السيسي في إيطاليا وفرنسا بحثًا عن الاستثمار ومكافحة الإرهاب

في أول زيارة إلى أوروبا، يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من خلال&&زيارته إلى إيطاليا وفرنسا إلى تعزيز التعاون الإقتصادي، وجذب الإستثمارات إلى بلاده، بالإضافة إلى تعزيز التعاون العسكري، وتنويع مصادر تسليح الجيش.

القاهرة: بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جولة أوروبية هي الأولى له منذ توليه الحكم في نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي. ويزور العاصمة الإيطالية روما لمدة يومين، ويتوجه بعدها إلى العاصمة الفرنسية باريس، وتأتي زيارة السيسي لكل من إيطاليا وفرنسا، في إطار تعزيز التعاون الإقتصادي وجذب استثمارات جديدة من البلدين، لا سيما أنهما يمثلان أكبر شريكين تجاريين لمصر.

التقى السيسي في زيارته إلى روما الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، كما اجتمع برئيس الوزراء ماتيو رينزي، وبحث السيسي سبل التعاون الإقتصادي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الديمقراطية في مصر واستكمال خارطة الطريق.

وقال رينزي في تصريحات صحافية: "إيطاليا بصفتها رئيسة للإتحاد الأوروبي مقتنعة بالكامل أن المتوسط ليس حدوده أوروبا إنما قبلها، وان مصر يجب ان تعتبر بمثابة شريك استراتيجي لمواجهة مشاكل المنطقة".

وأضاف "من الواضح انه اذا توصلنا الى استقرار المنطقة، فسيكون من السهل علينا ان نعمل على استقرار الهجرة"، لافتا في الوقت نفسه الى انه اذا كانت ايطاليا استقبلت 150 الف مهاجر هذه السنة، فان على مصر ان تدير من جهتها شؤون "خمسة ملايين لاجئ".

الحوار بين الأديان

كما التقى السيسي البابا فرنسيس، وناقشا الحرب على الإرهاب، والحوار بين الأديان، وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن "الرئيس أعرب عن التقدير والاحترام الذى يكنه للبابا فرنسيس، مؤكدا أهمية استئناف الحوار بين الفاتيكان والأزهر الشريف فى ضوء دقة المرحلة الحالية وما تستوجبه من تكاتف الجانبين لتعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب وترسيخ قيم تقبل الآخر".

وأضاف يوسف: أشاد الرئيس السيسي بمواقف بابا الفاتيكان والجهود التى يبذلها من أجل الدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنساني، والتى تُعد أهدافاً مشتركة تفسح المجال بشكل أوسع لتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين الجانبين، ونشر الفكر التنويرى المعتدل، ومواجهة الأفكار المغلوطة التى تسعى إلى هدم المجتمعات".

ولفت إلى أن "الرئيس عقد لقاءً بعد ذلك مع الكاردينال "بيترو بارولين" أمين سر الفاتيكان، والذى أشاد بالدستور المصرى الجديد الذى تم إقراره فى يناير 2014 وما تضمنه من ضمانات للحقوق والحريات، معربًا عن تقديره للإشارة إلى رحلة العائلة المقدسة فى مصر فى ديباجة الدستور الجديد".

جذب الاستثمارات

ويلتقي السيسي اليوم الثلاثاء، مجموعة من رؤساء الشركات الكبرى ورجال الأعمال الإيطاليين، لبحث جذب الاستثمارات إلى مصر، وإطلاعهم على مشروع قناة السويس الجديد، وفرص الإستثمار فيه. ومن المقرر أن يزور السيسي فرنسا غداً الأربعاء، ويلتقي نظيره فرانسوا هولاند، إضافة إلى لقاءات خاصة مع وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين.

ويهدف السيسي من وراء الزيارة الأوروبية إلى جذب الإستثمارات الأجنبية إلى بلاده التي تمر بأزمة إقتصادية خانقة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون العسكري، لا سيما مع فرنسا.

وقال السفير مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف" إن الزيارة إلى إيطاليا لها أربعة أهداف محددة، موضحاً أن الهدف الأول تعزيز التعاون التجاري، وجذب الاستثمارات إلى مصر، لا سيما أن إيطاليا تعتبر من أكبر شركاء مصر التجاريين في العالم.

ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في الربع الأول من العام الحالي 1.3 مليار يورو، وتعمل 879 شركة إيطالية في مصر، تنشط في مجالات الغزل والنسيج والأغذية والصناعات التحويلية، والمنتجات الزراعية.

مكافحة الإرهاب.. وليبيا

ولفت عبد العزيز إلى أن الهدف الثاني يتمثل في مكافحة الإرهاب، ودعم جهود مصر في حربها ضد الإرهاب، بهدف تحقيق الإستقرار في المنطقة. ونبّه إلى أن الهدف الثالث من الزيارة إلى إيطاليا هو بحث المسألة الليبية، لا سيما أن إيطاليا لديها مصالح إقتصادية ضخمة وتعتبر من جيران ليبيا.

وأفاد بأن الرئيس يسعى إلى التنسيق مع روما بشأن السيطرة على الأوضاع في ليبيا والحرب ضد الجماعات المسلحة فيها، ودعم الحكومة الليبية وإعادة بناء الجيش الليبي وباقي مؤسسات الدولة.

وفي ما يخص الهدف الرابع من الزيارة إلى إيطاليا قال عبد العزيز، إن السيسي يسعى إلى استئناف الحوار مع الفاتيكان، من أجل تعزيز الحوار بين الأديان لمواجهة موجات التطرف التي تضرب المنطقة، وغيرها من مناطق العالم، مشيراً إلى أن لقاء السيسي مع البابا فرنسيس، سوف يسهم في دعم التسامح بين معتنقي مختلف الأديان.

أهمية زيارة فرنسا

تعتبر فرنسا شريكاً إستيراتيجياً لمصر، ومن هنا تأتي أهمية زيارة السيسي المرتقبة غداً الأربعاء إلى العاصمة باريس، وقال السفير جمال شكري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف" إن السيسي يسعى من وراء زيارته لباريس ولقاءاته المتوقعة مع الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الدفاع ورجال الأعمال الفرنسيين إلى تحقيق حزمة من الأهداف السياسية والإقتصادية. وأوضح أن الهدف الأول اقتصادي، وسوف يعقد اجتماعات مكثفة مع رجال أعمال ومسؤولين رسميين في هذا المجال.

وأضاف أن فرنسا تعتبر شريكا اقتصاديا مهما لمصر، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عامي 2013 و2014، بلغ 4.3 مليارات يورو، ويبلغ حجم الصادرات الفرنسية لمصر 1.3 مليار يورو، وحجم الصادرات المصرية لفرنسا 1.2 مليار يورو، وتعمل 82 شركة فرنسية في مصر، في مجالات الصناعات الغذائية والغزل والنسيج والإلكترونيات والتنقيب عن البترول.

ونبه إلى أن السيسي يسعى أيضاً إلى الحصول على دعم فرنسا في مجال الحرب على الإرهاب، وتعزيز التعاون بين البلدين بشأن الأزمة الليبية، إضافة إلى التشاور السياسي بشأن مختلف القضايا السياسية في العالم، ومنها القضية الفلسطينية أيضاً.

وذكر أن زيارة الرئيس المصري إلى فرنسا تهدف كذلك إلى تعزيز التعاون العسكري مع باريس، في إطار خطة مصر لتنويع مصادر تسليح الجيش، ولفت إلى أن جدول السيسي يتضمن لقاء وزير الدفاع الفرنسي، وعقد لقاءات مشتركة بين قادة الجيشين المصري والفرنسي على هامش الزيارة.

وأعلن السيسي أنه يتطلع إلى عقد صفقات عسكرية مع فرنسا، وقال في مقابلة مع قناة فرانس 24، إن العلاقات العسكرية بين البلدين ليست وليدة اليوم، فمصر لديها طائرات ميراج 5 وميراج 2000 الفرنسية بالإضافة إلى صواريخ الكروتال التى تعمل ضمن نظام الدفاع الجوى وأسلحة الميلان المضادة للدبابات، مشيرًا إلى أن مصر لها علاقات تعاون عسكرى مع فرنسا منذ سنوات طويلة، وأنه حريص على استمرار هذه العلاقات.

وذكر أن عقد صفقات جديدة بين البلدين مرتبط بمدى ما يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر فى ظل الظروف الراهنة، وتفهمها للمطالب الأمنية لمصر بما يتناسب مع ظروفنا الاقتصادية الحالية، وقال: "مدى استعداد فرنسا لتقديم تسهيلات لنا هو الاعتبار الذى سيحكم إبرام صفقات من عدمه".