أخبار

تضارب أنباء حول وقف تونس عبور مواطنيها إلى ليبيا

حفتر يسعى للسيطرة على معبر رأس جدير الحدودي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تخوض قوات العقيد الليبي خليفة حفتر معارك ضارية على معبر رأس الجدير الحدودي مع تونس للسيطرة عليه، وتسود حالة من القلق في تونس مع تصاعد المعارك على حدودها وبدت مستعدة للسيناريو الأسوأ.

تونس: استهدفت قوات اللواء الليبي خليفة حفتر يوم الأحد 14 ديسمبر/كانون الأول معبر رأس الجدير الحدودي مع تونس، ما استدعى إيقاف حركة العبور في الاتجاهين احتياطيًا، حسب ما ذكرت تقارير تونسية وليبية.

وإثر القصف في المناطق المجاورة للحدود، جرى منع التونسيين من التوجه إلى الأراضي الليبية كإجراء وقائي، فيما توقفت الحركة بالمعبر في الاتجاهين. ويأتي هذا القصف بعد انتهاء المهلة التي حددها حفتر لتسليم المعبر الحدودي سلمياً، حيث أنه سبق وأعلن أنه في حالة عدم تسليم مليشيا "فجر ليبيا" للمعبر بشكل سلمي خلال 24 ساعة سيتم الاشتباك معهم والسيطرة عليه بالقوة.

والمعبر شديد الاهمية للجانبين التونسي والليبي، فهو شريان الحياة الرئيسي الذي منه يعبر الليبيون إلى الجارة الغربية، ومنه يصل التموين الغذائي والطبي من تونس. وسبق أن قصفت قوات حفتر بالمروحيات الجمعة 5 ديسمبر/كانون الأول، معبر رأس الجدير، مما تسبب في إغلاقه وتعطيل حركة المرور.

كما شنت قوات تابعة للجيش الليبي الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول هجومًا على قوات تتبع "فجر ليبيا" متمركزة جنوب غربي منطقة أبوكماش القريبة من الحدود مع تونس. وذكرت مصادر إعلامية مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين في قصف جوي استهدف مبنى تابعاً لكتيبة أمنية مكلفة بحماية الجانب الليبي لمعبر رأس الجدير الحدودي.

إلى ذلك، اكد مصدر امني بمعبر رأس الجدير بمعتمدية بنقردان (محافظة مدنين) لمراسلة وكالة الأنباء الرسمية (وات) حصول قصف بمناطق بوكماش وبوابة الامن العام في التراب الليبي على بعد ما بين 9 و10 كيلومترات من المعبر، وهو ما&نجم عنه سقوط قتيلين ليبيين في حصيلة اولية.

وحسب شهود عيان من التونسيين العائدين لتوهم من ليبيا، فإن "القصف كان شديدًا حيث استعملت فيه الصواريخ والدبابات"، وهو ما ادى الى&سماع دوي هائل في بنقردان ومدينة جرجيس (خاصة من جهة الميناء). وحسب ما ذكره شهود العيان لمراسلة (وات)، فإن "بوابة الامن العام اصبحت تحت سيطرة الجيش الليبي الموالي لحكومة عبد الله الثني، وهو ما يرجح انسحاب قوات فجر ليبيا منها"، على حد قولهم.

ورفعت القوات الأمنية التونسية درجة الاستعداد والتأهب بالمعبر، حيث اكد العقيد مراد المحجوبي، امر الترتيبة الدفاعية بالجنوب الشرقي أن "كل الوحدات متمركزة بمواقعها في متابعة دقيقة وعن كثب للوضع دون وجود ما يبعث على الانشغال والقلق". واكد ان "حدودنا محمية بالقدر الكافي، ودرجة الجاهزية كبيرة للتصدي لأي طارئ" مضيفًا أن "التواجد انطلق من النقطة صفر (على الحدود)".

وتم على اثر القصف بالمناطق المتاخمة للحدود التونسية اتخاذ السلطات التونسية لقرار منع التونسيين من التحول نحو الاراضي الليبية، كاجراء وقائي من اجل سلامة ارواحهم، فيما شلت الحركة بالمعبر وتكاد تكون منعدمة في الاتجاهين (الليبي والتونسي). والسبت، قال مسؤولون إن ضربات جوية شنتها قوات موالية لحكومة ليبيا المعترف بها أصابت أهدافاً قرب ميناءي رأس لانوف والسدرة النفطيين بشرق البلاد لوقف تقدم قوة مناوئة.

وأخلى العمال ميناء السدرة أكبر ميناء تصدير في ليبيا وتزيد طاقته على 400 ألف برميل يوميًا. وهذه الاشتباكات، تأتي ضمن سياق صراع أوسع نطاقًا في البلاد بين حكومتين متنافستين متحالفتين مع فصائل مسلحة بشأن السيطرة على احتياطيات نفطية ضخمة في إطار الاضطرابات المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام بعد الإطاحة بمعمر القذافي.

واضطر عبد الله الثني رئيس الوزراء المعترف به للعمل من شرق البلاد بعد أن سيطرت جماعة "فجر ليبيا" على العاصمة في اغسطس آب الماضي وأقامت حكومة وبرلمانًا منفصلين. وقال القائد العسكري الميداني طارق اشنينة لرويترز إن قوات موالية لحكومة منافسة في طرابلس شنت عملية للاستيلاء على الميناءين وحقول نفط وطرد قوات اللواء السابق خليفة حفتر المتحالفة مع الثني.

17 قتيلًا في غرب طرابلس
ميدانيًا، قتل الأحد 17 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح في قصف جوي على بلدة& أبو كماش غرب العاصمة الليبية طرابلس قرب معبر راس جدير الحدودي مع تونس، فيما تجددت الاشتباكات قرب مرفأ السدرة النفطي شرق البلاد، بحسب ما أفاد قادة عسكريون. وقال مصدر عسكري أن 13 عنصرا تابعين لميليشيات فجر ليبيا قتلوا بينما جرح أكثر من عشرة آخرين خلال قصف جوي على نقطة أمنية كانت تسيطر عليها هذه الميليشيا في بلدة أبو كماش غرب العاصمة الليبية طرابلس قرب معبر راس جدير الحدودي مع تونس.

وأضاف أن مقاتلة تابعة لقوات اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة العسكرية نفذت الغارة الجوية لتمهد لتقدم القوات البرية الموالية للحكومة المعترف بها من الأسرة الدولية للسيطرة على معبر راس جدير الحدودي مع تونس. وأشار إلى أن وحدات برية تابعة لعملية الكرامة التي تبنتها رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي تقدمت من الزنتان (180 كلم جنوب) واشتبكت مع عناصر فجر ليبيا الموجودين في تلك المنطقة. وقررت السلطات التونسية بحسب هذا المسؤول العسكري الليبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، إغلاق المعبر موقتا تحسبا لأي طارئ.

وعلى الفور تبنت قوات حفتر العملية، في الوقت الذي قال فيه قائد سلاح الجو العميد صقر الجروشي "لا بد من عودة هذا المعبر لسيطرة القوات الحكومية تمهيدا لاستعادة العاصمة طرابلس من قبضة هذه الميليشيات الإسلامية".

مصريان قضيا
من جهته أكد علاء حاضورة رئيس الجالية المصرية في ليبيا إن اثنين من مواطنيه قتلا جراء الاشتباكات بينما اصيب أربعة آخرون بجروح متفاوتة. وأوضح حاضورة لفرانس برس أن القتيلين المصريين والجرحى كانوا يعملون بمحجر بمنطقة بو كماش على الجانب الليبي من معبر راس جدير، وكان عددهم نحو 25 عاملا.

وقال حاضورة إن كلا من "محمد السيد علي عامل 36 عاما، ووائل جمال حاسوبة 27 عاما وكلاهما من محافظة الدقهلية قتلا جراء الاشتباكات" لافتا إلى أن جثتيهما سترسلان إلى القاهرة بعد تسلمهما من مستشفى زوارة.

وأضاف أن أربعة آخرين أصيبوا بإصابات متفاوتة هم "حسين فهمي فتوح من محافظة دمياط مصاب بطلق ناري بالفخد، وياسر عبده حجاب من محافظة دمياط أيضا مصاب بطلق ناري في القدم، ومصطفى محمد عمر من محافظة المنوفية بتر بالذراع"، مشيرا إلى أن "محمد إبراهيم علي منجي من محافظة المنوفية اصيب بأربع طلقات نارية متفرقة بجسده وحالته خطرة".

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان انها "تتابع ما تواتر من أنباء عن مقتل وإصابة بعض المصريين نتيجة الاشتباكات الدائرة في غرب ليبيا بالقرب من الحدود مع تونس، وذلك بالتنسيق مع السلطات الليبية والأجهزة الأمنية المصرية المعنية وتقديم كل الخدمات القنصلية المطلوبة". ونقل البيان عن السفير عمرو معوض مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية تحذيره المصريين من عدم السفر إلى ليبيا في ظل الأوضاع غير المستقرة هناك.

أغلق.. لم يغلق
وقال إنه "في حالة السفر للضرورة القصوى، يتم ذلك بعد الحصول على تأشيرة دخول صادرة من السفارة الليبية في القاهرة، تجنبا لإمكانية تعرضهم للترحيل". وتضاربت الأنباء حول الجهة التي تسيطر على المعبر حاليا، فيما تعذر الاتصال باي مصادر مستقلة لتؤكد أو تنفي رواية الطرفين اللذين يؤكد كل منها سيطرته على المعبر. وميليشيات فجر ليبيا هي ائتلاف لاسلاميين يتحدر معظمهم من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) سيطروا على العاصمة طرابلس منذ اب/اغسطس الماضي ما اضطر البرلمان والحكومة المعترف بهما من الأسرة الدولية للجوء إلى شرق البلاد.

ومنذ ذلك الحين أعادت هذه الميليشيات الحياة إلى البرلمان المنتهية ولايته وأنشأت حكومة موازية، لكنهما لم يلقيا اعترافا دوليا، وتحاول مرارا السيطرة على مختلف المواقع الحيوية والإنتاجية لليبيا لحصد مكاسب واعترافات. في هذه الأثناء، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية وميليشيات فجر ليبيا التي حاولت مجددا الاحد الاستيلاء على ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي في شرق ليبيا، وهي أغنى مناطق البلاد بالنفط.

وقال مسؤول في جهاز حرس المنشآت النفطية في تلك المنطقة إن الاشتباكات تجددت بالقرب من ميناء السدرة النفطي أكبر مرافئ ليبيا النفطية. وما يعرف بمنطقة الهلال النفطي هي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس) تحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى احتوائها على مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا.

زحفًا نحو النفط
وأطلقت ميليشيات فجر ليبيا على عملية زحفها باتجاه "الهلال النفطي" اسم "عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية" قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته). ونقلت وكالة أنباء محلية موالية لهذه الميليشيات عن قائد "عملية الشروق" طارق شنينة قوله إن قواته تقدمت الاحد باتجاه ميناء السدرة النفطي الواقع قرب منطقة بن جواد (180 كلم شرق سرت).

وأشار إلى أن قواته باتت على مقربة من الميناء في حين اعلنت القوات الحكومية انها صدت هذا الهجوم مجددا بمساندة سلاح الجو، مؤكدة انها قتلت مسلحين اثنين على الاقل من القوة المهاجمة. ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الأمم المتحدة أنها سترعى حوارا ثانيا بين أطراف النزاع الليبي بغية حل الأزمة في البلاد التي تتنازع شرعيتها حكومتان وبرلمانان، في الوقت الذي قال فيه البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية في بيان إن "الهجوم على منشآت النفط يأتي للاستيلاء على مصادر تمويل للأنشطة الإرهابية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف