تخشى تقديم بيانات راداراتها لعدم تبيان النقص في قدراتها
مصالح الدول تعرقل البحث عن الطائرة الماليزية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعقد غياب التنسيق والتعاون المنظم بين الدول المشاركة في البحث عن الطائرة الماليزية عمليات البحث، كما يعوق اختلاف المصالح بين الدول التوصل إلى نتيجة ملموسة، خاصة أن دولًا تخشى الكشف عن بيانات راداراتها لعدم تبيان النقص في قدراتها.
كوالالمبور: قال وزير النقل والدفاع الماليزي هشام الدين حسين الاربعاء إنه تمت ازالة البيانات من جهاز محاكاة الطيران، الذي عثر عليه في منزل الطيار. واكد أن المحققين يعملون على استعادتها.
امتناع روسي - أوكراني
وكانت الشرطة الماليزية عثرت الاحد على الجهاز في منزل الطيار زهاري احمد شاه. الا أن حسين اكد أنه ليس هناك ما يدل على تورط الطيار في أي شيء أو أن تكون لجهاز المحاكاة أية علاقة بالحادث. واشار الى أن السلطات الماليزية "حصلت على بيانات عن الركاب من كل الدول، باستثناء روسيا واوكرانيا"، موضحًا أنه "حتى الآن لم نجد أي معلومات ذات اهمية حول الركاب".
وشددت ماليزيا على اهمية المساعدة الخارجية على تمشيط منطقتين بريتين والمياه البحرية، التي تساوي بمساحتها مساحة استراليا كاملة. واعلنت اندونيسيا الجمعة أنها أجازت لأستراليا واليابان والامارات العربية وماليزيا مراقبة اراضيها واجوائها، مشيرة الى أن سفنها تنتظر التعليمات من كوالالمبور.
وقال المتحدث العسكري الاندونيسي اسكندر سيتومبول: "ليست القضية أن اندونيسيا لا تريد اصدار تراخيص (المراقبة)، ولكن هناك اجراءات ينبغي اتباعها". وشدد على أن جاكرتا لم تكن تحاول "ابطاء" العملية. واضاف في حديث لوكالة فرانس برس ان التراخيص "يجب أن تمر بوزارة الخارجية اولًا قبل تقديمها للقوات المسلحة".
وفقد اثر الطائرة، التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش 370، فجر الثامن من اذار/مارس، وعلى متنها 239 شخصاً، ما تطلب عمليات بحث بمشاركة دولية مكثفة في جنوب شرق اسيا والمحيط الهندي. ولم يتم العثور خلال عمليات البحث حتى الآن على أي آثار لحطام الطائرة، في حين شارفت مدة الـ30 يومًا على الانتهاء، والتي يتوقف من بعدها الصندوق الاسود عن اصدار اشارات.
إشارة لم تثمر
وكشفت القوات الجوية التايلاندية الاربعاء أن راداراتها العسكرية التقطت اشارة من الطائرة الماليزية في الثامن من آذار/مارس بعد دقائق على اختفائها، أو على تغيير مسارها من قبل شخص على متنها بحسب ما يعتقد محققون. وبالرغم من أنه لم يتم التحقق 100 % من هوية "الطائرة المجهولة"، التي التقطتها الرادارات التايلاندية، الا أن البيانات المتوافرة تعزز من فرضية انها الطائرة نفسها.
ولم يعلن الجيش التايلاندي عن تلك المعلومات الا بعدما تفقد سجلات راداراته الاثنين بطلب من السلطات الماليزية. وقال المارشال قي القوات الجوية مونتون سوشوكورن لوكالة فرانس برس إنه تم التقاط اشارة من الطائرة عينها في وقت لاحق، بعدما غيرت مسارها مجددًا نحو الشمال، وقبل اختفائها فوق بحر اندامان.
لم تتفقد القوات الجوية التايلاندية سجلاتها، لأن الطائرة لم تكن في "الاجواء الاقليمية التايلاندية، ولم تكن تعتبر تهديدًا لتايلاند"، بحسب ما قال المتحدث نافيًا أن تكون بانكوك "تخفي المعلومات". وطلبت ماليزيا المساعدة من اكثر من 24 دولة على صعيد الرادارات والاقمار الصناعية وارسال سفن وطائرات مراقبة.
وبعد اعترافه بـ"التحديات الديبلوماسية والتقنية واللوجيستية"، التي ترافق عملية البحث، قال وزير النقل والدفاع الماليزي هشام الدين حسين الثلاثاء إن ماليزيا سلمت بعض جوانب العملية الى دول أخرى. واضاف ان استراليا واندونيسيا وافقتا على قيادة البحث في المنطقة الجنوبية من المحيط الهندي، كما تسلمت الصين وكازاخستان القيادة في المنطقة الشمالية، والممتدة من شمال تايلاند الى جنوب ووسط آسيا.
معضلة الرادارات
لكن العديد من الدول المشاركة غير معتادة على هذا النمط من التنسيق، خصوصًا حين يتعلق الأمر باحتمال مشاركة الدول الأخرى ببيانات راداراتها. وعرضت العديد من دول المنطقة وأخرى المساعدة المطلقة، وأمنت الدعم التقني واللوجستي، ولكن يبدو أن البيروقراطية المتبعة والمترافقة مع الارباك الدائم أخّرت تدخل تلك الدول. وقالت اندونيسيا إنها تنتظر الضوء الاخضر من ماليزيا.
واوضح المتحدث الاندونيسي أن "خمس سفن اوقفت البحث في مضيق ملكا الاثنين بانتظار معلومات اضافية من ماليزيا ودول أخرى". وعلقت الهند ايضًا عمليات البحث في بحر اندامان لأيام عدة. وقال متحدث باسم البحرية لفرانس برس "لم نتلقَ أي تعليمات. قيادة اندامان ونيكوبار متأهبة بانتظار تعليمات اضافية".
واوضح مصدر في وزارة الدفاع الهندية أن "الامر لا يعود إلينا لاتخاذ القرار بهذا الخصوص، بل يعود إلى الحكومات. علينا ببساطة اتباع التعليمات، ونحن ننتظر الاوامر". واعرب استاذ الطيران في سنغافورة بول ياب عن تعاطفه مع السلطات الماليزية، مشيرًا الى أنه من الصعب دائماً الاشراف على عمل دول عدة.
وقال: "في الوقت الحالي اعتقد أن الأمر خرج من ايدي ماليزيا"، مضيفاً أنها بحاجة اليوم الى تدخل الشركاء. وتابع: "لن اتفاجأ اذا لم يحصل ذلك. الامر يرتبط بالمصالح الوطنية، فلن تكشف أي دولة عن بيانات راداراتها لعدم تبيان النقص في قدراتها".
ويتركز التحقيق حول معرفة ما إن كانت الطائرة اخرجت عمًدا عن مسارها غالبًا من قبل شخص في قمرة القيادة. وينتقد اقارب الركاب السلطات الماليزية منذ البداية بسبب المعلومات المتناقضة التي تقدمها. كما انتقدت الصين السلطات الماليزية بسبب طريقة معالجتها لقضية الطائرة المفقودة، خاصة أن ثلثي الركاب من الصينيين.