واشنطن لتغيير شامل في العلاقات مع كوبا

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده بصدد إجراء تغيير شامل في شأن العلاقات مع كوبا، وأنه يستعد ليكون أول وزير خارجية يزور هافانا منذ 60 عاماً.

نصر المجالي: قال جون كيري في بيان نشره موقع وزارة الخارجية الأميركية إنه في كانون الثاني (يناير) 2015، وكجزء من توجيهات الرئيس أوباما لمناقشة سبل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، سوف تسافر مساعدته لشؤون نصف الكرة الغربي روبرتا جاكوبسون، إلى هافانا كوبا لترأس البعثة الأميركية في الجولة القادمة من محادثات الهجرة بين الولايات المتحدة وكوبا.

وأضاف انه يتطلع قدمًا لأن "أكون وزير الخارجية الأول الذي يزور كوبا منذ 60 عامًا، وبناءً على توجيه من الرئيس أوباما، طلبت أيضًا من فريق عملي الشروع في إعادة النظر في تعريف كوبا بأنها دولة راعية للإرهاب".

وقال كيري في البيان: "كنت في السابعة عشرة من عمري حينما شاهدت على جهاز التلفزيون (بالأبيض والأسود آنذاك) عندما سمعت&للمرة الاولى&رئيسًا أميركيًا يتحدث عن كوبا ويصفها "بالجزيرة المسجونة".

ازدهار كوبا

وتابع عميد الدبلوماسية الأميركية "وعلى مدى خمسة عقود ونيف منذ ذلك الحين، ظلت سياستنا تجاه كوبا مجمدة فعليًا، ولم نفعل أي شيء يُذكر لتعزيز الازدهار والديمقراطية والاستقرار في كوبا. وهذه السياسة لم تفشل في تحقيق أهداف أميركا فحسب، إنما أدت فعلاً إلى عزل الولايات المتحدة بدلاً من عزل كوبا".

واشار كيري إلى أنه منذ العام 2009، شرَع الرئيس أوباما باتخاذ خطوات متقدمة لتغيير علاقتنا مع كوبا وتحسين حياة الشعب الكوبي من خلال تخفيف القيود على التحويلات المالية إلى كوبا وسفر العائلات. وعبر هذا الانفتاح الجديد، جعل الرئيس أوباما الولايات المتحدة تلتزم ببدء رسم مسار أكثر طموحًا إلى الأمام.

ونوّه وزير الخارجية الى انه "ابتداءً من أكثر من عشرين عامًا، رأيت بنفسي مباشرة ثلاثة رؤساء، رئيس جمهوري ورئيسان ديمقراطيان، يتعهدون ببذل جهد مماثل لتغيير علاقة الولايات المتحدة مع فيتنام. لم يكن ذلك الأمر سهلاً. ولم يكتمل حتى اليوم. إنما كان لا بد أن تكون البداية من نقطة ما، وقد نجح هذا الجهد".

على خطى فيتنام

وقال كيري: كما فعلنا مع فيتنام، فإن تغيير علاقتنا مع كوبا سوف يتطلب استثمارًا في الوقت والطاقة والموارد. كما تعكس خطوة اليوم أيضًا إيمانًا راسخًا بأن مخاطر وتكاليف محاولة عكس اتجاه التيار هي أقل بكثير من مخاطر وتكاليف البقاء عالقين داخل جدار إسمنتي أيديولوجي من صنعنا.

ونبه الوزير الأميركي إلى أن مسار العلاقات مع كوبا لن يكون خاليًا من مواجهة التحديات، إلا أنه لا يستند إلى مجرد القيام بقفزة لتحول المعتقدات، إنما أيضًا إلى القناعة بأنه أفضل وسيلة للمساعدة في تحقيق الحرية وتوفير الفرص للشعب الكوبي وتعزيز مصالح الأمن القومي الأميركي في الأميركيتين، بما في ذلك تعزيز الاستقرار الإقليمي والفرص الاقتصادية للشركات الأميركية.

وختم كيري قائلاً: في تطلعنا نحو المستقبل، ستبقى نقطة تركيزنا الحاسمة لزيادة انخراطنا مع كوبا مسلطة على تحسين احترام الحكومة الكوبية لحقوق الإنسان والدعوة إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية داخل كوبا.

وأكد أن تعزيز حرية التعبير وريادة الأعمال وإنشاء مجتمع مدني فعال من شأنه أن يقوي المجتمع الكوبي، وأن يساعد في إعادة انخراط كوبا في المجتمع الدولي.