«الشراع» تكشف مؤامرة سورية على رئيس مجلس النواب اللبناني
لهذه الأسباب يريد بشار الأسد رأس نبيه بري!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول حسن صبرا في مجلته "الشراع" إن بشار الأسد ينوي اغتيال نبيه بري كي يعيد لم الشيعة خلف حزب الله، وانتقامًا من اتخاذه مواقف معتدلة، لا تصب في صالح تحويل لبنان إلى حديقة خلفية لآل الأسد.
لطالما كان نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس حركة أمل الشيعية، رجل سوريا في لبنان، يقاتل عنها الفلسطينيين في حرب المخيمات الشهيرة بين العامين 1985 و1988، ويقاتل عنها الإيرانيين في حرب إقليم التفاح الطاحنة ضد حزب الله في العام 1986، كما يقاتل عنها من خرج عن طوعها من السنة بتصفية بقايا المرابطون في العام 1985.
غير أن من يراقب بري منذ اندلاع الثورة السورية يلاحظ تراجعًا كبيرًا في نشاطه السوري، إلا من قبيل رفع العتب، بخلاف صنوه الشيعي حزب الله المنخرط في الميدان السوري حتى النخاع، حتى اتهم بري مرارًا برمي الحجارة في بئر شرب منه أكثر من ثلاثة عقود. لكن هل وصل الأمر إلى تبييت رئيس النظام السوري بشار الأسد النية لتصفية بري؟
انكشفت أو تأجلت
عن هذا يكتب حسن صبرا، رئيس تحرير مجلة الشراع اللبنانية، التي طالما كشفت مؤامرات لاغتيال بري، الذي يصفه صبرا بأنه ضمانة وطنية عربية إسلامية للبنان السيد الحر المستقل. فشلت هذه المحاولات، كما يقول صبرا، بفضل الاجراءات الأمنية المشددة حول مكان إقامة بري، وقراره بالتخفيف من تنقلاته داخل بيروت، وإلغاء توجهه إلى مصيلح حيث كان يستقبل الجنوبيين يومي السبت والأحد من كل أسبوع، "وكلها جاءت بعد فشل فتح الاجرام في إقامة إمارة إسلامية في الشمال في العام 2007، بعد كشف متفجرة في منطقة الزهراني على طريق يمر فوقها حتمًا موكب بري في طريقه إلى المصيلح".
يسأل صبرا في مقالته: "لماذا لا تكون العودة إلى تهديد حياة بري مؤشرًا إلى استعادة فتح الاسلام دورها باسم مختلف، يحمل هذه المرة اسم جبهة النصرة، أو داعش أو أي اسم إسلامي آخر، واسألوا جميل السيد عن الجهة التي قيل إن أحمد أبو عدس كان ينتمي إليها (جند الشام)، بل اسألوا زملاءه في مكاتب علي المملوك عن الذين دبروا خطف قتيبة الساطم ليحدثوا تفجير الضاحية الاجرامي (جبهة النصرة)!".
فصل الشمال
يربط صبرا المحاولة الأخيرة لاغتيال بري بنية هذه الجماعات الانتقام من فشلها السابق في إقامة إمارة إسلامية في الشمال، "لأن موقف بري كان وما زال داعمًا للجيش اللبناني، الذي تناصبه هذه الجماعة العداء، بتوجيه من بشار وماهر والمملوك في سورية، وتصميم منها على محاربة الشيعة كشيعة في لبنان، مستغلة ثقافتها العدمية التكفيرية التي تناصب الشيعة العداء، كما تناصب بعضها عداء أشد تشهد عليه التصفيات الجسدية والمجازر الجماعية التي ترتكبها ضد بعضها البعض".
وهو يرى أن هذه الجماعات المتطرفة التي يسوق انها وراء محاولة اغتيال بري، بدأت إجرامها رسميًا وعلنيًا في لبنان في العام 2007، حين سعت لاحتلال طرابلس وجعلها عاصمة للإمارة الاسلامية، لولا وقوف بري و رئيس الوزراء فؤاد السنيورة صفًا واحدًا أمّن تغطية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتنفيذ قرار وقف جرائم فتح الاسلام، الساعية لإقامة الامارة الاسلامية، "برئاسة طليق سجون بشار شاكر العبسي، في وقت وقف فيه حسن نصرالله مهددًا مزبدًا، ضد مواجهة هذه العصابة رافعًا اصبعه الشهير وشعاره الأشهر بأن إنهاء عصابة فتح الاجرام هو خط أحمر".
لهذه الأسباب
ومما سبق، يستنتج صبرا استحالة خداع الناس بأن مؤامرة اغتيال بري من صنع التكفيريين، إنتقامًا من تورط حزب الله في سوريا،"فهؤلاء التكفيريون لم يكونوا موجودين في لبنان قبل الثورة السورية ضد الهمجي وشقيقه وعصاباتهما، إلا حين كانوا ينفذون مخططات هذين الهمجيين وثالثهما صاحب الاصبع صاحب الخط الأحمر"، مشيرًا إلى أن وثائق ويكيليكس كشفت رأي بري في شخصية بشار الأسد، إذ وصفه بالغبي الذي يدفع سوريا ولبنان نحو الهاوية.
وبذلك، يرى رئيس تحرير الشراع أن لا تفسير لنية جبهة النصرة أو داعش التخلص من بري إلا أن بشار بات محمومًا مسعورًا أكثر من أي وقت مضى للتخلص من الضمانة الوطنية العربية للبنان، نبيه بري، لأسباب عدة، أولها أن اغتيال بري يعيد توحيد الشيعة خلف قرار المشاركة في الحرب السورية، بعد تعرض شعبية حزب الله وحسن نصرالله في الوسط الشيعي لنكسات عدة، خصوصًا أن مواكب جنازات جثامين قتلى الحزب في سوريا باتت أكثر من أن تتحملها مشاعر الناس في الجنوب والبقاع والضاحية.
إشعال المنطقة
ثاني هذه الأسباب هو نية بشار الأسد إشعال المنطقة بالزلازل والبراكين، "ولا شك في أن اغتيال بري سيشعل الشارع الشيعي في لبنان ضد السنّة ـ لأن بشار يريد قتل بري بيد متطرف سني، فضلًا عن اشعاله بلادًا عربية وإسلامية عديدة، لأن الرجل يحظى بمكانة عربية وإسلامية عالية يتأثر بدوره الملايين محليًا وعربيًا وإسلاميًا، خاصة مع شعور ملايين من الشيعة العرب والمسلمين انهم ينتمون في ثقافتهم وولائهم لأوطانهم إلى نهج بري المعتدل نفسه بعد أن تأثروا بدور حزب الله في مقاومة إسرائيل، ثم تبين لهم أن هذا الحزب أداة صغيرة في أيدي ولاة الأمر في طهران".
حديقته الخلفية
أما السبب الثالث، بحسب صبرا، فيكمن في أن بشار يموت غيظًا كلما قرأ تصريحًا لبري يطلق فيه شعارات وأفكارًا تصبح عناوين سياسية في لبنان والمنطقة، "فهو من أطلق معادلة س. س. أي سورية والسعودية، وكان هذا الشعار في نظر بشار دعوة من بري لمشاركة السعودية مع سورية في حل أزمة لبنان، بينما كان غرور وغباء بشار يصوران له أن لبنان هو حديقته الخلفية، يحكمها مباشرة او عبر حزب الله ويتامى استخباراته".
وبشار لم يتوان عن شتم بري أمام بعض السياسيين اللبنانيين، حين دعا إلى مصالحة سعودية - ايرانية لحماية لبنان، فأبلغه بعضهم حقد بشار ضده، ما دفع بري لزيادة الحراسة وتوسيع مداها خارج مقره. يضيف صبرا: "اما كراهية بشار وقراره قتل بري، فجاء مباشرة بعد أن أوصى بري في كلمته امام الاجتماع البرلماني العربي الاخير أن تتم الاشارة إلى مبادرة قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في مواجهة الارهاب والارهابيين ومعاقبة كل سعودي يتوجه للقتال في الخارج".
فضل الأسد الأب
قرأ بشار في موقف بري دعمًا لدعوة اخراج المقاتلين الاجانب من سورية، وهم اذا كانوا عشرين الف عربي ومسلم إلى جانب الثوار (داعش - النصرة) فإنهم يزيدون عن مائة ألف يقاتلون مع بشار من لبنان والعراق واليمن وافغانستان ومصر ومرتزقة اوروبا الشرقية والباكستان، ودائمًا ايران.
ويستعيد صبرا سريعًا فضل الأسد الأب على بري، إذ لم يسمح لحركة امل بخطابها الاسلامي المعتدل أن تشارك في قطف ثمار المقاومة، بالرغم من تقديمها التضحيات الجسام بوجه إسرائيل، "فتم إلزام الحركة أن تصفي جناحها المقاوم قبل سنوات، وحين اعترضت امل على هذا القرار الاجرامي من حافظ الاسد، تمت تصفية قادتها وابرزهم داود داود ومحمد فقيه وحسن سبيتي في العام 1988، ثم جرى قتل سعد المقاومة في معركة محمد سعد"، بحسب صبرا.