أخبار

نقل مقر المؤتمر الوطني العام إلى فندق بطرابلس

عنف بنغازي يهدد بإجهاض الديموقراطية في ليبيا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تشهد بنغازي الليبية أعمال عنف متزايدة، والعثور على جثث بالجملة في أماكن متفرقة من المدينة، ما يهدد العملية الديمقراطية الجديدة في ليبيا مع بعد الثورة.

إيلاف من بيروت: قتل رجلا أمن اليوم الاثنين في بنغازي، في أعمال عنف جديدة تهدد العملية الديموقراطية في ليبيا، حيث أكد المؤتمر الوطني العام أنه مصمم على مواصلة العملية الديموقراطية بعد ساعات على اقتحام عشرات المتظاهرين مقر البرلمان في طرابلس.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني ليبي قوله إن شخصين في قوات الأمن قتلا الإثنين برصاص مسلحين مجهولين وسط بنغازي. وأكد خليل قويدر، مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي، حيث نقلت جثتا القتيلين، أنهما قتلا بعدد من الرصاصات في أماكن متفرقة من الجسم.

فرنسي قتيل

قال المقدم إبراهيم الشرع، المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي: "إن شخصين، بينهما فرنسي الجنسية، قتلا في بنغازي". وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أكدت نبأ اغتيال المهندس الفرنسي باتريس ريال، وعبرت عن ادانتها هذا العمل الشنيع بأكبر قدر من الحزم، داعية إلى البحث عن مرتكبيه، ومحاكمتهم في أسرع وقت ممكن.

والمهندس الفرنسي كان يعمل في شركة فرنسية، تعمل بموجب عقد ابرم في عهد العقيد المقتول معمر القذافي، في اطار اتفاقية بين ليبيا وفرنسا في المجال الطبي، قضت بتزويد مركز بنغازي الطبي بأطباء واستشاريين.

ومركز بنغازي الطبي من أكبر المستشفيات الليبية على الإطلاق، ويتكون من ثلاثة أبراج بسعة 1200 سرير تم تشغيل برج واحد منها بعد الاتفاقية الليبية الفرنسية. واليوم الاثنين، أعلن المركز في مؤتمر صحافي أن موظفي الشركة المنشئة انسحبوا من الموقع، على خلفية مقتل مسؤول الأمن في الشركة باتريك ريال.

ست جثث

هذا وكشف الشرع أن قوات الأمن عثرت مساء الأحد على ست جثث لأشخاص مجهولي الهوية في ضواحي بنغازي، وقال إنها أربع جثث لأشخاص تمت تصفيتهم بالرصاص، وبدا عليهم آثار تعذيب، عثر عليها في منطقة أبو مريم، على بعد 50 كيلومترًا جنوب شرق بنغازي. وقال مصدر امني اليوم : "تم التعرف على هويات أصحاب الجثث".

وذكرت كتيبة شهداء 17 فبراير الإسلامية أن بين هؤلاء القتلى اثنين في جماعة أنصار الشريعة، وواحد في كتيبة شهداء 17 فبراير، إضافة إلى أحد منتسبي كتيبة أبي عبيدة بن الجراح، التي يقودها القيادي الإسلامي أحمد بوختالة.

وقالت الكتيبة على صفحتها على موقع فايسبوك إن القتلى من الإسلاميين، واعدموا فقط لشكوك بانهم من يقومون بالاغتيالات، معتبرة هذا شك فقط من دون دليل، وأنهم قتلوا توجهاتهم الدينية.

وتحدث الشرع أيضًا عن جثة أخرى في منطقة جروثة، تم تصفية صاحبها بالرصاص. وعثر في ساعة متأخرة من ليل الأحد الاثنين على جثة لشخص بدت على وجهه ملامح التدين مرميًا بالقرب من أحد مساجد بوهديمة في بنغازي، من دون أن يتعرف عليه أحد، بحسب ما أفاد أحد مسؤولي ثلاجة الموتى في مستشفى الهواري العام.

وقال المصدر الأمني إن هذا القتيل تم التعرف عليه هويته صباح الإثنين، موضحًا أنه مدني من ذوي التوجهات الإسلامية، ومن سكان حي الزاوية وسط بنغازي.

تصميم على الديمقراطية

هذا وقررت السلطات الليبية نقل مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، الاثنين، إلى فندق في طرابلس، بعد يوم من اقتحام مبناه وإضرام النار به، فيما قال رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين أن العنف لن يوقف أعمال المؤتمر الذي انتهت ولايته.

وأكد المؤتمر الوطني العام في ليبيا أنه مصمم على مواصلة العملية الديموقراطية، على الرغم من اعمال العنف التي استهدفت نوابًا واعضاء في مجالس محلية. وقال أبو سهمين: "اؤكد لكم اننا مصممون على مواصلة طريق ثورة 17 شباط (فبراير) 2011، وماضون على المسار الديموقراطي".

وكان ابو سهمين يتحدث بعد ساعات على اقتحام عشرات المتظاهرين مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس، حيث جرح نائبان. فقد اقتحم مساء الاحد عشرات المتظاهرين، كان بعضهم مسلحًا، مقر المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة سياسية وتشريعية في ليبيا، مطالبين باستقالة النواب، ما ادى إلى اصابة نائبين بالرصاص.

وقال ابو سهمين لقناة الانباء الليبية إن عضوين اصيبا حين كانا يحاولان مغادرة المكان بسيارتيهما، متهمًا "متظاهرين مسلحين" باستهدافهما، ومعبرًا عن اسفه لاقتحام البرلمان، معتبرًا انه اعتداء صارخ تعرض له المؤتمر الوطني العام مقر السيادة الشرعية المؤتمر الذي انتخبه الشعب.

مسلحون

وكان الثوار الذين قاتلوا نظام القذافي دعوا إلى حماية العاصمة ومؤسسات الدولة. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مجموعة ثوار تدعمهم سيارات بيك آب مزودة بمدفعيات مضادة للطيران انتشروا حول مقر المؤتمر الوطني العام، وأن خمس سيارات محترقة كانت في الباحة المركزية تشهد على العنف الذي جرى الأحد.

ويطالب المتظاهرون بحل المؤتمر العام، ويحتجون على خطف متظاهرين السبت من المشاركين في اعتصام امام مقر المؤتمر بوسط العاصمة الليبية. ونددت وزارة العدل الأحد بخطف شبان قدموا للتعبير عن رأيهم.

وأثار قرار المؤتمر العام تمديد ولايته حتى كانون الاول (ديسمبر) 2014 استياء عدد كبير من الليبيين. وتحت ضغط الشارع، قرر المؤتمر في اجراء انتخابات مبكرة، لكنه لم يحدد موعدها حتى الان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف