وهناك زيادة في الطلب على المسدسات الصاعقة"، مشيرا الى ان "تلك التي نبيعها اضعف من التي تملكها الشرطة".
ويدرك الجنود الاسرائيليون المسلحون برشاشاتهم التقليدية من طراز ام-16 انهم اهداف مفضلة، ويؤكدون انهم لا يشعرون بالامان. وقال زئيف الجندي الشاب الذي كان يرتدي سترة تغطي بزته، مع صديقته خلال عطلة "تلقينا تعليمات من قادتنا بينها ان لا نتجول في الشوارع مع سماعات للموسيقى وان نبقى متيقظين". واضاف "انا لا ارتدي السترة لاخفي بزتي، بل لانني اشعر بالبرد".
&