قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد فشل جنيف-٢ في إيقاف شلال الدم السوري والإسراع بنقل السلطة لحكومة انتقالية، اتجهت الأنظار صوب الخطوة التالية التي ستنتهجها الإدارة الأميركية في التعامل مع الأزمة.
واشنطن: انتهت مفاوضات جنيف-٢ بإعلان الأخضر الإبراهيمي فشلها ووصولها إلى طريق مسدود، فلم تحرز أي تقدم في نقل السلطة إلى حكومة انتقالية، كما لم تحدث أي تقارب بين المعارضة ونظام الأسد يسهم في وقف آلة القتل والدمار، ما يعني الإنتظار لبدء الجولة الثالثة، وهذا ما جعل الأنظار تتجه نحو الإدارة الأميركية، والخطوة التي قد تنتهجها في حال إخفاق المفاوضات، وإمكانية التدخل بالحل العسكري أو بتسليح المعارضة.
التدخل المحدود كانت المحللة السياسية الأميركية دانييلا بلاتيكا صرحت لشبكة (سي أن أن) في وقت سابق أوائل شهر شباط (فبراير) بأن الذريعة التي يستخدمها البيت الأبيض لرفض تسليح المعارضة السورية، أي خشية وقوع السلاح بيد جماعات متشددة، قد سقطت نظرًا لمستوى التسليح المرتفع لدى تلك الجماعات، داعية إلى ضربات جوية لحماية المدنيين، الأمر الذي رفضه طوني فيتور، الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، الذي دعا للتنبيه للتداعيات. ويرى جيمس جيفري، وهو زميل زائر في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أهمية إعادة التفكير بالخيار العسكري، وإن كان على قاعدة محدودة، "فإدارة الرئيس باراك أوباما تقدر مخاطر التدخل في الحد الأدنى في سوريا، وتبالغ في تقدير مخاطر التدخل الكبير، على الرغم من إمكانية تحقيق الأهداف عبر الدعم العسكري، واستخدام محدود للقوة العسكرية". معتبرًا أن مسار الأحداث في سوريا خلال الأسابيع الماضية لم تكن جيدة بالنسبة إلى استراتيجية أوباما في التدخل المحدود، حتى وإن كانت المحادثات عزلت الأسد أكثر، وقدمت المعارضة بصورة إيجابية، ما يحدث تأثيرًا على المدى البعيد، إلا أنها لم توقف جرائم النظام حتى الآن، مع عدم قدرته على دفعه للقيام بعمل إنساني ووقف إطلاق النار، "وإن كان التدخل العسكري المحدود في سوريا يحمل مخاطر، فإن الجلوس من دون فعل شيء هو الأخطر".
المفاوضات لم تنته بعد ويرى المحلل السياسي، محمد كمال الصاوي، من المبكر الحكم على جنيف، "فالمفاوضات لم تنته بعد، وهنالك جولات ثالثة ورابعة، فالصورة لم تكتمل بعد". ويعتقد الصاوي أن الخيار العسكري على المدى الطويل أو القصير السريع غير مطروح أو وارد على جدول إدارة أوباما، لما ينطلي عليه من مخاطر قد تضر بمصالحها في الشرق الأوسط. في الوقت الحالي، كما قد يهز المنطقة العربية أكثر، ما قد يضر بالأمن الإسرائيلي، بسبب إنتشار الجماعات المتطرفة في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، التدخل العسكري قد ينهي نظام الأسد، لكن البلد يحتاج لوجود نظام بديل قوي يستطيع تولي زمام الأمور حتى لا تسيطر الجماعات المتطرفة على الحكم، ويصبح النظام الجديد لقمة سائغة في فمها، "وبوجود حل دبلوماسي يقضي بخروج الأسد من الحكم يعني الانتقال في السلطة وتسليمها لحكومةانتقالية قوية تدخل فيها جميع الأطياف، ويتم ترسيخ فكرة الديمقراطية من خلال النظام الجديد الذي يجب أن يقوم على هذه الأسس، ومن ثم التوجه لصناديق الإقتراع والعمل على اختيار حكومة جديدة تدخل فيها المعارضة و الإسلاميون وحزب البعث". ويؤكد الصاوي أن التدخل العسكري المباشر قد لا يكون مقبولًا اليوم، بعد خروج أميركا من حربين متتاليتين في أفغانستان والعراق، خسرت فيهما العديد من الجنود. لكن قد يتم ذلك من خلال تسليح المعارضة الموجودة في سوريا بالأسلحة الخفيفة من خلال الدول الحليفة في المنطقة، من دون إرسال جنود على الأرض.
دعم الحل الدبلوماسي أما الصحافي عمر المقداد فيعتقد أن الحل العسكري لن يكون الحل الأمثل في الأزمة السورية الحالية، لأنه سيعمل على تدمير البنى التحتية للبلاد، ويزيد عدد القتلى، كما سيدمر الجيش والدولة بشكل نهائي. يضيف: "هدم المؤسسة العسكرية يعني نهاية الدولة السورية ووقوعها في براِثن الجماعات المتطرفة التي لا تقل خطورة عن النظام الحالي". لذا، يرى أن الولايات المتحدة متخلفة عن قرار الحسم، كما حدث في المسألة العراقية، بسبب وجود الجماعات المتطرفة الممولة من الخارج، والدعم الروسي والإيراني للنظام في سوريا، "لذلك ليس أمامها إلا أن تدعم الحل الدبلوماسي، واليوم هناك توافق روسي آميركي على عدم ترك سوريا تحت رحمة الجماعات المتطرفة، وعدم السماح بانهيار الدولة السورية الكامل، لذا لا تدخل عسكريا سريعا أو طويلا، ولا ننس أن الفيتو الروسي موجود، وبفضله لا فرصة لتحويل الملف السوري لمجلس الأمن، والمعارضة غير قوية على الأرض". يضيف: "لا حل غير الحل الدبلوماسي، لأن القضية معقدة، وهي ليست كما يتخيلها البعض تنتهي فقط بضرب النظام السوري و من ثم تنتهي الأزمة وتعود الحياة كما كانت، بل على العكس الدخول في حرب سوف يجر المنطقة لويلات كبيرة لا تنتهي".