تدريب دفعات جديدة من المقاتلين المعتدلين وتوسيع المساعدات
أوباما يريد استعادة ثقة الرياض بدعم المعارضة السورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يحاول الرئيس الأميركي الذي يزور حاليا السعودية، استعادة ثقة الرياض التي اهتزت كثيرا على خلفية الموقف الأميركي حيال الملفين الإيراني والسوري. أوباما سيعرض حسب تقارير صحافية خطة لزيادة الدعم للمعارضة السورية "المعتدلة" وتوسيع برنامج تدريب عناصرها.
إيلاف: تبدو الولايات المتحدة الأميركية منفتحة الآن على زيادة المساعدات السرية للمعارضة السورية في إطار خطة تناقشها مع حلفائها في المنطقة ومن بينهم السعودية التي يزورها أوباما اليوم الجمعة.
الخطة التي سيعرضها أوباما على القيادة السعودية، تقضي بتدريب المخابرات المركزية لنحو 600 مقاتل في المعارضة السورية كل شهر في السعودية والأردن وقطر، وسيضاعف ذلك من عدد القوات التي تتلقى التدريب في المنطقة حاليا.
كما تدرس إدارة الرئيس باراك أوباما حاليا فكرة الاعتماد على قوات العمليات الخاصة الأميركية أو عناصر أخرى من الجيش في تدريب المقاتلين وهو الأمر الذي يقول المعارضون السوريون إنه سيكون له آثار سياسية جانبية أقل من الاعتماد على المخابرات المركزية.
خطة أميركية
تفاصيل الخطة الأميركية، نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) على موقعها الإلكتروني الجمعة، وقال الكاتب ديفيد إجناتيوس إن إدارة أوباما، عقب اكتوائها بانتكاسات متلاحقة، يبدو أنها قررت توسيع برنامجها السري لتدريب ومساعدة قوات المعارضة السورية، ما يعمق التورط الأميركي في الحرب الأهلية الوحشية الدائرة هناك، على حد تعبيره.
وأضاف أجناتيوس في مستهل مقال رأي أنه من المحتمل مناقشة هذا التصاعد في برنامج المساعدات الأميركية، خلال المحادثات التي ستجمع اليوم بين أوباما والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وأشار إلى أن موافقة واشنطن على تمديد برنامج المساعدات، ستوطد العلاقات الأميركية-السعودية، عقب فترة من الخلافات الصاخبة حول السياسة التي تتبعها واشنطن حيال الأزمة السورية، ولكنه يشير في الوقت ذاته إلى أن خطة أوباما هذه، ستعقّد العلاقات المتوترة بالفعل مع روسيا وإيران، الداعمين الرئيسين للرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح الكاتب الأميركي أن أوباما يبدو" أكثر راحة باستخدام منهج السرية، أكثر من استخدامه التدخل العسكري المباشر كما فعل في العراق وأفغانستان"، مشيرا إلى أن الأمر المشجع هو "تركيز الولايات المتحدة برنامجها المعدل للمساعدات على مكافحة الإرهاب، وهو ما يستدعي تدريب واشنطن لمقاتلي الجيش السوري الحر، حتى يتسنى لهم مواجهة متطرفي القاعدة، وشن هجمات ضد جيش الأسد".
تدريب "المعتدلين"
ومضى قائلا: "تفاصيل خطة برنامج المساعدات الأميركية نوقشت أمس الخميس، والتي أكد مسؤولون أنها تنص على أكثر من نقطة أولها أن تتلقى قوات المعارضة السورية تدريبات في معسكرات في الأردن وشمال المملكة العربية السعودية وقطر، وسيتضاعف تقريبا عدد قوات المعارضة السورية التي ستتلقى التدريبات، لتصل إلى 600 مقاتل شهريا، كما تقوم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بالإشراف على التدريبات، وعلى توسيع البرنامج الذي تديره".
وأشار إلى أن الخطة تنص أيضا على استمرار فرز قوات المعارضة التي تتلقى التدريبات أثناء وبعد التدريب، حتى يتسنى اجتثاث المتطرفين من بينهم.
ودعم المعارضة السورية بالسلاح، موضوع يثير خلافات كبيرة بين داعمي المعارضة الغربيين والعرب، فالمخابرات الغربية تخشى من وقوع السلاح في قبضة جماعات جهادية قد تستغلها لغير الإطاحة بالأسد، في حين ترى دولا عربية كثيرة من بينها السعودية أنّ نهاية مأساة السوريين لا تكون بغير تعديل موازين القوى على الأرض ودعم المعارضة المعتدلة متمثلة في الجيش السوري الحر وبعض الكتائب التي التحقت بقيادة الأركان التي يشكل الائتلاف الوطني السوري ذراعها السياسي.
اتفاق سعودي - اميركي
وفي وقت سابق، قال مساعد مستشارة الأمن القومي بن رودس للصحافيين في الرياض عند وصول أوباما إلى السعودية للقاء الملك عبدالله، إن أحد المواضيع الرئيسة للمحادثات هو "كيف يمكننا تعزيز وضع المعارضة المعتدلة داخل سوريا سياسيا وعسكريا كثقل موازن للأسد وأيضا بصراحة كوسيلة لعزل الجماعات المتطرفة داخل سوريا".
وتابع ان العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية "تشهد تحسنا منذ الخريف" بسبب التنسيق الأفضل للمساعدات المقدمة للمعارضة السورية.
وأشار رودس الى ان "التعاون وثيق مع السعوديين ودول أخرى في المنطقة لتنسيق المساعدة التي نقدمها للمعارضة السورية منذ أشهر قليلة".
وعبر عن اعتقاده ب"اننا حققنا تقدما جيدا في تعزيز هذا التنسيق، والتأكد من الذين نعمل لتقديم المساعدة لهم وما هي أنواع المساعدة التي نوفرها".
وتابع رودس "اعتقد أن التنسيق يشهد تحسنا من حيث المساعدات نظرا لعملنا عن كثب مع السعوديين وتنسيق جهودنا لإجراء محادثات مكثفة معهم في المجالين الأمني والسياسي".
وأضاف ان "علاقاتنا مع السعوديين اقوى اليوم مما كانت عليه الخريف الماضي عندما واجهنا خلافات تكتيكية بيننا" موضحا ان التحسن حصل بفضل "التعاون الوثيق" من اجل تنسيق الدعم للمعارضة.
كما اكد مساعد مستشارة الامن القومي انه "لن يكون هناك اعلان محدد حول مساعدات اضافية".
الصواريخ المضادة للطائرات
الا انه رفض في المقابل تأكيد مضمون تقارير اميركية اعلامية من ان اوباما يميل الى تأييد قيام السعودية بتسليم صواريخ ارض جو محمولة على الكتف من نوع مانباد وأخرى مضادة للدبابات الى المعارضة.
وتقول صحيفة (واشنطن بوست) إنّ السعودية "وافقت على استبعاد أي مقاتل عمل مع أي من جماعات (أحرار الشام) أو (جبهة النصرة) أو (الدولة الإسلامية في العراق والشام) التي تعرف اختصارا بـ"داعش".
ويقول كاتب المقال، إنّ المعارضة السورية تتوسل منذ عامين من أجل الحصول على الصواريخ مضادة للطائرات لوقف سلاح الجو الأسد، ولكن السعودية تريد موافقة الولايات المتحدة قبل تسليمها هذه المعدات".
وبالإضافة إلى كل ذلك، يقدم البرنامج مساعدات للمجالس المحلية والشرطة في المناطق التي تم إخراج قوات الأسد منها.
كما يسعى ذات البرنامج إلى تأمين "ممرات" لإيصال المساعدات الإنسانية، على الرغم من أنه من غير الواضح كيفية استعداد الولايات المتحدة وحلفائها بقوة لحماية هذه المناطق الإنسانية.
وتقول الواشنطن بوست إنّ خطة تمديد برنامج المساعدة توجه رسالة واضحة إلى نظام الأسد، مفادها أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، إذ ان المعارضة أخبرت البيت الأبيض بأن الأسد "لا يوجد لديه حافز لإجراء محادثات الآن، لأنه يعتقد أنه سيفوز في النزاع العسكري".
لقدرات أميركا حدود
هذا وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما دافع الجمعة عن قراره عدم توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري ردًا على استخدامه السلاح الكيميائي في الخريف الماضي، مؤكدًا ان قدرات الولايات المتحدة لها حدود. وقال اوباما في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" التلفزيونية الاميركية اجريت معه في روما، قبيل توجّهه الى السعودية: "اظن انه غير صحيح الاعتقاد باننا كنا في موقف نستطيع فيه، من خلال توجيه بضع ضربات محددة الاهداف، ان نمنع حصول ما نراه اليوم حاصلًا في سوريا".
واضاف "ليس ان الامر لا يستحق العناء، ولكن بعد عشر سنوات من الحرب فان الولايات المتحدة لها حدود". واكد الرئيس الاميركي ان توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ما كانت لتفيد كثيرًا ما لم يتورّط الجيش الاميركي في تدخل عسكري طويل الامد في هذا البلد.
وقال ان "جنودنا الذين يتناوبون على الخدمة، وعائلاتهم، وتكاليف هذا الامر، والقدرة على ان نتوصل بشكل مستدام الى حل قابل للحياة من دون وجود التزام اكبر من جانبنا، ربما لعشر سنوات اخرى، هذه هي الامور التي كانت الولايات المتحدة ستجد صعوبة في تنفيذها". وتابع انه حتى في ظل سيناريو التدخل العسكري "ليس مؤكدًا ان النتيجة كانت في الواقع ستكون افضل بكثير".
وأكد اوباما انه "عندما ترى بلدًا مثل سوريا، كيف تم تقطيع اوصاله، وترى الأزمة الإنسانية الحاصلة، بالطبع هذا لا يتفق مع أي تفسير منطقي لما هو عليه الإسلام، ان ترى أطفالًا يجوعون او يقتلون أو ترى عائلات مضطرة لمغادرة منازلها...".