التحقيق في اختفاء الطائرة الماليزية سيكون طويلًا وخلافيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كوالالمبور: تشير جميع العناصر الى ان التحقيق في اختفاء الرحلة ام اتش 370 سيكون طويلا وخلافيا اذ ان الطائرة ماليزية سقطت في المياه الدولية وعلى متنها غالبية من الركاب الصينيين فيما تشارك عشرون دولة في عمليات البحث عن الحطام بدون اي نتيجة حتى الان.
وقال الخبير المستقل جيري سويجاتمان "اننا امام كارثة جوية اكثر تعقيدا بكثير من كل الكوارث المدرجة في المراجع، والامر سيتخطى قدرات ماليزيا ان قررت اجراء التحقيق وحيدة". وسقطت طائرة البوينغ 777 المسجلة في ماليزيا والتي كانت تنقل 227 راكبا وطاقما من 12 عضوا في المياه الدولية في المحيط الهندي، ما يعني ان التحقيق يعود لكوالالمبور بموجب القانون الدولي.
لكن بوسع ماليزيا تفويض قسم من صلاحياتها في حال رأت انها لا تمتلك الخبرات والوسائل المناسبة. وستلعب استراليا الدور الاكبر في التحقيقات المقبلة اذ من المتوقع اعادة اي حطام يتم العثور عليه في المحيط الى بيرث (غرب) من حيث يتم تنسيق عمليات البحث.
كما ستشارك في التحقيقات الوكالة الاميركية لامن المواصلات والوكالة البريطانية للتحقيق في الحوادث الجوية، بما ان الطائرة اميركية من طراز بوينغ والمحركات من صنع رولز رويس البريطانية. وتمارس الصين التي كانت الطائرة تقل 153 من رعاياها اي ثلثي الركاب، ضغوطا شديدة على ماليزيا من اجل اشراك خبرائها في التحقيقات.
وقال جيري سويجاتمان ان "المشكلة بالنسبة لماليزيا انها قد تصبح في نهاية المطاف مجرد مشاهد" معتبرا ان تدخل بكين "ربما يتحول الى فخ لماليزيا" على خلفية التوتر الشديد بين البلدين منذ اختفاء الطائرة.
وما يزيد الوضع توترا ان اسباب اختفاء الطائرة لا تزال غامضة والفرضيات المطروحة لتفسير الحادث تتراوح من انتحار احد الطيارين إلى عطل معمم وخطير. وفي العام 1997 تحطمت طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة سيلك اير في نهر اثناء قيامها برحلة بين جاكرتا وسنغافورة ما ادى الى مقتل ركابها الـ104.
وخلص المحققون الاميركيون انذاك الى انتحار الطيار في حين رات سنغافورة انه ليس هناك اي عناصر تؤكد هذه الفرضية. وقال بول ياب خبير الملاحة الجوية في معهد تيماسيك بوليتكنيك في سنغافورة ان "هناك خلافات تحصل في تحقيقات بشان حوادث معقدة حين لا يتضح سبب التحطم وماليزيا ستصطدم بهذه المشكلات".
كذلك خلصت الوكالة الاميركية لامن المواصلات في حادث تحطم الرحلة 220 التابعة لشركة مصر للطيران في المحيط الاطلسي عام 1999 وعلى متنها 217 شخصا، الى انتحار مساعد الطيار فيما كان الطيار في استراحة، وفي هذه الحالة ايضا نقضت السلطات المصرية هذه الفرضية.
كذلك تباينت الاستخلاصات بين المحققين الاميركيين والاسبان من جهة، والمحققين الهولنديين من جهة اخرى، في حادث اصطدام وقع في 27 اذار/مارس 1977 بين طائرة بوينغ 747 تابعة لشركة كاي ال ام وطائرة لشركة بانام في مطار تينيريف في جزر الكناري، في حادث يبقى حتى اليوم الاكثر دموية في تاريخ الطيران المدني اذ اسفر عن سقوط 583 قتيلا.
ومن المؤكد ان ماليزيا ستطالب بالاحتفاظ بسلطة الاشراف على التحقيق غير ان حكومتها المتسلطة معروفة بقلة شفافيتها في ادارة الشؤون العامة كما انها متهمة بدعم شركة الخطوط الجوية الماليزية التي تعاني من عجز ما سيجعل منها حكما وطرفا في آن.
وتؤكد السلطات الماليزية ان الطائرة غيرت مسارها في عمل متعمد وحلقت عدة ساعات نحو جنوب المحيط الهندي وسقطت في البحر عند نفاد الوقود. غير انه لم يظهر حتى الان اي عنصر مادي يؤكد او حتى يوحي بمثل هذه الفرضية ولا فرضية اخرى تبرر الحادث بعمل يائس اقدم عليه الطيار او مساعده وحرمهما من امكانية السيطرة على الطائرة.
وغالبا ما يقارن هذا الحادث بتحطم الرحلة 447 التابعة لشركة اير فرانس فوق الاطلسي في حزيران (يونيو) 2009 نتيجة مشكلة طرأت على مسبار السرعة وسوء تقدير للوضع من جانب طاقم الملاحة.
غير ان المحققين كانوا يعلمون اين ينبغي ان تجري عمليات البحث وتم العثور على حطام الطائرة بعد خمسة ايام. اما الصندوقين الاسودين، فاستغرق الامر 23 شهرا قبل العثور عليهما وكشف معلومات جديدة بالتالي حول الماساة التي اوقعت 228 قتيلا.
وحذر جان بول ترواديك المدير السابق لمكتب التحقيق والتحليل الذي حقق في حادث تحطم طائرة اير فرانس ان حادث الرحلة ام اتش 370 اكثر تعقيدا بما لا يقارن.
وقال متحدثا لوكالة فرانس برس "في حالة الرحلة ايه اف 447، كنا نعلم ان الطائرة في منطقة محددة من المحيط الاطلسي، في حين ان الوضع الان مختلف" حيث تبلغ مساحة عمليات البحث 80 الف كلم مربع في مياه مضطربة وخطيرة على مسافة الاف الكيلومترات من السواحل الاسترالية.