أخبار

يقبل عليها الأثرياء والفقراء وأسعارها تتضاعف

الانفلات الأمني أنعش تجارة كلاب الحراسة في مصر

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بسبب الانفلات الأمني في مصر، وانتشار السرقات وقطع الطرق، يقبل المصريون على اقتناء كلاب الحراسة الشرسة، ما أنعش تجارتها.

القاهرة: منذ الإطاحة بحسني مبارك، يعاني المصريون من الفوضى وإنتشار السرقات وقطع الطرق، مع غياب الأجهزة الأمنية وانشغالها بتصفية الحسابات السياسية مع جماعة الإخوان المسلمين، وبمكافحة الإرهاب.

لم يجد المصريون سبيلًا لتحقيق أمنهم الشخصي وحماية ممتلكاتهم سوى اللجوء إلى كلاب الحراسة، وزاد الإقبال عليها بشكل ملحوظ. ولم يعد إقتناؤها مقصورًا على طبقة الأثرياء فقط، بل أصبح من ينتمون إلى الطبقة المتوسطة أيضًا يقبلون عليها، وبات رؤية الكلاب أمام المنازل أو داخل فنائها أو سماع نباحها من الأمور المعتادة في مصر، سواء بالمناطق الراقية أو المتوسطة.

ارتفاع اسعار الكلاب

زادت أعداد المحال التجارية التي تبيع كلاب الحراسة في مصر، وانخفض الإقبال على باقي الحيوانات الأليفة مثل القطط أو الزواحف أو الطيور أو أسماك الزينة، التي كانت مفضلة لدى المصريين في السابق.

وقال محمود علام، تاجر حيوانات أليفة بوسط القاهرة، لـ"إيلاف" إن حالة الفوضى والإنفلات الأمني في مصر ساهما في توجه المصريين نحو إقتناء كلاب الحراسة، مشيرًا إلى أنها أسعارها ارتفعت بما يتراوح بين 100 و150% مقارنة بعهد مبارك.

ولفت إلى أن أسعارها تتراوح ما بين 5 و 40 ألف جنيه، حسب نوع الكلب وشراسته والتدريب الذي تلقاه، "فسلالات كوكيجن وألاباي وروت وايلر تعد الأشهر في مصر ويتم إستيرادها من روسيا وألمانيا".

وأفاد بأن الأثرياء همالأكثر إقبالًا على شراء كلاب الحراسة، لاسيما من يقيمون على أطراف القاهرة مثل سكان التجمع الخامس والقاهرة الجديدة ومدينة نصر، وطريق المطار، أو بالمدن الجديدة مثل الشروق أو 6 أكتوبر أو المنصورية وطريق إسكندرية الصحراوي، منوهًا بأن تريبة كلب الحراسة تكلف ما يتراوح بين ألف وثلاثة آلاف جنيه مصري شهريًا. ويقدر عدد كلاب الحراسة التي دخلت مصر بنحو 150 ألف كلب حراسة منذ ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011.

حراسة وتجارة

لم يعد الإقبال على شراء كلاب الحراسة أو إقتنائها حكرًا على الطبقة الثرية في مصر، بل صار أصحاب الطبقة المتوسطة يقتنونها أيضًا، بل والطبقة الفقيرة. لكن الأخيرة تقتنيها بغرض الحراسة والتجارة في الوقت نفسه، وقال وليد الصعيدي، شاب يقيم في منطقة الجيزة الفقيرة، لـ"إيلاف" إنه يقتني أربعة كلاب على الأقل فوق سطح منزلهم، مشيرًا إلى أن لديه ثلاث إناث وذكرًا واحدًا.

ولفت إلى أن الغرض من ذلك حماية المنزل والتجارة، مشيرًا إلى أن الإناث تنجب الصغار، ويتولى هو عملية بيعها في الأسواق أو توريدها لمحال الحيوانات الأليفة. وأعتبر أنها تجارة مربحة جدًا، خصوصًا في ظل الإنفلات الأمني الذي يعاني منه المصريون.

ونشأت في مصر ظاهرة أسواق الكلاب، وهي لم تكن موجودة في الماضي القريب، وتعتبر مدينة وريف أرمنت بمحافظة الأقصر بالصعيد، سوقًا يقصدها التجار من شتى أنحاء الجمهورية، ويباع فيها نحو 450 كلبًا على الأقل، إسبوعيًا، ومنها كلب "الأرمنت" وهو سلالة مصرية أرخص ثمنًا من السلالات البلجيكية أو الألمانية، وتحظى بإقبال المصريين، لاسيما أن أسعارها تتراوح ما بين ألف وثلاثة آلاف جنيه.

مسابقات الكلاب

الإقبال على كلاب الحراسة أنتج ظاهرة أخرى وهي مسابقات الكلاب، ونظم فندق بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، مسابقة لأجمل كلب حراسة، أوائل شهر نيسان (أبريل) الماضي، وفاز باللقب كلب من نوع "ورت وايلر".

وفي مصر أيضًا، وبسبب الإقبال المتزايد على كلاب الحراسة، أنشئت أول مزرعة لأشرس نوع منها في العالم، وهو "كاني كورسو"، بمدينة الشروق. وقال محمد الأزهرى رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتربية الكلاب، إن سلالة "كاني كورسو" يماثل هجومها على من يبادر بالتعدي عليها أو المكان الذي تتكفل بحمايته، هجوم الأسد على فريسته من حيث المرونة والقوة حيث لا تتركه إلا مُختنقًا بفكها القوي.

وأضاف أن كاني كورسو تعد من أكثر سلالات الكلاب عشقًا للأطفال ولا تمسهم بسوء مطلقًا، كما أنها الأكثر وفاء لمن يكون رحيمًا بها لدرجة التضحية بحياتها دون تردد لحمايته، وفي المقابل تحتاج إلى الكثير من الحب والعطف والحنان والرعاية، مشيرًا إلى أن كورسو كلمة لاتينية تعني حامي المزارع والساحات والممتلكات المغلقة.

وقال الدكتور عادل رفعت، طبيب بيطري، لـ"إيلاف" إن هناك 136 نوعًا من الكلاب على مستوى العالم، تضم تلك الأنواع "الكلاب البلدي" التي نراها في الشوارع، مشيرًا إلى أن كل نوع من هذه الكلاب له مواصفات في الشكل والعضلات وشكل الأسنان والوجه والفم وطول الأرجل، وقد زاد بلا شك اقتناء الكلاب بنسبة 40% بعد الثورة نتيجة لعوامل الإنفلات الأمني وغياب الشرطة.

يحتاج تصريحًا

وأوضح رفعت أن العامل التجاري أحد أهم عوامل الإقبال على اقتناء الكلاب، لأن الثورة صنعت بطالة كبيرة جدًا عند الشباب مما دفعهم للتفكير في طريقة جديدة، تدر عليهم ربحًا سريعًا، وبالطبع تجارة الكلاب مربحة جدًا، وتعتبر باباً للاستثمار، ﻷن كلب الحراسة الصغير يباع بسعر يتراوح بين 5 و10 آلاف جنيه.

وأضاف أن أشهر أنواع الكلاب هي "بلاك جاك" و"دوبيرمان"، مشيرًا إلى أن كل الكلاب التي تتخذ للحراسة تتدرب على كشف المخدرات والسلاح والمفرقعات. وقد وصل ثمن نوع بلاك جاك حاليًا إلى 20 ألف جنيه، ولهذا أقبل الشباب على تجارة الكلاب بغرض كسب الأموال.

وكشف إسكندر عن نوع خاص جدًا من الكلاب، يستخدمه جهاز الشرطة على مستوى العالم، وهو كلب الحرب، لافتًا إلى أنه يستخدم هذا النوع لحراسة السجون، والبحث عن الهاربين والمجرمين.

ومن جانبه، قال خالد حسن، ضابط شرطة، إن الإقبال على كلاب الحراسة زاد بالفعل بعد الثورة، مشيرًا إلى أن القانون يشترط الحصول على تصريح اقتناء كلب حراسة من وزارة الداخلية، ولفت إلى أن إقتناء الكلاب من دون ترخيص يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. وكشف أن بعض المصريين يشترون كلاب الحراسة من أجل التباهي فقط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف