أخبار

رواتب متأخرة وشكاوى متبادلة في وزارة العمل

إيلاف تحصل على وثائق أزمة صحيفة "الشرق" السعودية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعيش صحيفة "الشرق" السعودية أزمة مالية عاصفة، قد تدفعها إلى أسوأ مراحلها بعد مرور نحو ثلاثة أعوام على انطلاقها، إذ تشهد وزارة العمل عدة قضايا متبادلة بين صحافيين وصحيفتهم التي غادروها، في حين تستمر الأزمة المالية وتأخر الرواتب لأشهر، إضافة إلى انخفاض عدد السعوديين العاملين فيها إلى أدنى مستوى منذ تأسيسها.

الرياض: أعلن رئيس التحرير الثالث لصحيفة "الشرق" السعودية سعيد معتوق، المكلف حديثاً، استقالته من منصبه، بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعصب بالصحيفة، وبعد نحو شهرين فقط من توليه المنصب.

وعلمت "إيلاف" من مصادرها القريبة في الصحيفة أن معتوق، كان أعطى مجلس الإدارة مهلة حتى مطلع الشهر المقبل لحل الأزمات المتلاحقة أو سيترك منصبه، قبل أن يسارع للرحيل قبل انتهاء المهلة.

ولم يتقاضَ بعض العاملين في الصحيفة رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، في وقت يعاني بعض المتعاونين والمراسلين الدوليين وكتّاب من تأخر مستحقاتهم منذ أكثر من سنة، وصلت في بعضها إلى سنة وثلاثة أشهر.

وعملت إدارة الصحيفة مؤخراً على تقليص عدد السعوديين في الصحيفة إلى أدنى مستوياته بين الصحف السعودية كافة، حتى وصل عددهم في المركز الرئيسي 6 فقط عدا عن إدارة التحرير، بينما يوجد في مكتب الرياض ثلاثة موظفين فقط.

المصادر ذاتها أشارت إلى أن الأزمة التي تمر بها الصحيفة لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى درجة أن المطابع التي تتعامل معها الصحيفة بدأت المطالبة بمبالغ كبيرة متراكمة، علماً أن "الشرق" تطبع أعدادها في مطابع جريدة المدينة.

وتنشر "إيلاف" بعض الوثائق التي حصلت عليها وتظهر السجال بين الصحيفة وبعض موظفيها لدى وزارة العمل ووزارة الإعلام.

ورغم أن الأزمات المالية كانت قديمة منذ عهد رئيس التحرير الأول قينان الغامدي، إذ اضطر رئيس مجلس الإدارة سعيد غدران إلى الاجتماع بكل موظفي الصحيفة في جميع مناطق المملكة ووعدهم بعدم تأخر الرواتب، إلا أن الأمور ظلت كما هي.

وتفاقمت المشاكل أكثر بعد إقالة رئيس التحرير السابق جاسر الجاسر، وقال الجاسر عقب إقالته إن وضع المؤسسة المالي وضياع حقوق العاملين، هو السبب خلف الإقالة، مؤكداً أن الصحافي لا يستطيع أن يقدم عمله في حال غياب حقه، "فهو لا يعمل بالمجان بكل تأكيد".

وفور مغادرة الجاسر خرج معه بعض العاملين في الصحيفة وأهمهم نائب رئيس التحرير ابراهيم الأفندي، الأمر الذي فسره البعض بأنه اعتراض على تكليف الصحافي الشاب سعيد معتوق في منصب الرئيس.

أكد إبراهيم الأفندي وهو نائب رئيس التحرير في تصريح لـ"إيلاف" أن موعد جلسة النظر في الشكوى ستكون الأسبوع المقبل لدى وزارة العمل، مؤكداً أن هناك زملاء له رفعوا قضايا مشابهة.

ونفى الأفندي أن تكون مغادرته بسبب تعيين معتوق، وقال بأنه زميل يعتز به وبارك له التكليف، إلا أن موقفه بالمغادرة جاء "بسبب إقالة الرئيس السابق جاسر الجاسر أولاً ومن ثم المشاكل المالية ثانياً"، وأضاف "هم أخلوا بالعقد حينما لم يسلموني راتبي الشهري، وهذا نص يتيح لي التوقف عن العمل بحسب نظام وزارة العمل".

ويمضي الأفندي ليقول بأن إدارة الصحيفة غير واضحة، مبيناً "أنا عضو مؤسس ومن الطبيعي أن لا تصل الأمور بيننا إلى هذه الدرجة إلا عندما تغلق جميع الأبواب".

إيلاف حاولت استنطاق إدارة الصحيفة ورئيس التحرير الحالي سعيد معتوق، إلا أن الأخير لم يتجاوب مع الاتصالات، فيما أكد عضو مجلس الإدارة غدران سعيد غدران بأنه غير مطلع بشكل كامل.

وتحدث أحد أعضاء مجلس الإدارة لـ"إيلاف" طالباً عدم ذكر اسمه قائلاً، "نعترف بأزمتنا المالية منذ زمن وهذا شيء معلن ومعروف، ولكننا نرفض أن يصور الموضوع على أكبر من حجمه"، وأضاف " نحن من رفع شكوى على نائب رئيس التحرير السابق ابراهيم الأفندي فهو من تغيب عن العمل دون عذر منذ أن تم تكليف الرئيس الحالي".

وأكد العضو بأن الصحيفة رغم ذلك مازالت تعتبره أحد مسؤوليها وتفتح له الباب للعودة في أي وقت.

وعن أرقام السعوديين التي انخفضت ومشكلة المتعاونين، قال بأن المشكلة هي في بعض الاتفاقات الشفهية مع بعض المراسلين المتعاونين أو الكتاب، نحن نلتزم في الإدارة بالعقود والأرقام ولا نريد أن ندخل في جدل حول اتفاقات شفهية، ومع ذلك نحن نؤمن بتأدية الحقوق".

وبين العضو في حديثه أن "الذين تركوا الصحيفة من المتفرغين قلة قليلة، وبعضهم يريد العودة الآن بعد أن انتقلوا إلى صحف أخرى وخصوصاً صحيفة مكة".

ووجه العضو في نهاية حديثه انتقاداً مبطناً لمن يشتكون من تأخر الرواتب لمدد طويلة قائلاً: " بكل صراحة، هل هناك صحافي ينتظراشهرًا دون عائد مادي ويظل يعمل إلا إن كان عمله غير جيد؟"، ويجيب "بالتأكيد من لديه فرصة جيدة سيرحل حتى لو كانت الأمور المالية لدينا جيدة".

ورفض العضو التعليق بإسهاب على تهديد رئيس التحرير المكلف ومهلة الشهر قائلاً إن شيئاً من ذلك لم يحدث وأن فترة التكليف بالأصل تخضع لنظام معين وليست مطلقة.

وتصدر صحيفة الشرق من مؤسسة الشرقية للطباعة والصحافة والإعلام ومركزها مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية، وبدأت في توزيع النسخة الورقية في 5 ديسمبر 2011.

وتولى رئاسة تحرير الصحيفة قينان الغامدي في البداية حيث استمر في موقعه حتى شهر مايو من العام الماضي قبل أن تتم اقالته وخلفه جاسر الجاسر، الذي أُعفي بدوره من المنصب الشهر الماضي، وعُيّن أخيراً سعيد معتوق رئيساً للتحرير مكلفاً، وسار أيضاً على نفس الدرب باستقالته اليوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف