أخبار

شرق اوكرانيا يترقب وصول الشتاء وسط الدمار

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كييف: إنه في الثانية والستين، لكنه يبدو اكبر من عمره بعشر سنوات، ويبذل مجهودا شاقا لحراثة الارض القاتمة في ستيبانيفكا، إحدى قرى شرق اوكرانيا الذي دمرت الحرب نصف مناطقه. ومع اقتراب الشتاء، يقول فيتالي "سأزرع شيئا في الربيع اذا بقيت حيا".

&ولا يزال منزله صامدا، لكنه يحمل آثار المعارك العنيفة التي حصدت عشرات القتلى هذا الصيف &بين الجيش الاوكراني والمتمردين الموالين لروسيا، في هذه القرية التائهة وسط الحقول العقيمة التي يظللها الضباب.&ويقول هذا الستيني الذي كان يتكىء على مجرفته ويحدق بعينيه الثاقبتين ببيته الصغير الابيض، ان "كل شيء يحتاج الى اعادة اعمار في هذا البيت".&فقد انهار قسم من السطح وجزء من الجدار الذي لم تفلح محاولته للتعويض عنه بقطعة صفيح صدئة "تحسبا للثلوج"، وغلق النوافذ بأغطية بلاستيكية.&وعمد هذا المزارع الذي يرتدي سترة مرقطة الى جمع الحطب لتدفئة "الغرف السليمة" التي ينوي الاقامة فيها.&وبين رؤوس الشمندر المشقفة وأغلفة القذائف، تتكوم اسلاك الكهرباء وسط قطعة الارض التي يملكها. وعلى غرار ثلث سكان هذه القرية التي تضم 1300 شخص، ما زال يعاني انقطاع التيار الكهربائي.&وتتدنى الحرارة هنا الى ما دون 20 في الشتاء، وقد بلغت الان 2 تحت الصفر.&وقالت زيمالينا (16 عاما) التي تعيش مع اهلها في منزل استثنته القذائف "تسلمنا ثيابا دافئة ومواد غذائية" قدمتها جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد. وقد وعدها المتمردون الموالون لروسيا باعطائها "الفحم مجانا". ويكثر الفحم في منطقة دونباس المشهورة بهذه المادة التي يتم استخراجها منها منذ ذ50 سنة.&وفي ستيبانيفكا، لا تزال اثار المعركة الكثيفة خلال الصيف ماثلة للعيان في كل زاوية، حيث تتعفن اكوام اغلفة الرصاص والقذائف المتآكلة والاليات المدمرة.&ولم يأت نصف السكان بعد لمعاينة الاضرار. ويسعى آخرون لم تتطاير منازلهم الى تصليح ما يمكن تصليحه.&ويثبت احد العمال، في المدرسة التي دمرها القصف المدفعي، غرفة تتكدس فيها اللوازم والكتب التي امكن الحفاظ عليها.&وفي بعض الشوارع البعيدة، يعمد تقنيون ارسلتهم جمهورية دونيتسك كما يقولون، الى إيصال التيار الكهربائي الى منزل صغير تسكنه سيدة عجوز كانت تراقبهم وهي تتمسك بيدها المرتجفة بدرابزون مهتز.&وكانت رايسا سافشينكو التي تضع حول عنقها وشاحا وتعتمر قبعة من الصوف، واغمضت عينيها بضع ثوان لاحتساب عمرها البالغ 67 عاما، هربت من المعارك. وبصوت متهدج قالت لدى عودتها ان بيتها بات "بلا نوافذ وبلا سطح" وان "السقف قد انهار". &&وقد جاء احد ابنائها خصيصا من روسيا للاهتمام بأعمال التصليح والترميم.&وتغمر رائحة البطاطس التي تغلي في القدر، ما تبقى من المنزل حيث يتراكم البخار على الواح الزجاج القذرة.&وتتكدس في الغرف مؤن للشتاء، كالملفوف والعنب والجوز والقدور الزجاجية المليئة بالخيار المكبوس. واعربت عن ارتياحها بالقول "لدي كميات من الفحم ايضا".&اما يوري بوزيشنكو فيجلس منهارا امام منزله الذي لم تلحق به الحرب مع ذلك اضرارا. فهو يبكي "كل يوم" ابنه سيرغي الذي قتل اواخر تموز/يوليو خلال هجوم للجيش الاوكراني.&وكان سيرغي يريد في ذلك اليوم الانتقال بسيارته الى مكان آمن. لكن قناصا اطلق عليه رصاصة استقرت في قلبه.&وقال هذا العجوز الذي لم تعد تؤثر فيه الرياح الجليدية في ستيبانيفكا، "كان يحاول الوقوف، لكنه لم يتمكن من ذلك. لفظ انفاسه بين ذراعي خلال خمس او عشر دقائق".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف