الباجي قائد السبسي الخصم الأول للاسلاميين في تونس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: الباجي قائد السبسي (87 عاما) مؤسس حزب "نداء تونس" (يمين الوسط) الفائز بالانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر/تشرين الاول 2014، والأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية الأحد، هو محام وسياسي مخضرم يعتبر الخصم الاول للاسلاميين.
ويعتبر قائد السبسي المولود سنة 1926 من رموز نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس بين 1956 و1987، وقد تولى في عهده العديد من المناصب بينها وزارات الداخلية والدفاع والخارجية.
كما تولى في بداية عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي منصب رئيس مجلس النواب بين 1990 و1191 وشغل حتى 2003 عضوية اللجنة المركزية لحزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم في عهد بن علي.&
مطلع شباط/فبراير 2011، عاد قائد السبسي الى السياسة التي هجرها قبل عشرين عاما بعدما تم تعيينه رئيسا للحكومة خلفا للمستقيل محمد الغنوشي. وبقي في هذا المنصب حتى نهاية 2011 تاريخ تسلم حركة النهضة الاسلامية الحكم إثر فوزها في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر/تشرين الاول 2011.
وكانت تلك أول انتخابات حرة وديموقراطية في تاريخ تونس. أسس الباجي قائد السبسي في& 2012 حزب "نداء تونس" الذي فرض نفسه سريعا على الساحة السياسية كأكبر خصم علماني لحركة النهضة الاسلامية.
ومنذ تأسيس الحزب، دأب قائد السبسي على توجيه انتقادات لاذعة للاسلاميين الذين وصفهم بـ"الرجعيين" و"الظلاميين" وبأنهم "أكبر خطر على تونس"، أكثر البلدان العربية انفتاحا على الغرب. وقال في تصريح صحافي "نريد دولة متطورة في القرن 21، ويفصلنا 14 قرنا عن هؤلاء الناس (الاسلاميين)".
واعتذر قائد السبسي في وقت سابق، للتونسيين عما اعتبره "خطأ ارتكبه" عندما زكى قبل انتخابات 2011، اسلاميي حركة النهضة لدى الرئيس الامريكي باراك أوباما. ونهاية أكتوبر/تشرين الاول الماضي، قال ان عودته الى السياسة في سن متقدمة تهدف الى "إصلاح ذاك الخطأ".
وذكر بأنه أبلغ أوباما عند زيارته الى الولايات المتحدة في 2011 بأن "الاسلام لا يتعارض مع الديمقراطية" وأن حزب النهضة التونسي "ليس مثل الاخرين". وغيّر قائد السبسي موقفه من حركة النهضة بعد وصولها الى الحكم، بسبب ما اعتبره "تراخيا" منها في التعامل مع عنف المجموعات الاسلامية المتطرفة بعد الثورة.
وقال في مقابلته مع تلفزيون "الحوار" التونسي "كوّنا نداء تونس من أجل خلق التوازن (مع الاسلاميين) في المشهد السياسي (..) ونجحنا في هذا الامر". ويضم حزب نداء تونس& نقابيين ويساريين ومنتمين سابقين إلى حزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم في عهد بن علي الذي حكم تونس بين 1987 و2011.
وتم حلّ هذا الحزب بقرار قضائي في مارس 2011. وتقول المعارضة إن نداء تونس "تجمع جديد" وان قائد السبسي من "أزلام" نظام بن علي، محذرة من عودة "الاستبداد". وقال قائد السبسي انه لم يضمّ الى حزبه مسؤولين تولوا حقائب وزارية في عهد بن علي أو "التجمّعيين الذين عندهم مشكلة مع القضاء".
وصرح قائد السبسي لفرانس برس بأن المنتمين السابقين لحزب التجمع "يبقون مواطنين (..) ولهم حق المشاركة في الحياة السياسية لبلادنا. وحرمانهم من هذا الحق يشبه انتزاع الجنسية منهم". ويرى مراقبون ان تونس دخلت منذ تأسيس نداء تونس في مرحلة استقطاب ثنائي "خطيرة" بين الاسلاميين والعلمانيين.
وفي 2012 تعرضت اجتماعات للحزب إلى هجمات نسبها إلى موالين لحركة النهضة والى "رابطات حماية الثورة" التي يقول ان حركة النهضة اسستها لقمع معارضيها. وفي 18 تشرين الأول/اكتوبر من العام نفسه، قُتِل لطفي نقض منسق نداء تونس في تطاوين (جنوب) في حادثة وصفها الباجي قائد السبسي بأنها "أول عملية اغتيال سياسي بعد الثورة".
وواجه قائد السبسي بعد تأسيسه نداء تونس، اتهامات بتعذيب المعارضين "اليوسفيين" عند توليه وزارة الداخلية زمن بورقيبه. وقد أقام معارضون دعوى قضائية ضده في 2012 من أجل التعذيب وهي تهمة نفاها عن نفسه.
واليوسفيون هم انصار الزعيم الوطني التونسي صالح بن يوسف الذي كان مع بورقيبة من ابرز قادة الحركة الوطنية قبل ان يختلف معه في منتصف الخمسينات حول الموقف من قبول "الحكم الذاتي" كما راى بورقيبة، او رفْضِه كما راى بن يوسف، ما احدث انقساما خطيرا تاريخيا في البلاد.
وفي 2013& نزل حزب نداء تونس بثقله في احتجاجات وتظاهرات طالبت بالاطاحة بحكومة "الترويكا" التي كانت تقودها حركة النهضة، وذلك إثر اغتيال قيادي معارض للاسلاميين في حادثة هي الثانية خلال اقل من عام، ومقتل عناصر من الامن والجيش في هجمات نسبتها السلطات الى "ارهابيين".
ودخلت تونس بعد عملية الاغتيال الثانية، ازمة سياسية حادة انتهت مطلع 2014 بتخلي حكومة "الترويكا" التي تقودها حركة النهضة عن السلطة لحكومة غير حزبية وذلك بموجب خارطة طريق طرحتها المركزية النقابية القوية لاخراج البلاد من الأزمة السياسية.
ينتقد معارضو نداء تونس تقدم الباجي قائد السبسي في السن ويقولون انه لا يمثل الثورة التي قادها الشباب التونسي، في حين يصفه مؤيدون بـ"رجل دولة يمكن ان يفيد البلاد بخبرته السياسية". وخلال الفترة التي قضاها رئيسا للحكومة، توترت علاقة السبسي بالإعلام، وبنقابات الامن التي تاسست بعد الثورة بعدما وصف بعض مسؤوليها بـ"القردة".
&