أخبار

الفصائل تستثمر الواقعة وتلقي التهم على بعضها

المهاجرون ومجزرة العتيبة... "جانجي" الجديدة في بلاد الشام

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تصاعدت حدة الاختلافات بين الفصائل الإسلامية المسلحة في سوريا بعد انتشار تسجيل مصور يظهر مقتل نحو 160 شخصًا قضوا فوق مفخخات زرعت على جانب طريق ترابي، وتحت وابل من زخات الأسلحة الرشاشة.

الرياض: ظهر التسجيل الذي يبدو أنه من تصوير عناصر من حزب الله اللبناني المعروف اختصارًا بـ "حالش"، وبثته قناة المنار التابعة له، وفيه يظهر العشرات من الأشخاص يمشون ليلاً في صف مستقيم قبل أن يشتعل جانبا الطريق عليهم بقنابل ومفخخات زُرعت مسبقاً، وتم التفجير على دفعتين يفصل بينهما نحو نصف دقيقة قبل أن يتلقى الراجلة وابلاً من الرصاص قضى على من نجا من القنابل.

ويظهر من التصوير بأنه مشابه لأسلوب "حالش" منذ أيام مناوشاتها مع اسرائيل قبل سنوات.

هذا الحدث الذي يعتبر أقوى ضربة تتلقاها الفصائل المسلحة في سوريا دفعة واحدة بعد سقوط القصير في حزيران (يونيو) من العام الماضي، كشف عن حجم الصراع الكبير بين الفصائل المسلحة وخصوصًا تنظيم دولة الإسلام في الشام والعراق "داعش" من جهة وبين جبهة النصرة وجيش الإسلام من جهة أخرى.

إذ كشفت مصادر "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي أن القتلى من المهاجرين، أي أنهم من غير السوريين، ولمح كثير من قادة "داعش" إلى أن المجزرة كانت "خيانة" بحق المهاجرين. وقال الجيش السوري أيضاً بنفس ما قالته "داعش" بأنهم مقاتلون من بينهم أجانب.

في حين أصدرت جبهة النصرة وجيش الإسلام بيانين قالا فيهما أن القتلى من المدنيين، وأنهم كانوا يهربون من الغوطة المحاصرة وسط حراسة من جنود تابعين لها. ورغم أن التلفزيون السوري عرض مشاهد لصف طويل من القتلى والجرافات تحملهم عن الطريق، إلا أن كثيرين شككوا في أن تكون رايات جبهة النصرة التي وجدت مع القتلى مفبركة.

وينتظر الكثيرون خلال الساعات القادمة أي تفاصيل من جهات محايدة أو قوائم بأسماء القتلى، ذلك لأن الصور الأولية للتسجيل الأصلي، وكذلك لما عرضه التلفزيون السوري يظهر أنهم مقاتلون وليسوا مدنيين.

وفي حال ثبت أن "مجزرة العتيبة" استهدفت فعلاً مهاجرين عرباً وأجانب، فإن ذلك سيضع الفصائل الإسلامية المسلحة هناك في صدام علني مباشر وقوي جدًا، إذ راح بعضهم يذكر بمجزرة قلعة جانجي في نهاية العام 2001 حينما سلم قسم من جنود "طالبان" الأفغانية أسلحة العرب إلى جنود قوات الشمال الأفغانية وتركتهم محاصرين في القلعة لتبدأ تصفيتهم بالقصف والصواريخ سقط خلالها نحو 400 من المقاتلين العرب والأجانب.

وربما يغيّر ذلك من موازين القوى التي مالت كثيراً لصالح النصرة وجيش الإسلام بعد تقهقر "داعش" في العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها وانسحاب الكثير من مقاتليها وخصوصًا السوريين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف