أخبار

واشنطن تطلب إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون

هيغ: أزمة أوكرانيا الأسوأ في أوروبا منذ بداية القرن

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها طلبت إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى اوكرانيا فيما حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا من "عواقب وثمن" التدخل.

موسكو،فيينا: حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا الاثنين من "عواقب وثمن" التدخل في اوكرانيا بعد أن سيطرت قوات موالية للكرملين على ما يبدو على شبه جزيرة القرم الاوكرانية على البحر الاسود.

وقال هيغ في كييف بعد يومين من حصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الضوء الاخضر من البرلمان لإرسال قوات الى اوكرانيا "لا يمكن أن تكون هذه طريقة للتصرف في الشؤون الدولية في القرن الحادي والعشرين".

واضاف "هذه ليست طريقة تصرف مقبولة، وسيكون لها عواقب وثمن". ولم يكشف هيغ عن طبيعة العواقب، الا انه اكد ان بريطانيا تناقش الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية وليس العسكرية. وتعكس تصريحاته تحذيرات الرئيس الاميركي باراك اوباما لبوتين خلال عطلة نهاية الاسبوع بان تصرفات موسكو في اوكرانيا سيكون لها "ثمن".

من جهة اخرى، وفي تصريحات للبي بي سي من كييف ايضا، قال هيغ إن الوضع في اوكرانيا يشكل "اسوأ ازمة في أوروبا منذ بداية القرن. وصرح الوزير البريطاني "من الصعب وضع لائحة لكنها بالتأكيد أسوأ أزمة في اوروبا في القرن الحادي والعشرين وستحتاج الى كل جهودنا الدبلوماسية".

وفي إشارة الى الإجراءات العقابية حيال روسيا، اكد هيغ ان "إجراءات دبلوماسية بدأنا اتخاذها"، وذلك غداة إعلان بريطانيا تعليق مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني في سوتشي في حزيران/يونيو المقبل.

واضاف ان "هناك سلسلة من الاثمان الاخرى. لا اريد ان استبق الامور لكن ستجري مناقشتها بين وزراء الخارجية اليوم (في بروكسل) ومع الولايات المتحدة واليابان وكندا ودول اخرى". وتابع هيغ ان "العالم لا يمكنه ان يسمح بذلك. العالم لا يمكنه ان يقول إنه من المقبول في الوقائع بانتهاك سيادة دولة اخرى بهذه الطريقة"، مؤكدا انه يجب ان "تظهر روسيا انها تحترم سيادة واستقلال اوكرانيا".

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري صرح أن روسيا قد تفقد مقعدها في مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في العالم. وكرر هيغ الموقف نفسه. وقال "هذا يعني بوضوح ان هناك تهديدا خطيرا للتعاون في مجموعة الثماني في الاسابيع والاشهر المقبلة".

واضاف ان "دول مجموعة السبع قادرة تماما على التعاون في ما بينها من دون روسيا وستسير الامور في هذا الاتجاه اكثر فاكثر طالما ان الامور لم تحل". واعترف وليام هيغ بانه من حق الروس وضع قوات في القرم "لكن عندما يكونون خارج قواعدهم يجب ان يعملوا بالاتفاق مع السلطات الاوكرانية". واضاف "يجب ان تعود روسيا الى هذا الوضع".

الأزمة في أوكرانيا الأكثر خطورة منذ سقوط جدار برلين

بدوره، صرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الاثنين ان الازمة في اوكرانيا هي "الاكثر خطورة" التي تشهدها اوروبا "منذ سقوط جدار برلين" في 1989. وقال شتاينماير لدى وصوله الى اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل ان اوكرانيا هي "لا شك اسوأ ازمة في اوروبا منذ سقوط جدار برلين".

واضاف "بعد 25 عاما على نهاية المواجهة بين الكتلتين، اصبح التهديد بتقسيم اوروبا حقيقيا من جديد". واعتبر شتاينماير انه "اوان الدبلوماسية" لحل الازمة. واضاف ان "الدبلوماسية ليست مؤشر ضعف، لكنها اكثر ضرورة من اي وقت مضى لتفادي الغرق في هاوية تصعيد عسكري".

ودعا روسيا مجددا الى وقف "كل اعمالها العسكرية" في القرم "غير المقبولة على الاطلاق من وجهة نظرنا". واضاف الوزير الالماني ان على الحكومة الاوكرانية ان تلتزم من جهتها ب"احترام حقوق الاقليات ولا سيما في الشرق" حيث يقطن العديد من الناطقين بالروسية.

الولايات المتحدة تطلب إرسال مراقبين

من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها طلبت ارسال مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا "فورا" الى اوكرانيا (التفاصيل)

اعلن رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا السويسري ديديه بورخالتر الاثنين في جنيف انه يريد ارسال بعثة الى اوكرانيا للتحقيق في الاحداث التي شهدها هذا البلد. (التفاصيل)

واعلن أحد نواب وزير الخارجية الروسي ليل الاحد الاثنين ان موسكو لا تريد الدخول في حرب مع أوكرانيا، موضحا ان الضوء الأخضر الذي منحه البرلمان الروسي من أجل التدخل فيها يهدف قبل كل شيء إلى إظهار جدية نوايا الكرملين.

وقال غريغوري كاراسين في مقابلة مع الإذاعة العامة "روسيا-1" إن "روسيا لا تريد الحرب مع أوكرانيا"، مضيفاً "أنني مقتنع أن أحداً في روسيا لا يريد الحرب". وتابع " نحن ضد استخدام تلك الوسيلة من أجل البحث في العلاقات مع أوكرانيا القريبة منا".

وانتقد الدول الغربية التي هددت بإبعاد روسيا عن مجموعة الثماني. وأوضح كاراسين "نحن ندعم كافة القوى التي تدعو إلى تعزيز علاقاتنا الثنائية لا سيما ان استقرار اوروبا يعتمد على تلك العلاقات".

واضاف "على رجال السياسة الغربيين الذين ينعتوننا اليوم بكافة الأسماء، أن يدركوا ذلك". وفي ما يتعلق بقرار مجلس الشيوخ السماح بتدخل القوات الروسية في أوكرانيا، قال كاراسين "نعتقد ان هذا القرار سيعيد العديد من الأشخاص إلى المنطق، وسيبين مدى جدية روسيا الفدرالية".

إلى ذلك رفضت فالنتينا ماتفينكو، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي الذي منح السبت الضوء الأخضر لتدخل القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، فكرة الحرب. وقالت "لن يكون هناك حرب بيننا أبداً. إننا شعبان شقيقان".

يانوكوفيتش الرئيس الشرعي

وان كانت روسيا لا تريد الحرب مع اوكرانيا لكن تصريحاتها تثير غضب الكثير من الأوكرانيين، وبخاصة في ظل تصميمها أنالرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش لا يزال الرئيس الشرعي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة وان كانت سلطته محدودة.

وكتب رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف على حسابه على موقع فيسبوك "نعم، سلطة الرئيس يانوكوفيتش شبه معدومة، لكن ذلك لا يلغي انه الرئيس الشرعي للدولة بموجب الدستور الاوكراني". وقد وافقت روسيا على تأمين الحماية على الاراضي الروسية ليانوكوفيتش الذي ظهر الجمعة للمرة الاولى منذ عزله وعقد مؤتمر صحافي في مدينة روستوف سور لو دون (جنوب) الروسية.

واكد مدفيديف استعداد روسيا لتطوير "علاقات متعددة الجوانب ومحترمة مع البلد الشقيق اوكرانيا"، ولكن ليس مع السلطات الانتقالية التي حلت محل يانوكوفيتش. واضاف ان "اوكرانيا ليست في نظرنا مجموعة الاشخاص الذين استولوا على الحكم بعدما اهرقوا الدماء (...) من خلال انتهاك الدستور والقوانين الاخرى لدولتهم".

وقال "اننا نتعامل مع البلد بكامله المؤلف من اشخاص مختلفين جدا. من الاوكرانيين والروس والتتار واليهود وامم اخرى تعيش بوفاق تام". وانتقد عدد كبير من المسؤولين الروس "الفاشيين الذين استولوا على السلطة في كييف".

واشار مدفيديف من جهة اخرى الى انه اذا كان يانوكوفيتش متهما بارتكاب جرائم، فان عملية الاقالة كان يجب ان تحصل "بموجب الدستور الاوكراني". وحذر بالقول "وكل شيء غير ذلك ليس سوى تعسف واستيلاء على السلطة وهذا يعني ان هذا الوضع سيكون غير مستقر. وذلك سينتهي بانقلاب جديد. حمام دم جديد.".

وخلص الى القول ان "روسيا تحتاج الى اوكرانيا قوية ومستقرة. الى شريك قادر على سداد الديون ومنضبط وليس الى شريك فقير يمضي وقته في التسول".

في غضون ذلك،أكد وزيرا الخارجية الروسي والصيني سيرغي لافروف ووانغ يي في اتصال هاتفي اليوم الاثنين تطابق وجهات نظرهما بشأن الوضع في اوكرانيا.وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان لافروف ووانغ شددا "على تطابق وجهات النظر الواسع حول الوضع في اوكرانيا". برلين تعتبر انه لم يفت الاوان لحل سياسي في اوكرانيا
اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه "لم يفت الاوان" بعد لايجاد حل سياسي للازمة في اوكرانيا، وانه لا يوجد "خيار عسكري"، كما اعلن المتحدث باسمها شتيفن سايبرت الاثنين. (التفاصيل)

وزير الخارجية البولندي يحذر روسيا من عواقب وخيمة

من جانبه، صرح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي اليوم الاثنين ان روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" بعد تدخلها في شبه جزيرة القرم. وقال سيكورسكي للصحافيين "نعرف ان شهية لدى الجوارح تفتح عند الاكل ورهان العالم الحر الآن هو معارضة هذا المنطق".

واضاف ان روسيا "ستواجه عواقب وخيمة" لتدخلها في اوكرانيا. وفي ختام اجتماع لمجلس الامن القومي البولندي، قال الرئيس برونيسلاف كوموروفسكي ان بلاده ستدعم فكرة فرض عقوبات اوروبية على روسيا.

وقال كوموروفسكي "بينما يتعلق الامر بمنع تصاعد (التوتر) في اوكرانيا، يجب ان يكون الاتحاد الاوروبي قادرا على تبني موقف اكثر حزما حول إمكانية فرض عقوبات اقتصادية وسياسية"، مؤكدا ان بولندا "ستعرض موقفا من هذا النوع في المجلس الاوروبي".

واقترح بدء مشاورات متواصلة بين اعضاء حلف شمال الاطلسي خصوصا في مجالات التخطيط والاستخبارات ورصد الوضع شرق حدود الحلف عن كثب. كما اقترح كوموروفسكي عقد دورة مقبلة للجنة المشتركة للحلف واوكرانيا في كييف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف