ضحية السلاح الكيميائي تصبح المحافظة العراقية التاسعة عشرة
بارزاني يعلن حلبجة محافظة رابعة للاقليم بغياب قرار مركزي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق اليوم عن قرار بتحويل قضاء حلبجة، الذي اشتهر بضربه بالسلاح الكيميائي عام 1988، إلى محافظة رابعة للاقليم وتاسعة عشرة للعراق، في إجراء فردي سيثير غضب بغداد ويصب الزيت على نار الخلافات بين الطرفين.
لندن: قال رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني خلال مؤتمر صحافي في أربيل الخميس إنه وقع قرارًا "بتحويل قضاء حلبجة الشهيدة إلى محافظة رابعة في الاقليم". وأضاف أنّه سيتم ارسال قانون تحويل حلبجة إلى محافظة، إلى مجلس النواب العراقي لوضعها ضمن التقسيم الاداري لخارطة العراق. وقد اتخذت حكومة الاقليم هذا القرار قبل موافقة مجلس النواب عليه، والذي سبق للحكومة الاتحادية المركزية أن وافقت عليه وحولته إلى المجلس الذي لم يعرضه على النواب لمناقشته لحد الان.
ويتطلب قرار تحويل قضاء حلبجة إلى محافظة الآن تعيين محافظ لها تعيّنهحكومة الاقليم، وتقسيمها إلى اقضية ونواحٍ وادراجها ضمن محافظات الاقليم التي ستجري فيها الانتخابات المحلية في 30 من الشهر المقبل بالترافق مع الانتخابات البرلمانية العامة في العراق في اليوم نفسه.
عدم انتظار الحكومة المركزية
وأعلن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في الثالث من الشهر الحالي المضي بتحويل مدينة حلبجة إلى محافظة من دون انتظار اجراءات الحكومة المركزية لذلك. وطلب بارزاني في خطاب رسمي إلى رئاسة مجلس وزراء إلاقليم عدم انتظار الحكومة المركزية في بغداد والبدء باتخاذ الإجراءات الإدارية على وجه السرعة لتحويل حلبجة إلى محافظة.
وأضاف قائلاً إنه "بالاعتماد على آراء العديد من القانونيين بأن قضية تحويل حلبجة الشهيدة إلى محافظة تقع ضمن حلقة الصلاحيات الإدارية لإقليم كردستان، وبعدم وجود إستجابة لازمة من قبل بغداد لجعل حلبجة محافظة، عليه قررنا أن تقوم حكومة إقليم كردستان بأسرع وقت في البدء باتخاذ الإجراءات الإدارية بتحويل حلبجة الشهيدة محافظة إستجابةً لمطالب أهالي هذه المنطقة".
وكان مجلس الوزراء العراقي وافق في 31 كانون الاول (ديسمبر) الماضي على تحويل مدينة حلبجة الكردية ضحية الاسلحة الكيميائية عام 1988 إلى المحافظة التاسعة عشرة للبلاد، فيما رحب الاكراد بهذه الخطوة متعهدين بتحويلها إلى المحافظة الاجمل في العراق. وستكون حلبجة ايضًا المحافظة العراقية التاسعة عشرة والرابعة لاقليم كردستان لتضاف إلى محافظات الاقليم الثلاث الحالية أربيل والسليمانية ودهوك.
وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد اطلق على دولة الكويت لدى احتلالها صيف عام 1990 المحافظة العراقية التاسعة عشرة ليأتي قرار اليوم لتحصل حلبجة على هذا الرقم في التسلسل الاداري للمحافظات العراقية. وقد اشتهرت مدينة حلبجة في العالم اثر فقدانها لخمسة آلاف من سكانها سقطوا ضحايا ضرب النظام السابق لها بالاسلحة الكيميائية.
وفي وقت سابق من العام الحالي قررت حكومة كردستان تشكيل محافظة حلبجة من أقضية حلبجة وشارزور وسيد صادق وبنجوين، فيما ستكون حلبجة عاصمة المحافظة الجديدة.
ويتبع قضاء حلبجة حاليًا محافظة السليمانية على حدود اقليم كردستان العراق مع إيران، وتعرضت المدينة للقصف بالاسلحة الكيميائية التي استخدمها النظام السابق ضد سكانها في السادس عشر من آذار (مارس) عام 1988 ما تسبب في مقتل 5 آلاف من سكانها واصابة نحو 20 الفًا آخرين، حسب ما اوردت احصاءات وتقارير رسمية محلية ودولية.
ويتشكل إقليم كردستان حاليًا من ثلاث محافظات هي أربيل العاصمة ودهوك والسليمانية، بينما يتنازع مع بغداد على محافظة كركوك ومناطق أخرى من محافظات نينوى الشمالية وديإلى في الوسط وصلاح الدين بالغرب. وكان نيجيرفان بارزاني قد وعد في مراسم احياء الذكرى الـخامسة والعشرين لقصف مدينة حلبجة في 16 اذار (مارس) الماضي بتحويل قضاء حلبجة إلى محافظة.
وتبعد حلبجة عن الحدود الإيرانية بحوالي 15 كيلومترًا، وتقع على بعد 240 كيلومترًا شمال شرق بغداد، وتعرضت في اذار 1988 لمعركة عنيفة بين القوات العراقية والايرانية خلال حربهما بين عامي 1980 و1988 دارت رحاها لعدة أيام واستخدمت فيها الأسلحة الكيميائية.
ابادة جماعية
والهجوم الكيميائي على حلبجة حدث في الأيام الأخيرة للحرب العراقية الإيرانية، حيث كانت المدينة محتلة من قبل الجيش الإيراني وعندما تقدم إليها الجيش العراقي تراجع الإيرانيون إلى الخلف، فقام العراقيون قبل دخولها بقصفها بغاز السيانيد مما أدى إلى سقوط هؤلاء الضحايا من الاكراد من أهالي المدينة. وقد ادعت السلطات أن الهجوم قامت به القوات الإيرانية فيما اتهمت الأخيرة الجيش العراقي بذلك.
وتشير شهادات لسكان المدينة إلى أنّه في الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر يوم 16 اذار من عام 1988 امتلأت اجواء المدينة باسراب من الطائرات القاصفة يحمل بعضها بالونات لمعرفة اتجاه الريح، وكان عدد الاسراب يتراوح بين 6 إلى 12 طائرة تتناوب بقصف مكثف على المنازل والمزارع والشوارع والناس، فما كان من السكان الا الفرار العشوائي باتجاه الجبال وهربت مجموعات منهم إلى إيران وأخرى إلى السليمانية.
وقد اعتبر هذا الهجوم ابادة جماعية وأكبر هجمة كيميائية وُجّهت ضد سكان مدنيين هم الأكراد، وهو أمر يتفق مع وصف الإبادة الجماعية في القانون الدولي والتي تكون موجهة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة.
ويبلغ عدد سكان حلبجة حوالي 100 الف نسمة وتقع على ارتفاع 1770 قدماً عن سطح البحر في وسط سهل شارزوور على الاراضى الزراعية.