أخبار

متهمون في محاكمة صحافيي الجزيرة في مصر ينددون بإساءة معاملتهم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: اشتكى صحافيون عاملون في قناة الجزيرة القطرية يحاكمون في مصر بتهمة دعم حركة الاخوان المسلمين من اساءة معاملتهم في السجن، وذلك خلال الجلسة الثانية للقضية.

تاتي القضية، التي تحظى باهتمام دولي، كاختبار حقيقي للسلطات الجديدة، التي يديرها الجيش بحكم الامر الواقع حول مدى احترامها لـ"حرية التعبير والصحافة"، وسط مخاوف نشطاء مصريين من عودة "الدولة القمعية" في مصر، بعد ثمانية اشهر على عزل مرسي الرئيس الوحيد المنتخب في البلاد.

وبدا الصحافي الاسترالي بيتر غريست وزميلاه المصري الكندي محمد فاضل فهمي والمصري باهر محمد في قفص الاتهام الى جانب ثلاثة اخرين، فيما ارتدوا جميعًا ملابس السجناء البيضاء.

يحاكم في الاجمال 20 صحافيًا، قدمتهم النيابة على انهم "صحافيون في الجزيرة"، لكن القناة القطرية اكدت ان تسعة فحسب يعملون لمصلحتها. واتهم 16 مصريًا بالانتماء الى "منظمة ارهابية"، واربعة اجانب بتزويدهم "بالمال والمعدات والمعلومات" من اجل "نشر معلومات كاذبة" توحي بوجود "حرب اهلية في البلاد". ومنذ مطلع تموز/يوليو قتل 1400 شخص على الاقل، غالبيتهم الساحقة من انصار مرسي، في حملة القمع التي نفذتها قوات الامن، بحسب منظمة العفو الدولية.

واتهمت القاهرة "الجزيرة" بالانحياز الى الاخوان المسلمين، الذين اعلنت انهم "حركة ارهابية"، واغلقت نهائيًا فرعها "الجزيرة مباشر مصر". كما تاتي هذه المحاكمة لصحافيي قناة الجزيرة القطرية في ظل اجواء من التوتر في العلاقات بين القاهرة والدوحة، حيث اتهمت مصر قطر بدعم الاخوان المسلمين، فيما ردت الإمارة الخليجية بانتقاد عنف السلطات الجديدة ضد انصار مرسي.

كما بدا في قفص الاتهام المصري صهيب سعد، الذي اشتكى من التعرّض "للتعذيب بيد امن الدولة"، متحدثا عن "تعذيب جسدي وضغوط نفسية". واضاف "طلبت من الطب الشرعي فحصي، ولم يستجب احد". واكد فهمي للمحكمة "كتفي مكسورة منذ 10 اسابيع، وانام على ارض" الزنزانة. واضاف "ارجو منكم الافراج عني بضمانة من السفارة الكندية باني لن اغادر البلاد".

واكد فاضل فهمي والد الصحافي المصري الكندي لفرانس برس ان ابنه "في حاجة الى اجراء جراحة في الكتف الايمن، الا ان مصلحة السجون لم تسمح له بذلك حتى الان". وخلال الجلسة اعلن مسؤول في قوات الامن انه "طالما (ان فهمي) يتعامل مع قناة تبث اخبار كاذبة، وتتعاون مع الاخوان فهو عضو في الاخوان".

وندد والد فهمي بـ"الاتهامات الكاذبة"، التي وجّهت إلى ابنه. وقال "يتهمونه بالانتماء إلى جماعة الاخوان، في حين انه كان من اول الذين شاركوا في تظاهرات 30 حزيران/يونيو ضدهم"، والتي ادت الى الاطاحة بمرسي. وصرح احد محامي الصحافي ابراهيم عبد الوهاب ان "التهمة الوحيدة ذات المصداقية هي حيازة مواد للنشر بلا ترخيص".

ونددت الجزيرة بالتهم التي "لا اساس لها"، فيما صرح احد محامي الدفاع مخلص الصالحي، لفرانس برس، انه سيكرر "طلب الافراج عن الصحافيين بكفالة". وتؤكد السلطات ان الصحافيين كانوا يعملون بلا ترخيص.

من جانبه قال اندرو غريست امام المحكمة ان اخاه بيتر "في حالة صحية جيدة". واضاف "من المؤكد ان بيتر يشعر بامتنان كبير لدعم المجتمع الدولي، الذي "يجعله يتحمل السجن". ويحاكم ثلاثة من الاجانب المدرجين على لائحة الاتهام غيابيًا لوجودهم خارج مصر، وهم البريطانيان سو تورتون ودومينيك كاين، والصحافية الهولندية رينا نيتجيتس.

وادانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، ومقرها باريس، بـ"استمرار الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات المصرية ضد الحريات الأساسية المكفولة والمحمية" في الدستور المصري، الذي اقر نهاية كانون الثاني/يناير الماضي.

وسبق ان اعتبرت منظمة العفو الدولية التهم الموجهة للصحافيين "انتكاسة كبرى لحرية الصحافة"، مؤكدة ان ذلك "يوجه رسالة مخيفة بان رواية واحدة للوقائع مقبولة اليوم في مصر، وهي تلك التي تسمح بها السلطات"، ووصفت الصحافيين بانهم "سجناء رأي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف