أخبار

صباحي: أشارك الشباب مخاوفهم من عودة نظام مبارك

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: قال المرشح الوحيد المعلن للانتخابات الرئاسية المصرية حمدين صباحي انه "يشارك الشباب" مخاوفهم من العودة الى نظام مبارك، معتبرا ان المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المرشح المحتمل والاوفر حظا للرئاسة، لم يتخذ موقفا لتبديدها.

وفي مقابلة مع فرانس برس اكد صباحي، وهو المنافس الجدي الرئيسي للمشير السيسي، الذي يتوقع ان يعلن رسميا ترشحه قريبا، ان الشباب الذي شارك في الثورة على حسني مبارك عام 2011 وفي التظاهرات الحاشدة ضد الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 30 حزيران/يونيو 2013، "لديه احساس بأن ثورته تسرق (..) خصوصًا ان زملاءهم يحبسون، وبعضهم يقتل امام عيونهم مثل سيد وزة".

وقتل سيد وزة، وهو ناشط غير اسلامي، في مواجهات مع الشرطة في شارع طلعت حرب في قلب القاهرة اثناء الاحتفالات بالذكرى الثالثة للثورة على مبارك في 25 كانون الثاني/يناير الماضي. وصدرت احكام عدة بالسجن خلال الشهرين الاخيرين ضد عدد من رموز الشباب المناهضين لمبارك ولجماعة الاخوان المسلمين، من ابرزهم احمد دومة واحمد ماهر وحسن مصطفى، كما ان بعضهم الاخر موقوف على ذمة محاكمات لم تبدأ بعد، ابرزهم علاء عبد الفتاح.

اضاف "عندما يجد الشباب ايضا ان جزءا من رموز الفساد في عصر مبارك يسبحون على السطح"، فان النتيجة "هي غضب مشروع وتخوف مشروع"، مؤكدا انه "يشاركهم قلقهم ومخاوفهم".

واكد صباحي، المنتمي الى الحركة الناصرية والذي جاء في المرتبة الثالثة خلال الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية الاخيرة في 2012 بفارق ضئيل (قرابة 4% اقل من محمد مرسي) ان "حملة الدعوة إلى تأييد الدستور تحديدًا شهدت حضورًا لوجوه نظام مبارك في الإعلام بشكل فج، وظهر ضيوف كثر ومذيعون متعددون معروفون بارتباطهم بنظام مبارك وبالاجهزة الامنية في زمن مبارك، وصاروا الآن يوجّهون الرأي العام عبر بعض الفضائيات الخاصة".

واعتبر ان "رجال مبارك يخوضون الآن معركتهم الخاصة من اجل العودة متمسحين بالمشير السيسي، وليس بالضرورة ان يكون هو راضيًا او غير راض عن ذلك". غير انه استدرك "ولكنه (المشير السيسي) لم يأخذ موقفًا يطمئن الشباب ازاء خطر لن يقبلوه، وهو استعادة وجوه الفساد في دولة مبارك لنفوذها مرة اخرى في الدولة والمجتمع".

وقال صباحي (59 عامًا) ان "ما يحدث في مصر الان من شأنه ان يغضب كل الباحثين عن حياة ديموقراطية في دولة يسودها القانون وتتحقق فيها العدالة ويأمن فيها المواطن على نفسه". وانتقد صباحي بشدة قانون التظاهر الذي صدر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، معتبرا ان "صدوره بصيغته التي تمنع اكثر مما تنظم خطأ سياسي".

واشار الى ان "قتلة خالد سعيد (ايقونة الثورة المصرية) لم يصدر ضدهم حكم حتى الآن. اما الشباب الذين تظاهروا من اجل محاسبة من قتلوه، فصدرت ضدهم احكام نهائية بالسجن" عامين، في الاسبوع الماضي. وطالب رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور "بالافراج فورا عن كل من صدرت ضدهم احكام نهائية لمشاركتهم في تظاهرات سلمية" وبضرورة اطلاق سراح المحبوسين احتياطيا منهم.

وحول الاعتداءات الدامية التي وقعت في مصر اخيرًا، واستهدفت الشرطة والجيش والسائحين، اكد صباحي تأييده الكامل لضرورة "مواجهة الارهاب بمنتهى الحسم الامني"، ولكنه اعتبر ان اداء الشرطة بحاجة الى تقويم، وان "توسيع دائرة الاشتباه والقبض العشوائي على اشخاص ليسوا اصلًا نشطاء امر غير مقبول، ولابد من تصحيح فوري لاخطاء الاداء الامني، للموازنة بين ضرورات مواجهة الارهاب وضرورات احترام الحريات في هذا البلد".

وعن امكانية اعادة ادماج جماعة الاخوان المسلمين في الحياة السياسية، قال صباحي ان "الاخوان ارتكبوا خطيئتين، الاولى انهم عندما حكموا استفردوا بالسلطة وقدموا نموذجًا لا يمت بصلة إلى الديموقراطية، وشعبنا اسقط محمد مرسي في ثورة شعبية. اما الخطيئة الثانية فهي لجوؤهم إلى العنف واستثمارهم للارهاب، الذي يقوم به حلفاؤهم السياسيون، الذين يتبنون خطابهم نفسه المرتكز إلى وصف التظاهرات الشعبية في 30 حزيران/يونيو بانها انقلاب".

وتابع "الاخوان مدعوون الآن الى الإعراب عن احترامهم لارادة الشعب، والكفّ عن وصف ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب، وان يكفوا بالدليل العملي عن تقديم اي غطاء سياسي للارهاب". ورأى انه اذا ما تحقق هذان "الشرطان، فان باب العودة إلى الحياة السياسية يكون مفتوحًا أمام اعضاء الجماعة كأفراد، وليس كحزب سياسي، فالدستور الجديد يمنع تشكيل الاحزاب على اساس ديني".

وسئل صباحي عن رؤيته لفرصه في هذه الانتخابات التي ينتظر ان تجرى خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، فقال ان "الاجيال الشابة تمثل قوة تصويتية رئيسة" في مصر، وانه يأمل في ان يحصل على تأييدها، مضيفا انه يراهن على "وعي المصريين الذي سيرشدهم الى المرشح الاكثر قدرة على تطبيق برنامج للعدالة الاجتماعية، يحقق مصالح الاكثرية، والاقدر على صيانة كرامة وحريات هذا الشعب، واقامة نظام ديموقراطي".

وردا على سؤال حول سبب اتخاذه قراره بالترشح، الذي رأى فيه كثيرون في مصر مغامرة، في ظل ما يتمتع به السيسي من شعبية كبيرة، قال ان شباب "التيار الشعبي"، وهي الحركة التي اسسها عقب انتخابات 2012، "وصل الى درجة لا يطيق معها الاحساس بأن هذه الانتخابات ستخاض بمرشح وحيد (السيسي) في ما يقرب من مشهد الاستفتاء او الانتخابات بطعم الاستفتاء".

واكد صباحي انه اتفق مع شباب حملته "اننا سنخوض هذه المعركة بأمل في النصر من خلال الصناديق والوصول الى موقع الرئاسة عبر انتخابات ديموقراطية، وان يكون الحد الادنى (في حالة خسارة الانتخابات) هو ان نستحضر الثورة في الشارع بخطابها وبرنامجها، ونستعيد الوصل بين قوى الثورة والجمهور الواسع من المصريين".

وكانت معظم الاحزاب السياسية المصرية رحّبت باعلان صباحي عزمه الترشح باعتباره يضمن التعددية في الانتخابات الرئاسية الا ان معظم هذه الاحزاب لم تعلن بعد دعمها لاي مرشح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف