أخبار

ذوو ضحايا تسونامي ما زالت تؤرقهم ذكرى مفقوديهم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تايلاند:&بعد عشرة اعوام على الموجة التي انتزعت وليدها من بين ذراعيها، ما زالت تستبد بالوالدة مي هتاي ذكرى ابنائها الثلاثة التي جرفهم تسونامي 2004، على غرار مئات آخرين من المهاجرين البورميين الذين تعذر التعرف الى جثثهم.

&ولا يعرف احد بالضبط عدد العمال المهاجرين الذين لاقوا مصرعهم في تسونامي 26 كانون الاول/ديسمبر 2004 الذي انقض على كثير من المناطق، منها الساحل الغربي لتايلاند. فقد كان القسم الاكبر منهم غير مسجل في الدوائر الرسمية، ولم يعد ذووهم لاستعادة جثثهم خشية تعرضهم للابعاد.&وتفيد تقديرات منظمة هيومن رايتس واتش ان الفي مهاجر اتوا من بورما المجاورة، قضوا على الارجح في ذلك اليوم، وهم اموات لم يلفتوا نظر احد تقريبا، فيما كانت الكاميرات مسلطة على السائحين الاجانب الذين جرفتهم الامواج على شواطىء المملكة.&وبين هؤلاء الضحايا المنسيين لمأساة اسفرت عما يزيد عن خمسة الاف قتيل في تايلاند، رضيع مي هتاي الذي كان عمره ثمانية ايام، وحال موته المبكر دون تسميته، واثنان آخران من ابنائها ووالدتها وابن اخيها.&ومي هتاي التي ابعدت بعد تسونامي مع 2500 مهاجر آخر، عادت بعد سنة للعمل في مصنع الاسماك في قرية الصيادين الصغيرة بان نام خيم في اقليم فانغ نغا الذي كان اكثر المناطق تأثرا بعواقب تسونامي في تايلاند.&وقالت "عندما انصرف الى العمل، استطيع ان انسى ما حصل"، ودلت الى المكان الذي كانت فيه عندما خطف البحر منها رضيعها.&واضافت "لكن عندما ارى العائلات الاخرى تتناول الطعام مع ابنائها، ينتابني حزن شديد ...".&ففي 2006، تبلغت مي هتاي التي نجا ولداها الكبيران من الكارثة، بالعثور على جثتي والدتها وابن اخيها نتيجة عملية تعرف واسعة غير مسبوقة شارك فيها اطباء شرعيون اتوا من جميع انحاء العالم.&وهذا التسونامي الذي اسفر عن اكثر من 220 الف قتيل في كل انحاء آسيا كما تقول الامم المتحدة، ما زال حتى الان واحدا من اسوأ الكوارث الطبيعية الناجمة عن هزة ارضية في اعماق المحيط الهندي.&واعيد اكثر من ثلاثة الاف جثة الى عائلاتها بعد التعرف اليها من خلال بصمات الاسنان او الاصابع او فحوص الحمض النووي الريبي (دي.ان.آي). لكن الابناء الثلاثة للوالدة مي هتاي ما زالوا ضائعين.&وقالت مي هتاي التي دهنت خديها بمسحوق تاناكا الاصفر الذي يستخدمه البورميون للحماية من اشعة الشمس، "هم احياء على الارجح، بما ان الاجهزة لم تعثر على جثثهم. يعيشون على الارجح مع عائلات اخرى. وقد يظهرون في احد الايام ... لذلك لا استطيع ان اغادر هذا المكان".&وما عدا لافتة صغيرة تدل باللغة التايلاندية الى المكان الذي يتيعن الاحتماء به لدى حصول تسونامي، قليلة هي البقايا التي تشهد هنا على ان المد البحري قد جرف نصف سكان هذه القرية الخمسة الاف.&فقد اعيد بناء المساكن المتواضعة التي يستأجرها العمال المهاجرون، وفي المرفأ يعمد العمال الى افراغ السمك من السفن ونقلها الى المصانع حيث يقوم العمال مثل مي هتاي بتوضيبها في مقابل عشرة دولارات في اليوم.&والبورميون الذين يناهز عددهم المليوني نسمة في تايلاند، يمثلون شريحة كبيرة من اليد العاملة المهاجرة المستخدمة بتكلفة هزيلة في قطاعات مثل الصيد والزراعة، ضمن ظروف غالبا ما تكون قاسية.&هتو شوت مدير منظمة "فاونديشن فور ادوكايشن اند دفيلوبمنت" غير الحكومية، التي تقدم مساعدة الى العمال المهاجرين البورميين المقيمين في المنطقة، يتذكر الصعوبة التي واجهتها الفرق المختصة في التعرف الى هويات الضحايا بعد العثور عليهم بلا اوراق ثبوتية لدى انحسار تسونامي. ويقول ان الاستمارات الادارية تخلو من اي معلومات عنهم.&واضاف ان "معظمهم فقدوا اقاربهم. ولم يشأوا العودة الى تايلاند للمطالبة بموتاهم".&وفي مدافن بانغ موانغ القريبة من بان نام خيم، دفنت 369 جثة، في ارض حمراء جافة من دون التعرف الى هوياتهم. وقد يكون معظمهم بورميين، كما تقول السلطات. ويرمز نصب تذكاري هو كناية عن نعش مفتوح الى استمرار المساعي للتعرف الى هوية المجهولين الذين قضوا في المأساة.&وحتى تشرين الثاني/نوفمبر، كان رفات راجان دورالي الخياط البورمي النيبالي الاصل، يرقد في هذه المدافن. وقد امكن التعرف الى هويته بعد سنتين على وفاته في تسونامي بفضل تجارب الحمض النووي الريبي (دي.ان.آي) مع شقيقته.&لكن الشرطة التايلاندية رفضت تسليمها الجثة لانها لم تتسلم الاوراق الثبوتية التي تؤكد انه بورمي، كما ذكرت الهيئة المحلية للبورميين النيباليين.&انذاك انصرفت الهيئة الى البحث عن ابناء الخياط الذين تمكنوا في النهاية من اقناع السلطات المختصة بحرق جثة والدهم في تشرين الثاني/نوفمبر بعد عشر سنوات على وفاته.&وقالت ابنته ديبا (20 عاما) التي تعمل حاضنة في المنطقة "لم اشعر اني احسن حالا. تتنازعني مشاعر الفرح والحزن في آن معا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف