قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد أن شهدت اوكرانيا الخميس أعنف يوم خلال أزمتها المستمرة منذ كانون الأول (ديسمبر)، أعلنت رئاستها اليوم عن التوصل الى اتفاق أولي بين السلطة والمعارضة والاتحاد الاوروبي وروسيا لإنهاء الأزمة.كييف: أعلنت الرئاسة الاوكرانية الجمعة التوصل الى اتفاق سياسي مع المعارضة، في معلومات لم يؤكدها الدبلوماسيون الاوروبيون ولا اعضاء المعارضة المشاركون في المفاوضات، غداة حمام دم في كييف. وقتل حوالى 77 شخصًا في مواجهات تجري منذ الثلاثاء في كييف حين اطلقت الشرطة النار بالرصاص الحي على متظاهرين، بحسب ما اعلنت السلطات.واوضحت الرئاسة في بيان بعد ليلة من المفاوضات بوساطة اوروبية وروسية أن "المفاوضات بين الرئيس فيكتور يانوكوفتيش ومسؤولي المعارضة، وممثلي الاتحاد الاوروبي وروسيا لحل الازمة السياسية ادت الى اتفاق سيوقع ظهراً (10:00 تغ)".وصرح دبلوماسي رفيع المستوى أن الوفود الاوروبية التي تجري مفاوضات من اجل ايجاد مخرج للازمة السياسية في اوكرانيا تتوقع توقيع "إتفاق موقت" اليوم الجمعة. وقال هذا المسؤول لصحافيين "نتوقع توقيع اتفاق موقت اليوم". وينص هذا الاتفاق على اجراء اصلاح دستوري بحلول ايلول (سبتمبر) واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في موعد ينبغي تحديده.مفاوضات صعبةوكان الوفد الالماني وصف المفاوضات صباح الجمعة بأنها "صعبة جدًا"، فيما صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من جهته أنه "لا يمكن قول أي شيء بشكل نهائي قبل الظهر".وعلى حسابه على تويتر كتب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي: "بعد مفاوضات استمرت طوال الليل، توقف النقاش عند الساعة 7:20". واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية مارسين فويشيشوفسكي لفرانس برس أن وزراء الخارجية الاوروبيين سيستأنفون محادثاتهم في كييف عند الظهر.وقال إنه بعد المفاوضات الماراتونية التي استمرت من الخميس وحتى الجمعة في كييف توقفت الآن على أن "يعقد لقاء مقبل بتمام الظهر (10:00 تغ). ولم تورد الرئاسة أي تفاصيل حول مضمون الاتفاق غير أن التلفزيون الاوكراني 1+1 ذكر أنه ينص على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في كانون الاول/ديسمبر وتشكيل حكومة ائتلافية في غضون عشرة ايام واصلاح دستوري خلال 48 ساعة.وإن كانت هذه الاجراءات المعلنة تستجيب لمطالب المعارضة اساساً، الا أنها تبدو اليوم غير كافية لتلبيتها، على ضوء اعمال العنف الاخيرة التي جرت. واعلنت المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو في تصريح نشر على موقع حزبها أن "ابعاد يانوكوفيتش فورًا والشروع بملاحقات بحقه بتهمة القتل الجماعي لمدنيين، يجب أن يكونا المطلب الوحيد للشعب والمعارضة والاسرة الدولية".وقضى وزراء خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير وبولندا وفرنسا قسماً كبيرًا من نهار الخميس وطوال ليل الخميس الجمعة في اجراء مفاوضات مع الرئيس يانوكوفيتش ومع قادة المعارضة الاوكرانية. ووصل ممثل عن الكرملين هو مندوب حقوق الانسان والدبلوماسي السابق فلاديمير لوكين ليلاً للانضمام الى المحادثات. واعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك عن تشكيكه قائلاً "إن تجاربنا تقول لنا إن الادارة الاوكرانية نادراً ما تفي بالالتزامات التي تقطعها". عقوباتوكان وزراء الخارجية الاوروبيون المجتمعون في بروكسل قرروا منع تأشيرات الدخول وتجميد ارصدة المسؤولين الاوكرانيين "الملطخة أيديهم بالدماء".كذلك توعدت واشنطن بفرض عقوبات على "المسؤولين الحكوميين المسؤولين عن اعمال العنف" في رسالة نقلها نائب الرئيس جو بايدن مباشرة الى الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش، فيما دعا وزير الخارجية جون كيري الى وضع حد لاعمال العنف و"القتل الجنوني".وانطلقت الحركة الاحتجاجية في اوكرانيا عند اعلان السلطة تعليق مفاوضات حول اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي لصالح تكثيف العلاقات الاقتصادية مع موسكو وعلى الاثر نزل آلاف المتظاهرين الى الشوارع في 21 تشرين الثاني (نوفمبر).على شفير الافلاسواوكرانيا على شفير الافلاس وقد وعدت روسيا بمنحها قرضاً بقيمة 15 مليار دولار وتخفيضًا كبيراً في سعر الغاز. وبعد ثلاثة اشهر وموجة أخيرة من اعمال العنف بات معظم المتظاهرين يطالبون برحيل الرئيس يانوكوفيتش.وارتفعت حصيلة المواجهات بين المتظاهرين والشرطة التي اطلقت النار بالرصاص الحي الى 77 قتيلاً منذ الثلاثاء، بحسب ارقام جديدة صادرة عن وزارة الصحة. وذكرت الوزارة ايضاً اصابة حوالى 577 شخصًا بينهم 369 نقلوا الى المستشفى.الحكومة تتهم متظاهرين باطلاق النار على الشرطة واتهمت وزارة الداخلية الاوكرانية متظاهرين بفتح النار صباح الجمعة على شرطيين اثناء محاولتهم خرق الطوق الامني في طريقهم الى البرلمان. وكتبت الوزارة في بيان أن "اطلاق النار متواصل" متهمة المتظاهرين "بانتهاك الهدنة". واضاف البيان أن "مثيري الشغب فتحوا النار على عناصر في الشرطة وحاولوا خرق الطوق في طريقهم" الى البرلمان.وكانت وزارة الداخلية اعلنت عن مقتل ثلاثة شرطيين الخميس لترتفع حصيلة قتلى قوات الامن منذ الثلاثاء الى 13 قتيلاً. وفي لفيف (غرب) افادت السلطات المحلية عن العثور على جثتي شرطيين من قوات مكافحة الشعب الخميس في ثكنة احترقت.وكان الوضع هادئاً صباح الجمعة في ساحة الميدان بوسط كييف التي يحتلها آلاف المعارضين ليانوكوفيتش منذ ثلاثة اشهر. وعادت الساحة تحت السيطرة التامة للمتظاهرين الذين يعززون الحواجز التي اقاموها في وسط المدينة ويستقدمون موادَّ غذائية والواحاً خشبية واطارات وزجاجات فارغة تستخدم لإعداد زجاجات حارقة. وتراجع الشرطيون بضع مئات الامتار الى الخلف.وتواجه مئات المتظاهرين الراديكاليين بالعصي والسلاسل المعدنية والحجارة وكذلك الزجاجات الحارقة وبعضهم يعتمر خوذات ويحمل دروعًا، مع قوات مكافحة الشغب التي ردت بالرصاص المطاط والقنابل المسيلة للدموع، وكذلك بالكلاشنيكوف.وقالت الطبيبة اولغا بوغوموليتس رداً على اسئلة القناة الخامسة الخاصة إن "المتظاهرين قتلوا بطريقة محترفة جدًا بنيران قناصة صوبوا على قلبهم أو رأسهم أو شريانهم السباتي".البابا والكرادلة يدعون إلى وقف العنف في أوكرانيا
دعا البابا فرنسيس والكرادلة في جميع انحاء العالم الجمعة الى "وقف كل اعمال العنف فورًا" في اوكرانيا، وفق تصريحات نقلها الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي. وعبّر البابا والكرادلة المجتمعون في الفاتيكان، عن "استيائهم" من "التطور الدراماتيكي للوضع" في اوكرانيا، مؤكدين انهم "يأملون في ان تتوقف كل اعمال العنف فورًا، ويعود الوئام والسلام".
واوكرانيا تضم مسيحيين ارثوذكس وآخرين تابعين للكنائس الكاثوليكية الشرقية مرتبطين بروما. وقد تأثر تاريخ اوكرانيا بشكل عميق بنزاعات بين المجموعتين، بعدما تعرّض الكاثوليك للاضطهاد في عهد الاتحاد السوفياتي. وقال البابا، الذي كان يتحدث امام الكرادلة، انه يرغب في "توجيه التحية، ليس بصفة شخصية فقط، بل باسم الجميع، الى الكاردينالين الاوكرانيين ماريان يافروسكي اسقف لفيف والكاردينال لوبومير هوسار اسقف كييف".
وفي الاجتماع نفسه المخصص للعائلات المسيحية في العالم، تحدث الكرادلة والبابا عن المسيحيين في دول تشهد نزاعات، وذكروا الذين يعانون في نيجيريا والسودان وافريقيا الوسطى وسوريا. وقال الاب لومباردي ان البابا والكرادلة عبّروا عن اسفهم، لان الكثير من النزاعات الجارية "توصف على ان طبيعتها دينية" بين المسيحيين والمسلمين، "بينما يتعلق الامر اولًا بجذور اتنية او سياسية او اقتصادية للنزاع". وذكر المجمع بالادانة الحازمة للكنيسة الكاثوليكية "لكل اعمال عنف ترتكب باسم الانتماء الديني".