الأوروبيون يعقدون قمة استثنائية مخصصة لأزمة أوكرانيا
برلمان القرم يصوت بالإجماع لصالح الإنضمام الى روسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلب برلمان جمهورية القرم، الذي يهيمن عليه التيار الموالي لروسيا، الخميس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضمّ الجمهورية لروسيا وتنظيم استفتاء في 16 اذار/مارس حول مصير شبه الجزيرة الاوكرانية.
بروكسل: طلب برلمان جمهورية القرم الذي يهيمن عليه التيار الموالي لروسيا، الخميس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمّ شبه الجزيرة الاوكرانية الى روسيا، واعلن عن تنظيم استفتاء في 16 اذار/مارس للموافقة عليه، كما افاد مسؤول في البرلمان لوكالة فرانس برس.
وسيكون على الناخبين الاختيار بين الانضمام الى الاتحاد الروسي أو تعزيز الحكم الذاتي لشبه جزيرة القرم، كما قال النائب غريغوري لوف.
وسارع الكرملين الى التأكيد أن الرئيس الروسي تبلغ طلب البرلمان المحلي للقرم.
ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس الرسمية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن "هذه المعلومة (حول طلب البرلمان المحلي للقرم) قد وصلتنا للتو وابلغ الرئيس بها".
وكان برلمان القرم قرر في السابق تنظيم استفتاء حول تعزيز الحكم الذاتي فقط في 30 اذار/مارس.
ومنذ 28 شباط/فبراير، تسيطر القوات الروسية في الواقع على جمهورية القرم التي تتمتع بحكم ذاتي، ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة معظمهم من اصول روسية.
وكان موالون لروسيا احتلوا امس البرلمان المحلي وعينوا في هذه الظروف التي تحتج عليها كييف، رئيسًا جديدًا للوزراء هو سيرغي اكسيونوف.
واعلنت النيابة العامة الاوكرانية الاربعاء بدء ملاحقة اكسيزونوف ورئيس البرلمان المحلي فولوديمير كونستانتينوف بتهمة "المساس بوحدة" اوكرانيا. وقد يحكم عليهما بالسجن عشر سنوات.
وكان نيكيتا خروتشيف المتحدر من اوكرانيا "وهب" القرم الى اوكرانيا السوفياتية في 1954. ولتدارك المحاولات الانفصالية منحتها كييف في 1992 وضع الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي.
قمة أوروبية مستعجلة
تعقد القمة الاوروبية التي تقررت بشكل عاجل الاثنين، عند الساعة 11:30 (10:30 تغ) بلقاء مع رئيس الوزراء الاوكراني الجديد ارسيني ياتسينيوك.
وقال المجلس الاوروبي إن قادة الدول الـ28، الاعضاء في الاتحاد، بمن فيهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، سيعقدون بعد ذلك اجتماعاً "لمناقشة الوضع في اوكرانيا ورد الاتحاد الاوروبي". وتقرر الاجتماع الذي يفترض أن ينتهي في اليوم نفسه مع تحول الأزمة الاوكرانية الى مواجهة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة بين موسكو والغربيين.
واشنطن تفرض قيودًا
في تصعيد للضغوط على روسيا، فرضت الولايات المتحدة الخميس قيوداً على منح تأشيرات الدخول الى اراضيها، وسط استعدادات لفرض مزيد من العقوبات المحتملة بسبب تدخل روسيا في شبه جزيرة القرم الاوكرانية.
وقال البيت الابيض إن الرئيس الاميركي باراك اوباما أمر بفرض حظر على التأشيرات "ردًا على الانتهاك الروسي المستمر لسيادة ووحدة اراضي اوكرانيا".
وفي أمر تنفيذي فرض الرئيس اوباما تجميدًا على ممتلكات المسؤولين والافراد الضالعين في ذلك الانتهاك.
وقالت الادارة الاميركية إن "هذا الامر التنفيذي هو أداة مرنة ستسمح لنا بمعاقبة الاكثر ضلوعًا بشكل مباشر في زعزعة استقرار اوكرانيا، بما في ذلك التدخل العسكري في القرم، ولا يستبعد اتخاذ خطوات أخرى في حال تدهور الوضع".
وجاء في بيان البيت الابيض أنه "اعتمادًا على كيفية تطور الوضع، فإن الولايات المتحدة مستعدة لدراسة اتخاذ مزيد من الخطوات وفرض مزيد من العقوبات حسب الضرورة".
وقال "ندعو روسيا الى اغتنام الفرصة التي امامها لحل الازمة عبر الحوار المباشر والفوري مع الحكومة الاوكرانية".
كما دعا البيان الى "سحب القوات الروسية فورًا الى قواعدها، واستعادة وحدة اراضي اوكرانيا، ودعم النشر الفوري لمراقبين دوليين ومراقبين لحقوق الانسان لضمان حماية حقوق جميع الاوكرانيين، بمن فيهم المتحدرون من اصل روسي".
وقال دان فايفر كبير مستشاري اوباما إن الامر التنفيذي "سيحدد اطارًا للعقوبات المحتملة".
سيطرة روسية!
ويسيطر جنود مسلحون لا يحملون أي شارات وطنية، لكن قال السكان والصحافيون في المكان إنهم ينتمون الى الجيش الروسي، فعليًا على شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية جنوب اوكرانيا الجمهورية السوفياتية السابقة.
وتنفي موسكو تورطها هذا، وتتحدث عن "مجموعات للدفاع الذاتي" ينظمها السكان الذين يشكل الناطقون بالروسية غالبيتهم، ويشعرون بأنهم مهددون من قبل السلطات الجديدة الموالية لاوروبا في اوكرانيا.
ودان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني مساء الاربعاء هذا الوضع، معتبرين أنه "غير مقبول". وقد عبرا عن "قلقهما الكبير من الانتهاكات الواضحة من قبل روسيا لسيادة ووحدة وسلامة اراضي اوكرانيا".
أعمال غير شرعية
وكانت وزارة الخارجية الاميركية أكدت أن "روسيا تروي قصصًا خاطئة لتبرير اعمالها غير الشرعية في اوكرانيا". وقالت إن "العالم لم يشهد خيالاً روسيًا مدهشاً الى هذا الحد منذ أن كتب دوستويفسكي أن اثنين زائد اثنين يساوي خمسة هو امر جذاب ايضاً"، وهي جملة وردت في احدى روايات الكاتب الروسي الشهير.
واكدت رئاسة الحكومة البريطانية من جهتها الاتفاق بين واشنطن ولندن على ضرورة أن "تواصل الاسرة الدولية العمل بتوافق من اجل خفض التوتر ومنع روسيا من الذهاب ابعد من ذلك".
واكد مصدر مقرب من هولاند ان "المنطق" في قمة بروكسل "سيكون الخروج من الأزمة وليس فرض عقوبات"، موضحاً أنه "ليس هناك أي قرار متوقع بفرض عقوبات على روسيا". واضاف "المشكلة هي تحقيق توازن بين جهود الوساطة والعقوبات".
كيري سيجري محادثات مع الاوروبيين في روما
يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس في روما محادثات مع نظرائه الاوروبيين بخصوص اوكرانيا، على ما اعلن دبلوماسي اميركي قبل قمة في بروكسل مخصصة لبحث هذه الازمة.
وكيري الذي وصل الى العاصمة الايطالية للمشاركة في اجتماع دولي حول ليبيا، سيلتقي صباحًا وزراء خارجية ايطاليا وفرنسا وبريطانيا والمانيا، بحسب المسؤول في الخارجية الذي يرافقه في جولته.
وكان وزير الخارجية الاميركي التقى الاربعاء عددًا من الوزراء الاوروبيين في باريس خلال مشاورات دبلوماسية طويلة، بينهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقال الدبلوماسي إن "الهدف هو التشاور قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي".
حساسيات أوروبية
وفي الواقع، هناك الكثير من الحساسيات داخل الاتحاد الاوروبي. فقد عبرت ايطاليا والمانيا عن تحفظات كبيرة على مقاطعة الاستعدادات لقمة مجموعة الثماني المقررة في سوتشي في حزيران (يونيو) المقبل. واجرت المستشارة الالمانية محادثات هاتفية الاربعاء مع بوتين. وقال الكرملين انهما بحثا في "سيناريوهات" يمكن أن تسمح "بتطبيع" الوضع.
وفي باريس، لم تحقق محاولة لعقد اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي والاوكراني سيرغي لافروف واندري ديشتشيتسا، اي نجاح مساء الاربعاء. وبعد ايام من تبادل الانتقادات الحادة، التقى لافروف وزير الخارجية الاميركي جون كيري. وقد اتفقا في نهاية اللقاء على مواصلة الحوار.
وحتى الآن، لم يحاول الاوروبيون صب الزيت على النار. فقد "دانوا بحزم" الاعمال "العدوانية للقوات المسلحة الروسية" في القرم لكنهم اكدوا ضرورة اجراء "حوار بناء" من اجل "مخرج سلمي" للأزمة.
وتقول السلطات الاوكرانية إن حوالي 16 الف جندي روسي بينهم خمسة آلاف على الاقل وصلوا في الايام الماضية، يحتلون القرم حيث يطوقون معظم المواقع الاستراتيجية (سفن حربية وثكنات ومبانٍ ادارية).
كما يحتلون جزئياً قاعدتين لاطلاق الصواريخ ما زالتا تحت سيطرة القوات الموالية لكييف.
تصاعد التوتر في القرم
وفي مؤشر الى تصاعد التوتر، قرر موفد الامم المتحدة الخاص الى القرم روبرت سيري انهاء مهمته في هذه المنطقة، بعدما احتجزه لوقت قصير الاربعاء مسلحون في سيمفروبول. وقال نائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون إن سيري كان "بالقرب من مقر القوات البحرية" في سيمفروبول حين هدده مسلحون.
واوضح الياسون متحدثاً عبر الدائرة المغلقة من كييف أن "اشخاصًا مجهولين" ومسلحين اعترضوه وأمروه بالتوجه الى المطار و"مغادرة القرم". وحاول سيري استعادة سيارته لكنه فشل واضطر الى العودة لفندقه سيرًا.
وفي طريق عودته اجرى اتصالاً هاتفيًا من مقهى ليروي ما حدث معه. وفي وقت لاحق قال سيري في اتصال هاتفي اجرته معه محطة التلفزيون الاميركية سي ان ان "امل أن يذكر هذا الحادث الجميع الى أي حد اصبح الوضع خطيرًا في القرم. هناك حاجة ملحة لنزع فتيل" التوتر.
وسيجري مجلس الامن الدولي مشاورات جديدة مغلقة بعد ظهر اليوم الخميس حول الأزمة الاوكرانية، حسب ما اعلن دبلوماسيون. وستبدأ هذه المشاورات بين الدول الـ15 الاعضاء عند الساعة 14:30 (19:30 تغ) في نيويورك.
وسيكون الاجتماع الرابع الذي يعقده مجلس الامن حول هذا الملف منذ الجمعة الماضي. وعشية القمة الاوروبية الاستثنائية، قدمت المفوضية الاوروبية الاربعاء خطة مساعدة لاوكرانيا تبلغ قيمتها "11 مليار يورو على الاقل" للسنتين المقبلتين.
وفي اطار التوتر في المنطقة، اتصل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاربعاء بالرئيس اللاتفي اندريس بيرزينس، في مبادرة تهدف الى طمأنة هذه الدولة الواقعة على بحر البلطيق القلقة من تبعات الأزمة الاوكرانية.
من جهة اخرى، ابلغ وزير خارجية استونيا وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بأن قادة اوكرانيين موالين للغرب ربما لعبوا دوراً في عمليات قتل المتظاهرين في كييف في 20 و21 شباط/فبراير، بحسب ما اظهر تسجيل صوتي تسرب الاربعاء.