أخبار

أوباما: لا أمة مثالية لكننا نواجه ماضينا بشجاعة

العالم يدين تعذيب أميركا ويدعو إلى ملاحقات قضائية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تزايدت الدعوات الأربعاء في الولايات المتحدة والعالم إلى رفع دعاوى قضائية بعد الكشف عن استخدام التعذيب من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وإن كان من غير المرجح أن تسلك إدارة أوباما هذا الطريق. خصوصًا أن الرئيس الأميركي اعتبر أنه "لا توجد امة مثالية ولكن إحدى نقاط قوتنا تتمثل في مواجهة عيوبنا لتغييرها لاحقًا".

واشنطن: في الوقت الذي اطلع فيه الاميركيون على التقرير الدامغ لمجلس الشيوخ الاميركي عن استخدام التعذيب في استجواب العشرات من المعتقلين في سجون السي اي ايه نبهت وزارة العدل مسبقا الى ان هذا الملف قد اغلق.

واوضح مسؤول في وزارة العدل، طالبا عدم ذكر اسمه، انه "لا توجد اي معلومات جديدة" في التقرير الذي نشر الثلاثاء عن تلك الواردة في "التحقيق المعمق" الذي جرى عام 2009. وقال "اننا على قرارنا الاول بعدم رفع دعاوى جنائية". الا ان المعلومات التي تضمنها تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ اثارت ردود فعل مستنكرة في العالم مع مطالبة واشنطن بالتحرك ازاء هذا الامر.

برلين: ضربة للديمقراطية
برلين نددت بـ"انتهاك خطير للقيم الديموقراطية"، كما اكد وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير في حديث ينشر الخميس. واعتبر الاتحاد الاوروبي ان هذه المعلومات "تثير تساؤلات مهمة بشأن انتهاك حقوق الانسان من قبل السلطات الاميركية والعاملين في وكالة الاستخبارات"، كما علقت المتحدثة باسم الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الاوروبي كاترين راي.

من جانبه قال مقرر الامم المتحدة لحقوق الانسان بن امرسون ان "المسؤولين عن هذه المؤامرة الاجرامية يجب ان يحالوا الى القضاء". واعرب الرئيس الافغاني الجديد اشرف غني عن استنكاره منددًا بـ"اعمال غير انسانية" لمسؤولي المخابرات الاميركية، اثارت "دائرة مفرغة" من العنف في خضم اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وايران التي تواجه بانتظام تنديدا في الامم المتحدة لعدم احترامها حقوق الانسان، وصفت في تغريدة على تويتر الولايات المتحدة بانها "رمز الطغيان على البشرية".

ليتوانيا تتحمل مسؤولياتها
واعلنت الرئاسة الليتوانية الاربعاء ان ليتوانيا على استعداد "لتحمل مسؤوليتها" اذا كانت بلادها استضافت مركزا للاستجواب تابعا لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)، وذلك في تعليقها على المعلومات التي وردت في تقرير لمجلس الشيوخ الاميركي وتكشف الوسائل التي استخدمتها الوكالة في التحقيقات. وقالت الرئيسة داليا غريبوسكايتي في بيان "اذا تبين ان المعلومة صحيحة، فان ليتوانيا ستتحمل مسؤوليتها".

واعتبر ادوارد سنودن الذي كشف معلومات سرية عن حجم برنامج المراقبة الاميركي الاربعاء ان اساليب التعذيب التي استخدمتها الاستخبارات الاميركية، وكشفت في تقرير نشر الثلاثاء، "جرائم لا تغتفر"، وذلك في مؤتمر صحافي بالفيديو في باريس. وصرح المستشار السابق لوكالة الامن القومي الاميركية "الامور التي فعلناها جرائم لا تغتفر". وهذا حديث سنودن الاول في فرنسا، وذلك في اتصال بالفيديو معه في موسكو، بدعوة من منظمة العفو الدولية.

يصف التقرير كيف كان يتم تقييد المعتقلين لمدة ايام في غرف مظلمة، واغراقهم في مياه مثلجة، وحرمانهم من النوم لمدة اسبوع، مع تعرضهم للضرب والتعذيب النفسي. وجرى تهديد احد المعتقلين بآلة ثقب كهربائية وخضع خمسة منهم على الاقل "لتغذية قسرية". السي.اي.ايه، التي تعترض على نتائج التقرير، متهمة ايضا باخضاع 39 معتقلا لتقنيات استجواب شديدة القسوة بعضها لا تقره السلطة التنفيذية.

أوباما: لا أمة مثالية
تعليقا على ذلك قال باراك اوباما "لا توجد امة مثالية"، مضيفا "لكن احدى نقاط قوة اميركا تتمثل في رغبتنا في ان نواجه صراحة ماضينا، وان نواجه عيوبنا ونجري التغيير لتحسين انفسنا".

واعتبر احد مهندسي هذا البرنامج الطبيب النفساني جيمس ميتشل ردا على سؤال لشبكة فايس للمعلومات، ان "ذلك يبدو له وكانه لا يدرك ابدا ان صفع خالد شيخ محمد (العقل المدبر لاعتداءات الحادي شعر من ايلول/سبتمبر) هو امر سيء، لكن توجيه صاروخ هلفاير على نزهة عائلية وقتل كل الاطفال (...) هو امر جيد". اتحاد الحريات الاميركية اعتبر ان "التراث الذي سيتركه اوباما في مجال حقوق الانسان لاميركا والعالم يتوقف على الطريقة التي سيحقق بها العدالة للذين تعرضوا للتعذيب".

ردا على ذلك قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست الاربعاء "ليس رئيس الولايات المتحدة هو الذي يجب ان يجري تحقيقا جنائيا بشان تصرفات شخص يعمل في السي.اي.ايه، هذه مسؤولية المدعي الفدرالي". وحثت منظمات عدة للدفاع عن حقوق الانسان ومحامون واشنطن على اجراء محاسبة عن هذه الاعمال ومحاكمة مسؤولي السي.اي.ايه المشاركين في هذا البرنامج.

هيومن رايتس وكيدج: للتحقيق
وقال كينيث روث مدير هيومن رايتس ووتش "يجب عدم وضع تقرير مجلس الشيوخ على الرف او في اسطوانة مدمجة، لكنه يجب ان يستخدم كاساس لتحقيق جنائي بشان استخدام وسائل تعذيب من قبل مسؤولين اميركيين". كما دعت منظمة "كيدج" البريطانية للدفاع عن حقوق الانسان الى ملاحقات قضائية، مؤكدة انه "توجد في هذا التقرير ادلة دامغة تبرر رفع دعاوى قضائية".

ديفيد نيفن محامي خالد شيخ محمد احد الذي تعرّض لاشد صنوف التعذيب، حسب تقرير مجلس الشيوخ، اعرب لفرانس برس عن الاسف لان "لا احد في الحكومة تحمل المسؤولية عن هذه الانتهاكات الواضحة للقانون الاميركي والدولي". واعتبر اتحاد الحريات الاميركية انه باتخاذ بعض الاجراءات الفورية "يمكن لادارة اوروبا البدء في اصلاح التجاوزات التي ارتكبت باسمنا" مطالبة بتعيين مدعي عام خاص.

لا مبررات
وكتبت مديرة الاتحاد هينا شمسي في مقال نشرته النيويورك تايمز الاربعاء انه "مازال من الممكن رفع دعاوى قضائية". واوضح المسؤول الاميركي نفسه انه بعد تحقيقين اجراهما المدعي الفدرالي جون دورهان عام 2009 تخلت وزارة العدل عن اقامة اي ملاحقة قضائية، لان "الادلة غير كافية للحصول على ادانة لا تشوبها شكوك منطقية".

واضاف ان "تحقيقنا يقتصر على معرفة ما اذا كانت جرائم يمكن ملاحقتها قد ارتكبت". الا ان مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان زيد الحسين اعتبر ان "اتفاقية التعذيب شديدة الوضوح. ولا توجد اي ظروف استثنائية يمكن ان تبرر التعذيب".

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الديمقراطية الخادعة
محمد -

وصمة عار في جبين راعية الديمقراطية في العصر الحديث، 26 شخصاً تم إلقاء القبض عليهم دون تهم موجهة ولا حتى دليل. المضحك في الأمر، أن التقرير صدر في نفس اليوم الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهي الحقوق التي صدّقت عليها الولايات المتحدة، ولطالما تشدّقت بالمحافظة عليها وتطبيقها، ومحاولة تصديرها لجميع الأمم، وهو الأمر الذي يثير الريبة والتوجس حول التزام الدول الكبرى بالمواثيق العالمية، وأن كل ما يوقع عليه يطبق على أرض الواقع، وهذا ما لم نره من خلال تقرير الكونغرس الأخير. إن تقرير الكونغرس الأخير تضمن انتهاكات وجرائم ممنهجة، تصنف على أنها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وهو الأمر الذي أكده المدعي العام السابق لسجن غوانتانامو، فمن خلال القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، يتضح لنا أن الولايات الأميركية لم تطبق أي بند من البنود التي أوصى بها مؤتمر الأمم المتحدة الأول في جنيف عام 1955 م، بل إن الولايات المتحدة (كما أكد التقرير)، قامت باعتقال أكثر من 26 شخصاً دون توجيه أي تهم لهم، ودون أي جريمة، بل إنهم عذبوا دون أي سبب واضح. إن حرمان السجين من أبسط حقوقه وتعذيبه بطريقة قاسية ولا إنسانية، يعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية مناهضة التعذيب التي اعتمدتها الجمعية العامة سنة 1984 م، وهي نفسها الاتفاقية التي تروج لها الولايات المتحدة الدول العربية عبر منظماتها الحقوقية التي تعمل تحت مظلة وكالة الاستخبارات الأميركية، فعلى سبيل المثال ذكر تقرير «هيومن رايتس ووتش».

الديمقراطية الخادعة
محمد -

وصمة عار في جبين راعية الديمقراطية في العصر الحديث، 26 شخصاً تم إلقاء القبض عليهم دون تهم موجهة ولا حتى دليل. المضحك في الأمر، أن التقرير صدر في نفس اليوم الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهي الحقوق التي صدّقت عليها الولايات المتحدة، ولطالما تشدّقت بالمحافظة عليها وتطبيقها، ومحاولة تصديرها لجميع الأمم، وهو الأمر الذي يثير الريبة والتوجس حول التزام الدول الكبرى بالمواثيق العالمية، وأن كل ما يوقع عليه يطبق على أرض الواقع، وهذا ما لم نره من خلال تقرير الكونغرس الأخير. إن تقرير الكونغرس الأخير تضمن انتهاكات وجرائم ممنهجة، تصنف على أنها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وهو الأمر الذي أكده المدعي العام السابق لسجن غوانتانامو، فمن خلال القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، يتضح لنا أن الولايات الأميركية لم تطبق أي بند من البنود التي أوصى بها مؤتمر الأمم المتحدة الأول في جنيف عام 1955 م، بل إن الولايات المتحدة (كما أكد التقرير)، قامت باعتقال أكثر من 26 شخصاً دون توجيه أي تهم لهم، ودون أي جريمة، بل إنهم عذبوا دون أي سبب واضح. إن حرمان السجين من أبسط حقوقه وتعذيبه بطريقة قاسية ولا إنسانية، يعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية مناهضة التعذيب التي اعتمدتها الجمعية العامة سنة 1984 م، وهي نفسها الاتفاقية التي تروج لها الولايات المتحدة الدول العربية عبر منظماتها الحقوقية التي تعمل تحت مظلة وكالة الاستخبارات الأميركية، فعلى سبيل المثال ذكر تقرير «هيومن رايتس ووتش».