مخاوف من انفلات امني وغياب مظاهر الدولة ومؤسساتها
السيسي وحفتر... علامة فارقة على انقسام الليبيين
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تقف ليبيا على اعتاب المجهول، فسماء مدنها ملبدة بغيوم الخلافات، وارضها لا تتسع لافكار مليشياتها المتنافرة، وبينما تغفو الديمقراطية في سرداب مظلم، تقف اجهزة الدولة عاجزة عن مواكبة عمليات القتل والانتقام التي ترتفع بوتيرة مخيفة.
وتبدو البلاد التي حكمها الديكتاتور المخلوع معمر القذافي لمدة تزيد عن اربع عقود، اشبه بساحة معركة بين عدة جماعات وفرق، فقد خرجت تظاهرات بالأمس منددة بالاخوان المسلمين، ورافضة لتمديد ولاية المؤتمر الوطني التي انتهت في السابع من الشهر الحالي، كما رفع المتظاهرون صور وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، واللواء خليفة حفتر، القائد العام السابق للقوات البرية في الجيش الليبي، وفي المقابل نظم الاخوان تظاهرة مضادة لحفتر، وأكدوا وقوفهم مع الشرعية التي يمثلها المؤتمر الوطني. وحذرت دار الإفتاء الليبية في بيان رسمي من وقوع مواجهات مسلحة، وقالت إنها "تتابع ما يجري في البلاد من انفلات أمني، وغياب لمظاهر الدولة ومؤسساتها، وتستنكر ما يجري من قتل واغتيالات، سواء تعلق ذلك بأبناء الوطن، أو بغيرهم من الوافدين على بلادنا"، في إشارة إلى الأقباط المصريين السبعة الذين قتلوا رميا بالرصاص في مدينة بنغازي مؤخرا. وبعدما دعت جميع المواطنين إلى الوقوف صفا واحدا، في سبيل حفظ أمن الوطن ووحدة ترابه والتمكن من مقدراته، فقد حملت دار الإفتاء الحكومة الانتقالية التي يترأسها علي زيدان وأجهزتها مسؤولية ما يحدث "لتقصيرها في حفظ أمن الوطن والمواطن، وحفظ مقدرات البلاد، رغم عشرات المليارات التي أنفقت دون أن يُرى لها أثر في حياة الناس أو صورة البلاد". وطالبت دار الإفتاء في البيان الذي تلقت "الشرق الأوسط" نسخة منه بالكشف عن كل الأحداث التي وقعت في البلاد ليتبين الناس حقيقة ما يجري بها، على حد تعبيرها. ويأتي هذا البيان بعد يوم واحد فقط من مطالبة جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا عبر ذراعها السياسية، حزب العدالة والبناء، لزيدان بالتحلي بالشجاعة والتخلي طواعية عن منصبه كرئيس للحكومة منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012. واكد رئيس وزراء ليبيا السابق الدكتور محمود جبريل أن ما يحدث من تجاذب في ليبيا بين وقت آخر سببه عدم وجود دولة، منذ أكثر من 40 عاماً، بالإضافة لوجود 21 مليون قطعة سلاح من دون رقابة. وقال جبريل في تصريحات لصحيفة "الرياض" السعودية: "المشهد الليبي مختلف عن بقية المشاهد، لأنه لا يمكن أن يتم قراءته وفهمه إلا من خلال التعامل مع عدة أبعاد، الأول فترة التصحر السياسي التي مرت بها ليبيا خلال فترة 42 عاماً، كان فيها المواطن الليبي لم يعتد على المشاركة السياسية الحقيقة، وهو بسبب سياسة القذافي في خلق هوة ولاء بين الوطن والمواطن، وما يدور الآن هو صراع لا علاقة له بالوطن هو فقط صراع على السلطة، وعلى المال". وأضاف: "البعد الثاني هو البعد الدولي، فهناك دول لها مطامع في ثروات ليبيا وموقعها، والبعد الثالث يتمثل في أن هذه الدولة من دون مؤسسات ويطلق عليها دولة مجازاً، ناهيك عن تحقيق الأمر من دون دولة، والبعد الرابع أن من يقومون بهذه التجاذبات نخب وكيانات، ولكن المعول الحقيقي هو الشارع الليبي، وأثبت أنه يستطيع أن يغير الأمور". وأكد جبريل أن الإسلاميين تدخلوا في الثورة في 23 فبراير، وكانت محاولة منهم للسيطرة على مقاليد الأمور، وأقول بشكل مطلق إن الإخوان عبر تاريخهم الطويل لا يعرفون كيف يقيمون نظاماً ولكن يعرفون كيف يسقطونه. على صعيد آخر، أكد برناردينو ليون، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط، دعم الاتحاد الأوروبي للشعب الليبي والتزامه بنجاح العملية الانتقالية، وتوطيد الديمقراطية وإقامة دولة مستقرة ومزدهرة مبنية على المصالحة الوطنية، واحترام العدالة وحقوق الإنسان وسيادة القانون . وأعرب ليون، في بيان أصدرته بعثة الاتحاد الأوروبي بطرابلس في ختام زيارة له إلى ليبيا، عن قلقه إزاء حالة الجمود السياسي الحالي في ليبيا . وأضاف أن مؤتمر روما المقرر في 6 مارس/آذار المقبل فرصة مهمة للتوصل إلى توافق وطني ورؤية مشتركة للمستقبل، داعيا الجميع إلى العمل بجد لتحقيق هذه الغاية، مشددا على "الضرورة الملحة للوصول لتوافق سياسي ليبي" .التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف