ساعيًا لسحب تسجيلات أحرجته
عودة ساركوزي السياسية محفوفة بالفضائح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طلب نيكولا ساركوزي من القضاء الفرنسي الاثنين سحب تسجيلات محرجة سرّبها مستشاره السابق، في وقت يعكر فيه تنصت القضاء على اتصالاته إمكانية عودته إلى الحياة السياسية.
إيلاف من بيروت: رفع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا بروني دعوى مستعجلة في باريس ضد مستشاره السابق باتريك بويسون، وضد موقع اتلانتيكو الذي نشر على الانترنت مقتطفات من تسجيلات صوتية، يسمع فيها ساركوزي متحدثًا إلى مقربين له.
سر المهنة
وشكل بث أولى التسجيلات صدمة في فرنسا، وشملت أحاديث عمل وأخرى خاصة ناقدة لوزير أو آخر، وسخرية من زوجة الرئيس، وغيرها من المواضيع. وهذه القضية غير مرتبطة بالتنصت على ساركوزي، بناء على طلب قضاة يحققون في تمويل حملته الانتخابية.
وادى اتصال بين ساركوزي ومحاميه إلى فتح تحقيق في 26 شباط (فبراير) حول انتهاك سرية التحقيق واستغلال النفوذ. وسارعت نقابة المحامين إلى الرد مستنكرة التعدي على سر المهنة.
ويأمل ساركوزي وزوجته بأن يتم سحب التسجيلات التي نشرت، وايضًا بصدور قرار يحول دون نشر أي مقتطفات جديدة. وبحسب الادعاء، فإن بويسون قام بالتسجيلات بشكل سري خلال الولاية الرئاسية لساركوزي بين 2007 و2012. ولا يسع القضاء منع أي نشر جديد بشكل وقائي.
شرعية أخلاقيًا
وتسببت هذه القضية بإحراج للرئيس السابق الذي تدور تكهنات منذ أشهر حول عودته قبل الانتخابات الرئاسية في 2017، وبشكل اكثر شمولًا اليمين مع دنو موعد الانتخابات البلدية في اواخر اذار (مارس) الجاري. واعتبر عدد كبير من مسؤولي اليسار أن التسجيلات دليل على اخلاقيات الحكومة السابقة.
وجاء في الشكوى التي تقدم بها ساركوزي: "هذه المحادثات التي تمت بشكل متواصل طيلة وجود بويسون إلى جانب ساركوزي، بينما كان مع زوجته في منزل خاص، ليس من المفترض أن يتم الاحتفاظ بها وأن تنشر على الملأ".
من جهته، اعتبر جيل وليام غولدنادل، محامي بويسون، أن الدعوى شرعية اخلاقيًا، لكنه شدد على أن موكله لا علاقة له بنشر تلك التسجيلات. واكد بويسون، المدير السابق لصحيفة "مينوت" الناطقة باسم اليمين المتطرف، أن التسجيلات لم تعد بحوزته، وفي نيته رفع دعوى بتهمة السرقة واخفاء مسروقات.
تعويضات
ويوم الاحد، قام موقع اتلانتيكو بسحب مقتطفات من تسجيل تم في 26 شباط (فبراير) 2011 في مقر لانتيرن الرئاسي، سمعت فيه كارلا بروني، لكنه ابقى على مقتطفات أخرى. وقال الموقع: "اذا كان نشر هذه الاقوال يتم انطلاقًا من مبدأ أهمية اطلاع الجمهور، فقد قررنا سحبها من أجل التهدئة، ولأن السيدة الاولى السابقة ليست شخصية سياسية".
إلا أن بروني تصر على الدعوى التي تستهدف ايضاً باتريك بويسون، بحسب محاميه ريشار مالكا. ويطالب ساركوزي وزوجته، علاوةبسحب التسجيلات تحت طائلة دفع غرامة 5 الاف يورو عن كل يوم تأخير، بتعويض من اتلانتيكو قدره يورو واحد لكل منهما، ومن بويسون بقيمة 30 الف يورو ستدفع كاملة إلى مؤسسة لمكافحة الايدز.
وطالب مالكا بالتنديد بالممارسات التي تثير مخاوف من تحول المجتمع إلى مكان لا أحد فيه بمأمن من التنصت ومن نشر محادثات خاصة.
وكثف ساركوزي في الاشهر الماضية اطلالاته العلنية، ولم يتردد في انتقاد إدارة خلفه الاشتراكي فرنسوا هولاند للبلاد. وفي الوقت الذي يواصل فيه اليمين انقساماته، يحاول ساركوزي ابراز نفسه مرشحًا لا يمكن تجاوزه في انتخابات 2017 الرئاسية.